الموضوع: مارأيت قبله ولابعده أحسن تعليما منه

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

وبعد , الإخوة والأخوات الأفاضل , تعالوا بنا نستكمل ما بدأناه من حديثنا حول الخصائص التي يجب

أن تتوافر في المعلم والتي تعلمناها من رسول الله صلى الله عليه وسلم

تحدثنا في مرتين سابقتين عن صفتين أساسيتين للمعلم وهما

الرفق واللطف في التوجيه , التريث في الإجابة وعدم القول بلا علم

وحديثنا اليوم عن الصفة الثالة وهي

3 - الإجابة عن ما يترجح لديه جهل طلابه به

وذلك دون انتظار سؤال منهم , ودون بخل بالعلم عليهم ويتضح ذلك مما يلي

- يقول سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فأصبحت

يوما قريبا منه ونحن نسير فقلت يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة ويباعدني من النار قال

لقد سألتني عن عظيم وإنه ليسير على من يسره الله عليه : تعبد الله ولا تشرك به شيئا ، وتقيم

الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت ،

إلى هنا انتهت الإجابة إخوة الإسلام , ولكن لأن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن معاذا سيكون

أعلم الأمة بالحلال والحرام , ولعلمه بشغفه بالعلم

بدأ صلى الله عليه وسلم في تعليمه ما يجهله

فقال : ألا أدلك على أبواب الخير :

الصوم جنة ، والصدقة تطفيء الخطيئة ، كما يطفئ الماء النار ، وصلاة الرجل من جوف الليل ،

قال : ثم تلا : { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم – حتى بلغ – يعملون } ثم قال : ألا

أخبركم برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه : قلت : بلى يا رسول الله قال : رأس الأمر

الإسلام ، وعموده الصلاة ، وذروة سنامه الجهاد . ثم قال : ألا أخبرك بملاك ذلك كله ، قلت :

بلى يا رسول الله ، قال : فأخذ بلسانه ، قال : كف عليك هذا . فقلت : يا نبي الله وإنا لمؤاخذون

بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم ، أو على

مناخرهم ، إلا حصائد ألسنتهم

- يقول النبي صلى الله عليه وسلم معلومة في غاية الأهمية وهي علاج لموقف قد يحدث لأي منا

وغالبنا يجهل ماذا يجب عليه أن يفعل

يقول صلى الله عليه وسلم يأتي الشيطان أحدكم فيقول : من خلق كذا ؟ من خلق كذا ؟ حتى

يقول :من خلق ربك ؟ فإذا بلغه ، فقولوا : { الله أحد . الله الصمد . لم يلد ولم يولد . ولم يكن

له كفوا أحد } ، ثم ليتفل عن يساره ثلاثا ، ويستعذ بالله من الشيطان

- يسأله الصحابه رضي الله عنهم أنهم يركبون البحر ويحملون معهم القليل من الماء فإذا توضأوا

به عطشوا , فيسألوا هل يتوضئوا بماء البحر

فيجيب صلى الله عليه وسلم ليس على الوضوء بماء البحر فقط ولكن يعلمهم معلومة إضافية وحكم

فقهي إلى يوم الدين

فيقول هو الطهور ماؤه الحل ميتته

[mark=#f2f5a4]

فانبي صلى الله عليه وسلم , خير معلم , يعلم كل معلم أنه إذا سأله طلابه عن شيء فلا يجب فقط

عن السؤال , ولكن يحسن له أن يجب عما يظن جهل طلابه به , ويتعلق بهذا الموضوع

وأن يعلمهم أي معلومة جديدة وحكم جديد هم بحاجة إليه

[/mark]

يتبع إن شاء الله

وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد