طائر وقواق يطير أكثر من 700 كيلومتر خلال يومين في رحلته الأفريقية
طائران يوجدان حاليا في ليبيا وموريتانيا


قال علماء بريطانيون يتابعون هجرة 11 طائرا من طيور الوقواق من أوروبا إلى أفريقيا وهي الرحلة التي تجري سنويا، إن أحد هذه الطيور قطع خلال يومين 737 كيلومترا دون توقف؛ ذلك أن الطائر، الذي أطلق عليه العلماء اسم «روي» وهو من مجموعة أطلقت من اسكوتلندا في يوليو (تموز) الماضي، طار فوق أفريقيا الوسطى ووصل يوم الجمعة الماضي إلى نقطة تبعد 16 كيلومترا عن حدود الكونغو (زائير سابقا)، وتعتبر هذه المنطقة التي وصل إليها الطائر من مناطق السافانا الرطبة.
يشار إلى أن العلماء البريطانيين كانوا قد أطلقوا 14 طائرا من طيور الوقواق، التي تعد من أسرع الطيور المهاجرة، لمعرفة الأسباب التي جعلت هذه الطيور لا تعود مجددا إلى القارة الأوروبية بعد رحلتها الصيفية إلى أفريقيا. وأطلق العلماء أربعة طيور من إنجلترا وخمسة من اسكوتلندا وخمسة من ويلز، ويتوقع العلماء أن تعود هذه الطيور إلى بريطانيا في رحلة العودة في مايو (أيار) من العام المقبل. وكانت ثلاثة طيور من المجموعة التي أطلقت هذه السنة، نفقت في الغابات الإسبانية بسبب الحرائق التي اندلعت هذه السنة في تلك الغابات، وقال العلماء في رسالة إلكترونية بعثوا بها إلى المهتمين بمتابعة هذه الرحلة، إن الطائر «روي» يوجد على بعد 160 كيلومترا من المناطق التي تهاجر إليها عادة طيور الوقواق من أوروبا إلى جنوب أفريقيا. وأشاروا في رسالتهم، إلى أنهم يرجحون أن تنتقل 10 طيور أخرى في الاتجاه نفسه الذي ذهب إليه الطائر «روي» وطائر آخر أطلق عليه اسم «كريس» وهو من مجموعة أطلقت من إنجلترا. وكان الطائر «كريس» قد شارك في الرحلة الأولى التي انطلقت العام الماضي وعاد إلى مقاطعة نورفولك في شرق إنجلترا، ويشارك حاليا في هذه الرحلة.
وثبت فريق العلماء هذه المرة، كما في المرة السابقة، قطعة معدنية في أعلى جسم كل طائر تحت الجناحين، بحيث ترسل تلك القطعة إشارات منتظمة إلى قمر صناعي، وعن طريق تلك الإشارات يحدد العلماء مكان الطائر والسرعة التي يطير بها والأمكنة التي يمر منها، ودرجة حرارته. وعن طريقها، يمكن أن يعرف العلماء ما إذا كان الطائر ما زال على قيد الحياة أم لا. وتشحن القطعة عبر أشعة الشمس. وأشار العلماء إلى أن طائرا آخر، أطلقوا عليه اسم «ديفيد» وهو من مجموعة ويلز، يسير في نفس الاتجاه الذي سار فيه «روي» ويوجد حاليا في جنوب تشاد، قرب الحدود مع السودان، في حين يوجد الطائر «إيلو» في ليبيا، و«ليستر» في موريتانيا. وتطير باقي الطيور كذلك في نفس المسار الذي سلكه الطائر «روي». ويشار إلى أن طيور الوقواق تمضي قرابة سنة كاملة في هجرتها جنوبا ثم العودة شمالا إلى الجزر البريطانية، وسيعكف العلماء على إعداد دراسة حول الطيور المهاجرة لأفريقيا لمعرفة ما تواجهه في رحلتها من عقبات، والأسباب التي تجعلها لا تعود في السنة التالية إلى أوروبا.

جريدةالشرق الأوسط