البرنامج الأمثل للتأمين على الحياة



من المعروف فى نظرية التأمين على الحياة ، أنه لايصلح للفقراء ولا يصلح للأغنياء .

فالشخص الفقير لايستطيع سداد أقساط التأمين ، وإن أمكنه فى فترة معينة فإنه لايستطيع أن يستمر فيه ، حيث أن وثيقة التأمين على الحياة هى وثيقة طويلة الأجل ، وبالتالى سوف تتعرض الوثيقة إلى الإلغاء فى أى وقت

كما أن الشخص الغنى لا يحتاج إلى التأمين لأن لديه من الأموال والممتلكات ما يجعله يستغنى عن هذة الخدمة .

وعلى ذلك فإن التأمين على الحياة بأشكاله المختلفة هو للشخص ذو الدخل المتوسط ، الذى يستطيع أن يجنب جزء من دخله لشراء هذة الخدمة بطريقة منظمة ومدروسة ، والتى تناسب أسلوب حياة هذة الفئة من المجتمعات . كما أن أصحاب الدخول المتوسطة هم الفئة التى تتخوف دائماً من خطر الوفاة المبكرة لعائل الأسرة وتأثيرها السلبى على أفرادها .

ولهذا السبب يتم تدريب الجهاز الإنتاجى ومندوبى التأمين على الحياة ، على إستهداف هذة الفئة فقط من المجتمع ، حرصاً على الوقت والمجهود .

وعند وضع برنامج أمثل للتأمين على الحياة ، يجب أن نضع فى إعتبارنا أنه ليست هناك أنماط أو وثائق يمكن إعتبارها مثلى . فمثالية البرنامج من عدمه أمر نسبى يتوقف على الظروف المحيطة بالشخص الذى يريد شراء التامين . فالبرنامج الأمثل بالنسبة لشخص قد يكون غير ذلك بالنسبة لشخص اخر ، وحتى البرنامج الأمثل بالنسبة لشخص فى وقت ما ، قد يكون غير مناسب لنفس الشخص فى وقت اخر .
وعموماً فإن الوثيقة المثلى هى التى تساعد على تحقيق الأهداف المرجوة بأفضل الشروط الممكنة . فبمعرفة ظروف الشخص يمكن تحديد هذة الأهداف والإحتياجات بدقة .

وقد صنف خبراء الإقتصاد الإحتياجات التأمينية للشخص بالترتيب الأتى :
1. الحاجة إلى نقدية سائلة بعد الوفاة مباشرة حتى يتم إعادة ترتيب ظروف الأسرة بعد توقف الدخل بسبب وفاة الزوج .
وهذة الحاجة يشبعها شراء وثيقة تأمين مؤقت ( Temporary Policy ) . وهى أقل أنواع التأمين من حيث التكلفة . أو شراء وثيقة تامين لمدى الحياة ( Whole Life Policy ) وهى تلى التأمين المؤقت من حيث التكلفة .
2. الحاجة إلى دخل شهرى يعوض توقف دخل الزوج بسبب وفاته إذا لم يكن له معاش من الدولة .
وهذة الحاجة يشبعها شراء وثيقة دفعات المعاش فى حالة الوفاة ( Annuties Policy ) . أو شراء وثيقة تأمين مؤقت أو وثيقة تأمين لمدى الحياة ، وقبض المبلغ من شركة التأمين ، ووضعة فى وديعة إدخارية طويلة الأجل فى أحد البنوك لتعطى مبلغ شهرى للأسرة .
3. الحاجة إلى دخل شهرى يعوض إنخفاض قيمة المعاش الشهرى إذا كان للأسرة معاش من الدولة .
وهذة الحاجة يشبعها شراء وثيقة دفعات المعاش فى حالة الوفاة ( Annuties Policy ) . أو شراء وثيقة تأمين مؤقت أو وثيقة تأمين لمدى الحياة ، وقبض المبلغ من شركة التأمين ، ووضعة فى وديعة إدخارية طويلة الأجل فى أحد البنوك لتعطى مبلغ شهرى للأسرة .
4. الحاجة إلى دخل شهرى إضافى لتعليم الأولاد والمشاركة حتى يتم إستقلالهم مالياً .
وهذة الحاجة يشبعها شراء وثيقة دفعات المعاش فى حالة الوفاة ( Annuties Policy ) . أو شراء وثيقة تأمين مؤقت أو وثيقة تأمين لمدى الحياة ، وقبض المبلغ من شركة التأمين ، ووضعة فى وديعة إدخارية طويلة الأجل فى أحد البنوك لتعطى مبلغ شهرى للأسرة .
5. الحاجة إلى نقدية سائلة للمشاركة فى نفقات زواج الأولاد .
وهذة الحاجة يشبعها شراء وثيقة إدخارية ( Pure Endowment Policy ) . أو وثيقة مختلط مع الإشتراك فى الأرباح ( Endowment Policy ) .
6. الحاجة إلى دخل شهرى للزوجه فى حالة وفاة الزوج وخصوصاً إذا كانت الزوجة لاتعمل وللحفاظ على كرامتها بعد وفاته ، وعدم إلتجائها إلى أولادها أو أقاربها للصرف عليها وما يعترى هذا الوضع من مشاكل وخصوصاً إذا كان الأولاد والأقارب متزوجين ومستقلين بحياتهم الشخصية .
وهذة الحاجة يشبعها شراء وثيقة دفعات المعاش فى حالة الوفاة ( Annuties Policy ) . أو شراء وثيقة تأمين مؤقت أو وثيقة تأمين لمدى الحياة ، وقبض المبلغ من شركة التأمين ، ووضعة فى وديعة إدخارية طويلة الأجل فى أحد البنوك لتعطى مبلغ شهرى للزوجة .
7. الحاجة إلى دخل شهرى للشخص نفسه عند بلوغة سن المعاش لتعويضه عن توقف الدخل بسبب تركه للعمل عند سن التقاعد ، ولتعويض إنخفاض قيمة المعاش الشهرى الذى سوف يتقاضاه من الدولة .
وهذة الحاجة يشبعها :
• شراء وثيقة دفعات المعاش فى حالة بلوغ سن التقاعد ( Annuties Policy ) .
• أو وثيقة تأمين لمدى الحياة وتصفيتها عند سن التقاعد ، وقبض قيمة التصفية من شركة التأمين ، ووضعها فى وديعة إدخارية طويلة الأجل فى أحد البنوك لتعطى مبلغ شهرى للشخص .
• أو وثيقة تأمين مختلط مدة التأمين فيها تنتهى عند سن التقاعد ، وقبض المبلغ من شركة التأمين ، ووضعة فى وديعة إدخارية طويلة الأجل فى أحد البنوك لتعطى مبلغ شهرى للشخص .
• أو وثيقة تأمين وقفية بحته ( Pure Endowment ) مدة التأمين فيها تنتهى عند سن التقاعد ، وقبض المبلغ من شركة التأمين ، ووضعة فى وديعة إدخارية طويلة الأجل فى أحد البنوك لتعطى مبلغ شهرى للشخص .


وبعد ترتيب هذة الإحتياجات والتى تختلف أولوياتها من شخص إلى أخر ، فإن على الشخص أن يحاول إشباع القدر الأكبر من هذة الإحتياجات فى ضوء إمكانياته المتاحة الحالية والمتوقعة . وقد يرغب الشخص فى إشباع كل هذة الإحتياجات ولكن ما يخصصة من ميزانيته قد يعوق هذة الرغبة .
وليس بالضرورة أن يقوم الشخص بإشباع هذة الإحتياجات مرة واحدة ولكنه يقوم بترتيبها على مراحل تطور حياته فمثلاً :
 إذا كان الشخص قد تخرج من التعليم ويعمل ، فأننى أقترح عليه أن يبدأ بشراء وثيقة تأمين لمدى الحياة وهو فى سن صغير 22 سنة ، 23 سنة ، 24 سنة ...الخ لأن التكلفة منخفضه ويستطيع تحملها تحت أى مستوى من الدخل .
 عندما يتزوج فأنه يكتب أسم زوجته من المستفيدين من الوثيقة فى حالة وفاته .
 عندما يزيد دخله لأى سبب أثناء زواجه ، يقوم بزيادة رأس مال الوثيقة .
 عند قدوم أول طفل ، فإنه يقوم بكتابة إسمه من ضمن المستفيدين من الوثيقة .
 عندما يزيد دخله لأى سبب بعد الإنجاب ، يقوم بزيادة رأس مال الوثيقة ، وهنا يستطيع أن يكتب فى الوثيقة أنه يدفع المبلغ لزوجتى وأبنى مناصفة أو طبقاً للشريعة الإسلامية .

وهكذا تتطور ظروف الوثيقة بتطور حياة الشخص بصورة مرتبة ومنظمة .

وهذا البرنامج يمثل الشكل العام لبرنامج التأمين على الحياة دون التركيب على شخص محدد ، ولكن عندما يأتى شخص لنا لشراء وثيقة تأمين على حياته ، فإننا ندرس ظروفه الخاصة به ويتم تفصيل البرنامج المناسب له على ضوء هذة الظروف ,

أرجوا أن أكون قد أفدت السادة الأعضاء وزوار المنتدى بهذة الإضافة .