• أن تأمينات الممتلكات هى تأمينات مصلحة بمعنى أن المصلحة الإقتصادية للشخص هى فى بقاء ممتلكاته بدون خسائر أو أضرار حتى لايخسر رأس المال المستثمر فى هذة الممتلكات ، وبالتالى فلها الأولوية فى التأمين .
• أن المواطن العربى بصفة عامة يؤمن بفكرة أن ممتلكاته أهم من حياته ، فعندما تقول لأى شخص أمن على سيارتك وعلى حياتك ، فأنه يبدأ بالتأمين على السيارة أولاً ثم يؤجل فكرة التأمين على حياته ، ويطيل التفكير والسؤال وفى الغالب ينتهى الأمر بعدم التأمين على حياته . فالمواطن العربى يعتبر ان التأمين على حياته شئ ترفيهى أو غير ضرورى .
إننا مازلنا نناقش مشكلة نقص الوعى التأمينى لدى المواطن العربى ، سواءً فى الإتحاد العربى للتأمين ، أو فى الإتحاد المصرى للتأمين ، وفى جميع إتحادات التأمين بكل دولة . حتى خلا فكرنا من افكار جديدة لحل هذة المشكلة ، فقد طرحت كل ما تتخيله من افكار ومشروعات لزيادة الوعى التأمينى ولم يبقى لدينا شئ جديد لطرحة . واخر شئ فكرت فيه الهيئة المصرية للرقابة على التأمين ، هو عمل صندوق تقوم كل شركة تأمين بوضع مبلغ من المال فيه ، وتتولى الهيئة عملية الصرف من هذا الصندوق على الإعلانات بكل وسائل الميديا ، وطبع منشورات وكتيبات توزع على المواطنين وأماكن العمل ....الخ . كما قام الإتحاد المصرى للتأمين إبتدأً من يناير 2010 بعمل لجنة جديدة تسمى لجنة ( الوعى التأمينى والتدريب ) ممثل فيها جميع شركات التأمين ، ومازالت المشكلة مستمرة . فهناك جينات مختفية لدى المواطن العربى لم نصل إليها حتى الأن .
• سأحكى لك قصة أخرى عجيبة وغريبة ، قامت إحدى شركات التأمين بعمل عقد تأمين جماعى على حياة الموظفين بإحدى الهيئات الإسلامية ، وكان عدد العاملين بهذة الهيئة 120 الف عامل منهم أئمة المساجد والدعاة وخدام المساجد وقارئى القرأن الكريم وموظفى الهيئة الإداريين بجميع أنحاء الجمهورية ، وكان قسط التأمين ستتحمله الهيئة الإسلامية من أموالها ، ولن يخصم شئ من مرتبات جميع العاملين بمسمياتهم المختلفة ، بمعنى أن الهيئة ستتحمل قسط التأمين سنوياً بدون تحميل أى أحد من العاملين بأى تكلفة منه . وهنا يعتبر التأمين مجانى للجميع .
وعندما بدأ تنفيذ المشروع ، قامت الهيئة الإسلامية بعمل منشورات تعلق فى لوحات الإعلانات بجميع أماكن العمل المنتشرة على مستوى الجمهورية .
عندما علم الدعاة بالمشروع قاموا بمهاجمته فى كل خطب الجمعة فى المساجد التابعة للهيئة الإسلامية ، وتحدثوا فى هذة الخطب عن أن التأمين على الحياة ( حرام ) وماشابه ذلك من كلام ، وأمتنع كل الدعاة وقراء القرأن وخادمى المساجد من الإشتراك فى التأمين .
قام رئيس الهيئة بعرض الأمر على مسؤلى شركة التأمين بأن معظم العاملين لن يشتركوا فى التأمين مع أنهم لن يتحملوا شئ من تكلفة التأمين . وتقلص العدد من 120 الف عامل إلى 10 ألاف عامل بدأ بهم المشروع .
بعد مرور 4 شهور على بدء التأمين توفى أحد المؤمن عليهم فى المشروع ، وقامت شركة التأمين بصرف المبلغ وقيمته 25 ألف جنيه للورثة ، فقام رئيس الهيئة الإسلامية بحيلة ذكية ، قام بتصوير الشيك بمبلغ 25 الف جنيه ، وقام بوضع صورة من الشيك فى جميع لوحات الإعلانات على مستوى الجمهورية ، ومعة صيغة او برقية تعازى لزوجة المتوفى وأولادة .
فى صباح اليوم التالى أرسل جميع الدعاة والقراء والعاملين الذين أمتنعوا عن الإشتراك فى التأمين ، بطلبات إشتراك للمركز الرئيسى للهيئة الإسلامية ، وأصبح التأمين على الحياة ( حلال ) ، وأصبح جميع الدعاة وقراء القرأن الكريم مؤمن عليهم .