بسم الله الرحمن الرحيم ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ )) من سورة آل عمران الآية 61 .
المباهلة مشروعة لإحقاق الحق وإزهاق الباطل، وإقامة الحجة على من يعرض عن الحق.
قال ابن القيم رحمه الله :
" السُّنَّة فى مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حُجَّةُ اللهِ ولم يرجعوا ، بل أصرُّوا على العناد أن يدعوَهم إلى المباهلة ، وقد أمر اللهُ سبحانه بذلك رسولَه ، ولم يقل : إنَّ ذلك ليس لأُمتك مِن بعدك " انتهى من"زاد المعاد" (3 /643)
وليست المباهلة خاصة بالرسول صلى الله عليه وسلم مع النصارى كما نزلت الآية، بل حكمها عام له ولأمته مع النصارى وغيرهم؛ لأن الأصل في التشريع العموم، وإن كان الذي وقع منها في زمنه صلى الله عليه وسلم في طلبه المباهلة من نصارى نجران فهذه جزئية تطبيقية لمعنى الآية لا تدل على حصر الحكم فيها. وللمباهلة شروط كإخلاص النية لله تعالى، وأن يكون الغرض من المباهلة إحقاق الحق ونصرة أهله وإبطال الباطل وخذلان أهله ولا يكون الغرض منها الرغبة في الغلبة للتشفي وحب الظهور والانتصار. وتكون المباهلة بعد إقامة الحجة على المخالف.
ولا تقام على المخالف إلا إذا أصر على الباطل وعاند وكابر.
فالمباهلة تسعى بالمبطل إلى لعنة الله وغضبه، ولا يجوز أن يُدعى بذلك إلا لمن يستحقه من المشاقين المعاندين .
ولا تكون في أي أمر وإنما تكون في أمر هام من أمور الدين، ويرجى في إقامتها حصول مصلحة للإسلام والمسلمين، أو دفع شر المخالف، ولا يجوز أن تكون في المسائل الاجتهادية التي يسوغ فيها الاختلاف. أو لدرء الفتنة.
المفضلات