الموضوع: سلسلة سلوكيات القيادة الأمنة - الحلقة السادسة (القيادة الليلية)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فيما سبق كثر الحديث عن موضوع الأنوار المبهرة والزينون وكم هي تتعب اعيوننا واليوم سنتناقش سوياً عن القيادة الليلية وماهي أفضل الحلول لكي تكون قيادتنا قيادة مثالية وآمنة.

تعتبر القيادة في الليل من أخطر الأوقات للقيادة ويرجع هذا لعدة أسباب ..

السبب الأول :: الأضاءة . الأضاءة سواء انوار الطريق او انوار سيارتك

لو تكلمنا عن انوار الطريق في ج.م.ع فحدث ولا حرج ابتداء من الشوارع الرئيسية للطرق السريعة والمحاور الرئيسية
لن اتكلم عن المحاورالرئيسية مثل صلاح سالم والأوتوستراد ولا عن الشوارع الرئيسية مثل جسر السويس والهرم ومصطفي النحاس
سوف اتكلم عن الطرق السريعة مثل الطريق الدائري والمحور والزراعي

اصبح اليوم الطريق الدائري من اسوء الطرق اذا قدر لك السير عليه لقلة مصادر الأضاءة وتحديداً لو هتسلك الدائري ابتداء من طريق الواحات قبل دريم لاند.
لو استطعت مشاهدة مساحات الزجاج الأمامي لسيارتك يبقي كتر الف خيرك وتستحق وسام الرماية من الدرجة الأولي لحدة بصرك الثاقب.
كحللللللل
بمعني الكلمة
هكذا الزراعي في بعض المناطق منه
هكذا الطريق الصحراوي بأكمله فيما عدا مداخل المدن والبوابات.

الشق الثاني وهو أنوار سيارتك الأمامية وتنقسم الي عاملين في غاية الأهمية

العامل الأول وهو لمبات الأضاءة في المصابيح الأمامية
كثير منا يستبدل لمبات المصابيح الأمامية بالزينون وهو علي غير دراية - هل مصابيح سيارتك متوافقة مع اللمبة التي قمت بأختيارها ام لا.
لن اتكلم عن الزينون لقلة خبرتي فيه وانتم اعلم مني به.
ولكني سأخص بالذكر اللمبات القياسية العادية
اللمبات الهالوجين
انا شخصيا قمت بتجربة أكثر من نوع للمبات الهالوجين منها ذات اللون الأبيض الثلجي ومنها ذات اللون الأصفر التقليدية
واكتشفت ان اوضح الرؤية من خلال اللمبات الصفراء

العامل الثاني وهي الكشافات نفسها او المصابيح الأمامية
كلما كان الكشاف او الفانوس بحالة جيدة والعواكس ليس بها صدأ كلما كانت الأضاءة احسن والرؤية أفضل
الباغة ايضاً تلعب دور في غاية الأهمية - توجد باغة تشتت الأضاءة وتقوم بتوزيع الأنارة بشكل جيد - ويوجد باغة تركز الأضاءة في اتجاه معين وتجعل الرؤية غير واضحة وتظهر في شكل بؤرة.
كما يوجد ايضاً طبق يركب علي اللمبة في بعض الفوانيس - يلعب دور ضخم جدا في تقسيم النور العالي والواطي ولا تتبع نصيحة الكهربائي اذا ما اشار عليك بنزع الطبق بزعم عدم فائدته.

السبب الثاني :: السيارات النقل والتريلات والقاطرات

اقسم بالله انني عند رؤية سيارة نقل في مرآة الصالون يتملكني الرعب وبحاول الأبتعاد عنها قدر المستطاع لدرجة اني احياناً والله العظيم انتظر علي جنب الطريق حتي اتيح لها اكبر فرصة ممكنة للأبتعاد عني واتقاء شرها وشر قائدها.
او احياناً بضغط بكل ما أتاني الله من قوة علي دواسة البنزين حتي أحدث فرق كبير بيني وبينه ولكن هيهات
ربنا يهديهم

فاليوم تعد السيارات النقل من اهم عوامل التهديد علي الطريق ان لم تكن اهم عامل. ويتمتع سائقيها برعونة شديدة ولا مبالاة فقد سلبتهم المخدرات والجهل عقلهم وجعلتهم يقودون سياراتهم وكأنها سيارة ملاكي يعبث بها هنا وهناك ولا يدرك خطورة الموقف. فلمسة واحدة منه لأي سيارة ملاكي تكفي ان تعصرها عصراً وكأنها علبة مشروبات غازية.

ولو أضفنا الي خطورة السيارة النقل في حد ذاتها الأنوار المبهرة التي يستخدمونها في سيارتهم فتعتبر حقاً شر لابد الأبتعاد عنه.

أضف الي هذا آلات التنبيه المستخدمة في السيارات النقل. عند سماعها يهيأ لي ان قطار من قطارات الأكسبريس قد خرج عن مساره وسلك الطريق الدائري (سرعة جنونية - أضاءة مبهرة - صافرة مدوية)

وعلي هذا تكون السيارة النقل بكل المقاييس (سرعة وضوء وصوت) هي أخطر عامل في القيادة الليلية.

السبب الثالث :: النعاس وهو لا يقل خطورة عن سابقيه

النوم سنة كونية وكل انسان خلقه المولي سبحانه وتعالي خلق بداخله ساعة تسمي بالساعة البيولوجية وهذه الساعة تلعب دور كبير جدا في اوقات النوم والأستيقاظ علي مدار اليوم وعلي سبيل المثال لو تعودت يومياً علي الأستيقاظ مبكراً ستجد نفسك تلقائياً تستيقظ يوم الجمعة في نفس الميعاد او متأخراً قليلاً.
بنفس المنطق لو تعودت النوم باكراً ستجد نفسك يغلبك النعاس حتي وان كنت في مكان عام واصوات صاخبة.

وعلي هذا فأنا احذر تماما من القيادة في ساعات متأخرة من الليل اذا كنت من الذين ينامون مبكراً.

كما انه يوجد عامل أخر غاية في الخطورة - وهو قلة التركيز عند الأرهاق والبقاء مستيقظاً لفترات طويلة.

وتزيد خطورة المسألة في هذه الأيام الشديدة الحرارة - فبينما أنت تعمل طوال ساعات النهار وتحت أشعة الشمس الحارقة وتأتي في نهاية اليوم لقيادة السيارة ستجد نفسك أما تري ولكن بغير أدراك او لا تستطيع الرؤية ويغلب عليك النوم.
كما تقل ايضاً سرعة الأستجابة وتقديرك للمواقف.
ويزيد الأمر سوءً اذا تناولت احد المنبهات كالقهوة او الشاي لأن في هذه الحالة ستجد عينيك مفتوحتين ولكن العقل شبه غائب.

ويحدث ذلك ايضاً في ساعة القيلولة في منتصف اليوم (ما بين الثانية ظهراً والرابعة عصراً) حيث تكون الشمس في كبد السماء ومسلطة أشعتها علي عينيك. فمع السرعة وانطواء الطريق امام عينيك يتداخل عليك المؤثرات لدرجة يصعب معها التمييز وقد تفقد بعض من قدرتك علي التمييز بين المؤثرات وقد تبدو كلها وكأنها متشابهة وهنا يجب التوقف فوراً علي جانب الطريق وأخذ قسط من الراحة او تناول أحد المشروبات الساخنة التي تحتوي علي الكافيين كالقهوة او الشاي.


إلي الأن فقد ذكرت اخطر ثلاثة عوامل في القيادة الليلية - الأنوار والسيارات النقل والنعاس

يوجد عامل أخر وهو نوعية قائدي السيارات الذين من الممكن ان تقابلهم في الوقت المتأخر من الليل.
اما شباب مستهترة او متعاطي الكحوليات والعياذ بالله او سائقي الأجرة المتخصصين في نوعية معينة من الزبائن عفانا الله واياكم.

بالأضافة لذلك فكل ما ينطبق عليك من ارهاق وتعب وقلة تركيز ينطبق علي قائدي السيارات الأخرين. فأحذر خطأ الغير وابتعد عن السيارة التي تري في قائدها عدم الأتزان.


وأليكم الأن بعض النصائح حول تجنب مخاطر القيادة الليلية

استخدم أنوار سيارتك بفطانة - أبق نور المصابيح الأمامية مضاء قبل الغروب بساعة وبعد الشروق بساعة حتي تتأكد تماما من وضوح الرؤية.
استخدم الأنوار ذات الشعاع المنخفض (الواطي) اثناء القيادة في الضباب بالأضافة الي مصابيح الضباب اذا كانت سيارتك مجهزة بها.

لا تتخطي ضوء سيارتك - يتم تعيين حدود السرعة للقيادة خلال النهار في طقس جاف وواضح، وليس من أجل القيادة ليلا.
ينبغي أن تضيء المصابيح الأمامية الخاصة بسيارتك الطريق أمامك للتقدم نحو 4 ثوان. فإذا كانت المصابيح الأمامية في حالة ليست جيدة او كانت لا تضئ علي الأقل 4 ثوان فمن الأفضل ان تبطئ سرعتك ولا تتخطي ضوء سيارتك.

أجعل من السهل علي الأخرين ان يروك - تأكد من ان جميع الأنوار الخارجية للسيارة تعمل بشكل صحيح وقم بالمراجعة الدورية علي مصابيح السيارة وانوار الأشارات والأضاءة الخلفية والفرامل.
وإذا تعطلت سيارتك فيجب عليك ايقافها في اقصي جزء من الطريق وتشغيل انوار الطوارئ (الأنتظار) ونور الصالون الداخلي ولا يجب عليك التجول خارج السيارة، ولكن ابق بداخلها حتي تصلك المساعدة.

تجنب الوهج - عليك دائما استخدام تقنيات القيادة الدفاعية المناسبة، بما في ذلك تحريك عينيك، عند قدوم سيارة في الجهة المقابلة فلا تحدق مباشراً في مصابيحها. ولكن عليك النظر الي الجانب الأيمن من الطريق ومشاهدة الخط الأبيض الدال علي الحافة الخارجية من الحارة المرورية. او النظر تجاه كتفك الأيمن فقط إذا كنت تأمن ذلك وتذكر ان التحديق في الأنوار المباشرة يضعف الرؤية حتي بعد مرور السيارة المقابلة.
عندما تنعكس انوار المصابيح الأمامية للسيارات التي تليك استخدم ميزة "day-night" الموجودة في المرآة الداخلية او أعد ضبطها لتخرج الأنوار من حيز الرؤية قدر المستطاع.

حرك عينيك بأستمرار - عند القيادة في طريق ذات اتجاهين (two way) فعند اقترابك من المرتفعات (المطالع) او عند دخولك علي منعطفات حادة او تقاطعات، ابحث عن ومضات الضوء التي تشير الي انوار لسيارات قادمة في الجهة المقابلة.

أستخدم الأنوار العالية كلما كان ذلك ممكناً - عند القيادة ليلاً تأكد انك تستخدم الأنوار ذات الشعاع العالي. ولكن لا تنساها مضاءة وخصوصا في حالة قدوم سيارة في الجهة المقابلة.

نظم سرعتك - القيادة بسرعة كبيرة، أكثر خطورة بعد حلول الظلام بسبب انخفاض الرؤية.
السفر بسرعات عالية لا تسمح لك بما يكفي من الوقت أو المسافة للتوقف عند رؤية شيء خطير على الطريق.

منع التعب - لا تتجاهل تعب العينين، فيجب عليك اخذ قسط من الراحة علي فترات متقاربة في حالة السفر الطويل ليلاً والتأكد من التهوية الجيدة داخل مقصورة السيارة.

أستخدم مرايا السيارة لصالحك - المرايا الجانبية المضبوطة بشكل صحيح لا تقلل فقط من النقاط العمياء، ولكنها تقلل ايضاً من وهج أضواء السيارات التي تليك.
المرايا الجانبية يجب ضبطها بحيث تكون حافة هيكل السيارة هي للتو بداية الرؤية من جهة السائق. كما يمكن تغيير زاوية الرؤية للمرآة الداخلية بحيث تكون معتمة.

أضبط المصابيح الأمامية - تأكد من ضبط مستوي ومحازاة انوار المصابيح الأمامية، فأنحراف المصابيح لا يمكنك من تغطية اكبر قدر من الطريق كما انه يسبب الضيق للقادم في الجهة المقابلة.
واستخدم الأنوار ذات الشعاع المنخفض (الواطي) اثناء السير خلف سيارة حتي لا تصيب قائدها بعمي مؤقت.

زيادة المسافة أمامك - الحفاظ على مسافة أكبر من المعتاد من السيارة التي أمامك. فزيادة المسافة الي 4 او 5 ثواني تجعل من السهل عليك استكشاف المشاكل المحتملة علي الطريق وتمنحك وقت كاف للأستجابة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الإضاءة المناسبة تمكنك من رد فعل أسرع وتوقف على مسافة آمنة من السيارة التي أمامك.

أبق جميع زجاج النوافذ والمصابيح الأمامية نظيفة - اتساخ النوافذ يزيد من الوهج وانعكاس الأضواء ويصعب الرؤية، بينما المصابيح الأمامية المتسخة تقلل كفائتها بنسبة كبيرة جداً قد تصل في بعض الأحيان الي 90%.
لذا تأكد دوماً من تنظيف زجاج السيارة من الداخل والخارج وكذلك المصابيح الأمامية.

أفحص النظر بانتظام - يجب عليك اختبار قياس النظر مرة كل ثلاث سنوات اذا كان عمرك اقل من 40 سنة.
ومرة كل سنتين اذا كان عمرك ما بين 41-60 سنة.
ومرة كل سنة اذا كان عمرك اكبر من 60 سنة.
واذا كنت تحظي برؤية مثالية ولكن مشكلتك في القيادة الليلية فيمكنك ارتداء نظارة بعدسات مضادة للأنعكاس anti-reflective. فهي تسمح بمرور ضوء بكمية اكبر من العدسات العادية مما يحسن الرؤية ليلا، ويساعد تمييز التفاصيل الدقيقة خلال النهار.


Best Practice
- الكشف الدوري علي المصابيح واللمبات وضبطها في حالة ملاحظة انحراف الضوء.
- الألتزام باللمبات الموصي بها من قبل مصنع السيارة من حيث المقاس وشدة أضائتها.
- الأبتعاد قدر المستطاع عن طريق السيارات النقل وعدم العبث معهم.
- عدم القيادة في حالة الشعور بالأرهاق وان لزم الأمر فلا تسرع وحاول تجديد الهواء داخل السيارة.
- الأهتمام بنظافة زجاج السيارة الأمامي والخلفي والمرايا والفوانيس.
- اعادة ضبط المرايا في حالة تعديل وضعية الجلوس.
- قلل السرعة واترك مسافات اكبر من المعتاد بينك وبين السيارة التي أمامك.

وفي النهاية أدعو الله ان يسلم طريقنا جميعاً وان يقينا من كل سوء

والله المستعان
،
،


أقرأ أيضاً،،
الحلقة الخامسة
الحلقة الرابعة
الحلقة الثالثة
الحلقة الثانية
الحلقة الأولي