وصل محمد من المشرحة الساعة 2 ليلا و كان الاهل و الاصدقاء و الجيران في انتظاره
فجأة وصل تاكسي امامنا يحيط به العشرات من اصدقائه و من اقاربه يلهثون خلفه وما ان اقترب التاكسي حتي رأيت ارجل محمد ملفوفة في كفن تطل من شباك السيارة
حملو الجثمان ودخلو به الي البيت وسط البكاء و العويل و الحزن يخيم علي المكان
رأيت بعيني اصدقائه ينهارون و منهم من فقد وعيه ودخل في حالة تشنج ظللنا نقسم عليهم بالله ان يهدأو حتي لا تنهار النساء
ظللنا حتي الساعة الثالثة امام المنزل وطلبنا من الجميع الانصراف و العودة لصلاة الجنازة بعد صلاة الظهر بمسجد اهل السنة بحدائق المعادي
ذهبت الي منزله في الصباح و كانو قد بدأو الغسل بالفعل و انتهي الغسل قبل اذان الظهر بلحظات و ذهبنا به للمسجد و كم كانت الجموع و لاول مرة في حياتي اشاهد هذه الاعداد لشاب في اوائل العشرينات اللهم اجعلهم من اهل الصلاح و التقوي يا رب
انتهت صلاة الجنازة و خرج زملاء محمد يحملونه في الشارع الي مكان السيارة و اذا بجنازة اخري لصديق له ممن ماتو ايضا في نفس المكان و انتظرنا حتي خرجو سويا و انطلقنا الي المدافن و علمت ان هناك مظاهرة نظمها شباب ممن لم يتمكن من الذهاب للمقابر طافت شوارع المعادي بعدها وتم مطاردتهم من الشرطة
وصلنا للمقابر و لا نزكي علي الله احدا كم كانت الروحانيات عالية
الخشوع و الالتزام و الهدوء سيطر علي المكان
بدأ احد الاخوة الافاضل يذكرنا بلحظة الموت و كيف اننا سنكون يوما ما محمولين علي الاعناق مثل محمد
فماذا قدمنا لهذا اليوم
مر الوقت سريعا و اذا بالدعاء يرتفع و الدموع تنهمر من العيون بل لا ابالغ لو قلت من القلوب
مات محمد سعيد الله يرحمه
رجعنا للبيت و كان لاهله عزاء في الجمعية النوبية في وسط البلد بجانب محطة سعد زغلول امس
و ليوم كان العزاء في دار مناسبات مسجد اهل السنة
و يا ما شاء الله علي الاعداد التي رأيتها اليوم
يا الله كل هؤلاء يعرفون محمد سعيد
نعم و لم لا فله اصداء كثر من اهل المسجد فهو رحمة الله كان من مصلين الفجر في جماعة و يدعو اصدقائه لمصاحبته للمسجد
و له اصدقاء من اهل المنطقة التي يقطنها فالجميع يحبه
و له اصدقاء دراسة
و له اصدقاء من محبي نادي الزمالك يذهب معهم لمؤازرة فريقه الذي يحبه
كل هؤلاء وغيرهم كانو معنا اليوم
الحزن يخيم علي الجميع و الكل محتسب
اللهم ارحمه و اغفر له و اغسله بالماء و الثلج و البرد
اللهم ابدله دارا خيرا من داره و اهلا خيرا من اهله
محمد سعيد ابن اخو صديق عمري
محمد سعيد ابن مدرستي في الابتدائية و معلمة اختي
محمد سعيد من رواد مساجد منطقتي
محمد سعيد شاب حلم بمستقبل افضل لبلده
محمد سعيد اقسم بالله انه كان علي خلق و امين و طيب و حنون
محمد سعيد الله يرحمه ويصبر اهله
المفضلات