سوق السيارات المستعمل .. فيضان بلا توقع و تجار تسيطر على النظام
قرأت هذا الموضوع فى احد المجلات و لأننى ممن عشت هذه التجربه قررت نقل الموضوع للأستفاده.
المجلة: عربيتى
الكاتب: أحمد نوح
سوق السيارات المستعمل حيث تحقيق أحلام تلك الطبقة المتوسطه من الشعب المصرى بامتلاك سيارة متوسطة الحال ترحم أسرتهم الكريمة من عذاب المواصلات ومهانة الطرقات المصرية ولتجعل حياتهم أكثر سهولة بعد معاناة رب تلك الاسرة من جمع مبلغ يترواح بين 20 و 50 ألف جنيه يشعره بأنه على على وشك الخروج من مطحنة الشارع والانتقال الى مرحلة جديدة يصبح فيها مالك سيارة لا يبالى بالزحام صباحا أو قلة المواصلات ليلا الا أن الواقع ليس كما يتخيل هذا المسكين المطحون فالسوق كل يوم فى حال و يحكمه قوانين مفترسة قادرة على ابتلاع أموالك فى لحظات لتصبح تلك السيارة التى عدت بها الى المنزل بالفرحة كابوسا قادرا على استقطاع ربع الثمن أو اكثر منك فى محاولتك لبيعها الأسبوع التالى اثر انتشار حالات النصب و السرقة فى السوق بين سيارات حوادث تم اخفاء عيوبها و سيارات أخرى انتهى عمرها الأفتراضى يتمسك مالكوها بحالتها الميكانيكية و كأنها خرجت من مصنعها منذ يومين فقط. يعزز تلك المشكلة موجة من التجار التى تسيطر عل السوق ككل منهم من يتخذ فى السوق موقعه تحت شمسيه مع عدة صبيان يذكروننا بمسلسلات رمضان حيث ينطلق كل منهم فى استكشاف السيارات المعروضه للبيع وكم سعرها ومحاولة لتفطيس السعر كما يطلقون على تلك العملية فمن قام بالبيع اخذوا منه السيارة و من لم يرض البيع بسعرهم الفطسان تركوه للشمس ومن ثم عادوا اليه بعد يأسه من الحصول على سعر تستحقه السيارة ليساوموه على أسعار زهيدة هؤلاء ايضا هم نفس التجار الذين اشتروا السيارات الجيدة من كل السوق و من ثم جاءوا بها الى السوق فى الجمعة التالية ليبيعوها بسعر مرتفع و بمكسب كبير ويا ويل من يعرض عليهم الشراء بسعر مثل ذلك الفطسان الذى اشتروا الذى اشتروا به السيارة المسكينة ليصبح السوق مرتعهم هم البائع والمشترى فيه ومن يحب أن يتعامل معهم عليه بالأستعانه بسمكرى فريد من نوعه أو تاجر صديق يمكنه من المساومه على السعر لضمان عدم الخسارة فى الأيام القليلة القادمة. المشكلة الأخرى تكمن فى سيارات معيبة فى حوادث ولا تصلح للأستخدام يتم اخفاء عيوبها للبيع على تلك الحالة وقد لا يكتشف الشارى تلك العيوب الا بعد سنوات من الأستخدام و قد تصبح السبب فى حادث مؤلم لمالك السيارة حيث تصل حالات النصب تلك الى أن بعض السيارات قد تكون قد فقدت نصفها الامامى كله فى معركه ما ليتم لصق نصف أخر استيراد لها وتباع على أنها فابريكة كما يحب أن يسميها التجاروهو مال يجعلها عرضه للكسر من تلك المنطقة الملحومة فى حاله الحوادث.
وبسؤال صلاح محمد تاجر سيارات عن حاله السقو قال: بالرغم من أنى تاجر سيارات مستعملة منذ 15 عاما الا أنى حتى اليوم قد اشترى سيارة معيبه من وقت للأخر بدون أن اعلم ومن ثم أفاجأ بذلك فى محاولة لبيعها لأضطر جاهدا الى اخفاء العيب وبيعها مثلما اشتريتها فلو تم كشف العيب سأخسر فى ثمنها وستبقلا تكل السيارات تستنزف مكسبى طوال الوقت فلا يوجد تاجر غير معرض للغش بالضبط مثل المشترى العادى.
ومن سؤاله عن احكتار السوق من التجار قال: مثلما يبحث المشترى العادى عن صفقه رابحة يحاول التاجر أن يجد لنفسه لقمة العيش فى السيارة و حتى يحدث ذلك عليه بالضغط على البائع لأقصى درجة ممكنة و قد يصل الأمر الى تأليف بعض العيوب ليست فى السيارة فالتجارة تراض و ان كان البائع واثقا فى سيارته فعليه الا يستمع الى عيوب التاجر, وان يبيع فقط بالسعر الذى يرضي به, اما ان استطاع التاجر شراء السيارة بسعر قليل فلا مشكلة حيث باعها صاحبها وهو راض.
على أثر ذلك نرى الأن من لديه سيارة ويرغب فى البيع أو من فى الشراء ولا يجد لديه من الوقت أو المعارف من يساعده فى مغامرة استكشاف سيارات السوق يتوجه الى صفحات المجلات أو المواقع الألكترونية على الأنترنت حيث عادة ما يكون البائع فى تلك الحالة شخصا عاديا وليس تاجرا وكذلك المشترى لنرى عمليه البيع أيسر ما يكون وكل منهم يعلم جيدا ماله وما عليه فالشارى يعرض عيوب سيارته بدون خداع والمشترى يدفع ما تستحقه السيارة بدون تفطيس وهو ما جعل تلك الطريقة ملاذا جديدا للتجار متخفين فى زى أشخاص عاديين.
يخبرنا المهندس أحمد محسن: فى محاولتى لبيع السيارة توجهت اولا الى السوق وانتهى اليوم بعروض أسعار غير طبيعية واقل من سعر سيارتى بكثير وسمعت من العيوب ما اذا جمع فى ورقة واحدة لجعلك تظن أن الحديث هنا عن توك توك انتهى عمره الافتراضى برغم أن سيارتى ألمانية ذات جودة و موديل حديث, ومن بعد تلك التجربة و الوقفة الجحيمية فى شمس مدينة نصر توجهت الى المواقع الألكترونية وقمت بعمل اعلان فى "عربيتى" لأجد الكثير من الأتصالات زارنى بعضهم واكتفى بعضهم بالسؤال بالهاتف. الا أن من بين الزيارات تميز شكل أو اثنان قد أكون رأيتهم بالفعل فى السوق أو قد يكون هو الأسلوب نفسه مع فارق الأشخاص , فمنهم من أكد أن السيارة تحتاج الى مصاريف ليس لها حصر ومنهم من أفتى بأنها "مغيرة ربع" ومنهم من اخبرنى وعلى وجهه ملامح الحزن والأسى وكأنه على وشك انتشالى من الطين بقوله أنا هخلصك من العربية دى بس تريحنى فى سعرها وكأنى كتبت فى اعلانى انقذونى من سيارتى الى ان انتهى بى المطاف لبيعها لأحد جيرانى وهو فى سعادة شديدة الأن لأنى لم اخدعه بأى عيب فى السيارة و أخبرته بكل ما فيها قبل الشراء نقطة أخرى تلفت انتباهك فى سوق المستعمل تلك الأيام, فالبرغم من اعلان الحكومة لقرب تطبيق الاحلال و التجديد على السيارات الملاكى الا أن فئة السيارات المستعملة التى ستخضع للأحلال و التجديد لم تنخفض أسعارها بل بالعكس ارتفعت اسعارها وكأن ملاكها سعداء بما سيحدث ولا ينوى أى منهم البيع انتظارا للأحلال. فبشراء الحكومة للسيارات بمبلغ يصل الى النصف أو احيانا ربع الثمن أوة فى بعض الحالات مثل سيارات المرسيدس من تلك الفئة يصل الى 10% من سعر تلك السيارات سيجد هؤلاء الملاك أنفسهم فى دوامة لدفع الأقساط و شراء سيارة جديدة وهى عادة ما تسبب هلعا لبعض الملاك أنفسهم من تلك الفئة. حيث قطع الغيار و الصيانة المعقدة . الا أن ظاهرة احتكار التجار للأسواق أصبحت ظاهرة بشدة وجعلت من الأسواق ساحة للتجار يبيعون و يشترون لبعضهم البعض.
