الموضوع: سؤال بسيط جدا

رؤية الإنسان للأشياء من حوله تتكون من خلال قناعاته واعتقاداته وبأسلوب آخر منهجيته في التفكير والحكم على الأشياء
وهذه المنهجية تتكون من ...
أعراف وقوانين وقواعد المجتمع+قوانين دينية أعلى من أعراف المجتمع+ميول نفسية ذاتية

وبالتالي أنت لا تستطيع الحياة دون الحكم على الأشياء ومن يقوم بها..في الحقيقة عشرات ومئات الأشياء يوميا منذ استيقاظك وحتى نومك..لماذا تسير على الأرض بقوة وتزعج من بأسفل ولماذا تسير بهدوء..لماذا تفتح صنبور المياه على آخره ولماذا تقتصد..هل تقوم مبكرا لتصلي الفجر أم تقوم الساعة السابعة وتصلي قبل أن تنزل...هل تركن سيارتك صف ثاني وتدخل مخالف أم تلتزم بالقوانين..هل تدفع ١٠ لعسكري المرور عشان تمشي حالك وللا لأ..وما حكمك علي من يفعلون ذلك كله

مثال
أنت ترى الحكومة فاسدة لأنها تفعل كذا وكذا وكذا
والحكومة ترى أن ما تفعله صواب لأنه كذا وكذا وكذا وتراك ظالما ومتجنيا
أنت ترى ضرورة التغيير الثوري لأنه كذا وكذا وكذا وأن من يطالبون بالتغيير السلمي منبطحون
ومن يطالبون بالتغيير السلمي يرونك أرعنا وهمجيا
ومن لا يرون أهمية التغيير يرونكم جميعا حفنة من المأجورين

قل لي من من هؤلاء جميعا له حق الحكم على غيره وأنا أجيبك عن سؤالك
تحياتي

استاذ احمد انا توهت هههههه

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة a7med_pharma

كل شئ نسبي...ومحدش فاهم حاجة:b4_592:

النسبية في الحكم على الأفعال والأفكار والأشخاص دعوة خبيثة في إطار أنيق خادع والغرض منها خلط معايير الخير والشر في نفوس الناس
الله عزو جل يقول: وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله
الخير معروف والشر معروف....الحق واحد والباطل متعدد...والحساسية تجاه النصيحة هي التي تجعل البعض يتترس بمسألة نسبية الحقيقة ويطالب بألا يحاكمه أحد إلى شئ طالما أن الأمور نسبية...الحقيقة قد تكون نسبية...لكن الحق ليس نسبي أبدا

أنت ترى المنحرفين جنسيا شاذين..هم لا يرون ذلك..إذا هم ليسوا كذلك لأنك ليس لك الحق في الحكم عليهم
أنت ترى الإلحاد كفرا..الملحد لا يرى ذلك..إذا هو ليس كذلك لأنك ليس لك الحق في الحكم عليه

مجرد امتداد طبيعي للفلسفة الجدلية العقيمة...هل البرتقالة برتقالة لأنها برتقالة أم لأنك تعتقد أنها برتقالة
وهل اللون البرتقالي برتقالي لأنك أطلقت عليه هذا الاسم أم لأنه فعلا كذلك..ولو كنت أطلقت عليه مثلا عنابي من البداية هل كان سيمانع...مش كان ممكن البرتقالي يبقى اسمه عنابي والعنابي يبقى اسمه برتقالي بدون ميحصل مشاكل

على فكرة الجدلية السابقة ليست سخرية خيالية ولكنها الفلسفة التي يستند إليها البعض في الحكم على الأشياء
نموذج
أنت أعطيت لبعض الأشياء صفة الخير من عند نفسك ولو كنت أعطيتها صفة الشر من البداية لظلت موصوفة بالشر
بل أنت من اعتبرت أن الخير شئ محمود والشر ليس كذلك..ولو كنت من البداية اعتبرت الشر شيئا محمودا والخير شيئا مذموما لسارت الأمور بلا مشاكل

حد فاهم حاجة

خلاصة رأيي عشان الموضوع ما يتلخبطش
أن افتراض أن الإنسان يمكن أن يعيش في الدنيا دون أن يحكم على الأشياء والناس هو افتراض خيالي محض..ومحاولة ذلك مطاحنة للهواء..وأمر الناس بذلك تكليف بالمحال

والحساسية تجاه لفظ (الحكم على الناس) هي حساسية مستوردة من الأجانب
no judgement
and
who are you to judge me

وغيرها الكثير مما قد يسمعه البعض على لسان الأجانب في وسائل الإعلام وهو انعكاس لأدبياتهم والتي مبعثها في الحقيقة الرغبة في عدم المحاكمة إلى أية معايير أخلاقية
no judgement

موضوع جميل و اراء اجمل من الدكتور و استاذ بحري