الموضوع: ِشوفوا موقع الفبفا كاتب عن مصر ايه ؟

القاهرة والناس


منذ اللحظة الأولى التى تطأ قدميك فيها مطار القاهرة فى زيارتك لأكثر بلاد العالم عبقا بالتاريخ

والآثار، تنتابك مشاعر متباينة تكون فى أغلبها سعيدة عن أرض الكنانة

فعلى هامش بطولة كأس العالم تحت 20 سنة مصر 2009 fifa ، وكما يحدث فى كل بطولة

جديدة نذهب إليها، مررنا بالعديد من المواقف والصعاب ولعل من أبرز التحديات التى يمكن لك ان

تواجهها فى القاهرة هو محاولة عبور الشارع فى واحدة من أكثر مدن العالم اكتظاظا بالسكان

وازدحاما بالسيارات.

المغامرة اليومية

فتلك فى حد ذاتها مخاطرة كبيرة ولكن يفرض عليك الواقع المرور بها لسبب أو لأخر، وبينما تمر

السيارات من أمامك بسرعة عالية وبدون أى التزام بقواعد المرور، فقائدي المركبات لا يعترفون

بالحارات المرورية ويقودون سياراتهم بطريقة جنونية ويصل التحدى لأقصى درجاته فى الليل حيث

أنه ولسبب أو لأخر لا يرى الكثيرين منهم ضرورة فى إضاءة مصابيح سياراتهم فى هذا الوقت من

اليوم وفى ظل تلك المعطيات سيكون دوما عليك دراسة كل هذه الاحتمالات قبل ان تتخذ قرارك

بعبور الشارع، ولعل أسهل الحلول هو إتباع نفس الخطوات التى يتبعها أى من السكان المحليين والذين

يتعاملون مع الأمر بسجية روتينية مثيرة للدهشة ولكن فى تلك الحالة لا يوجد مجال للتردد لأن

العواقب وقتها قد تكون وخيمة.

وفى كل مكان ذهبنا إليه تقريبا، وجدنا الجميع يستقبلنا ببسمة بشوشة وحتى هؤلاء المحليين الذين لا

يجيدون تحدث اللغات الأخرى فهم يحاولون بطريقة أو بأخرى إظهار روح التعاون ولا يتوان

المصريون عن دعوتك فى أى وقت لوجبة ساخنة أو حتى لمشروب وهو ما يؤكد تطبع غالبيتهم

بالكرم.

وعندما قررنا القفز داخل إحدى سيارات الأجرة للتجول فى المدينة، لم يتوقف قائد السيارة عن فعل

شيئين، أولهما هو الحديث معنا عن كرة القدم بلغة إنجليزية ركيكة بينما لم يتوقف عن إطلاق بوق

سيارته طوال الطريق تقريبا، ولكنه وبمجرد ان أدركنا وجهتنا، واجهنا صعوبة فى إقناع السائق

بقبول المبلغ المالى الذى عرضناه عليه وبعد إلحاح منا ولكن لم يكن الخلاف بسبب الفصال على

الأجرة كما جرت العادة ولكن لرفضه تلقى أى أموال منا بمجرد علمه أننا حضرنا لمتابعة البطولة

التى تستضيفها بلاده.

ولأن زيارة الأهرامات والقلعة والمتحف المصرى وجامع محمد على ومنطقة خان الخليلى أو "المدينة

القديمة" تعد شعائر ضرورية عند زيارتك لتلك المدينة. فقد قررنا فى يوم من الأيام الذهاب فى رحلة

سريعة لهضبة الأهرامات ولالتقاط بعض الصور التذكارية.

وقد أصرت إحدى المتطوعات - ستيفانى - على اصطحابنا فى تلك الزيارة التى استغرقت أكثر من

ست ساعات وقدمت لنا كل المساعدة و لم تكف الحديث خلالها عن بلادها بفخر وإعتزاز بينما سهلت

لنا الدخول للمناطق الأثرية بتذاكر مخفضة ولم تتوان بالطبع عن مجادلة الباعة الجائلين فى أسعار

المشتريات والهدايا التذكارية التى كانوا يعرضوها علينا وأدركنا بعد ذلك ان ستيفانى لم تعد

لمنزلها سوى فى الساعات الأولى من صباح اليوم التالى حتى تسنى لها إنهاء الواجبات التى كانت

مكلفة بها فى نفس هذا اليوم والتى قامت بتأجيلها لمرافقتنا.


هوليوود أم ألف مئذنة؟!



ومن الأمور التى لا يمكنها ان تمر عليك مرور الكرام دون ان تلحظها فى المدينة التى يطلق عليها -

هوليوود الشرق - هو هذا الصوت الذى يتردد خمس مرات يوميا ولا يمكنه ألا يدرك مسامعك أينما

كنت وهو بالطبع صوت النداء على الآذان لصلاة المسلمين و الذى يصدر من الجوامع المنتشرة فى

جميع أرجاء المدينة والتى تحمل فى الوقت نفسه كنية أخرى وهى -مدينة الألف المئذنة- حيث تنتشر

تلك الأبراج فى جميع بقاع المدينة تقريبا.

وفى الوقت نفسه فإن الحانات والبارات الليلية تنتشر على طول كورنيش النيل فى المنطقة المحيطة

بمقر إقامتنا و يقض الناس أوقات طويلة من المرح فى تلك الأماكن حتى الساعات الأولى من

الصباح.


تقاليع المدرجات



وللجمهور المصرى عاداته الخاصة كذلك فى تشجيع فريقه فالجماهير تذهب للملعب قبل وقت مبكر

للغاية من بداية المباريات وقد يمتلئ الملعب عن أخره قبل ما يقرب من ساعتين من ضربة البداية،

والملفت ان هؤلاء المشجعين يبدءون فى الغناء للاعبيهم وتشجيع فريقهم بمجرد وصولهم لأرض

الملعب وحتى و لو لم تكن المباراة قد انطلقت بعد أو ظهر اللاعبون على البساط الأخضر، ودائما ما

تجد هناك وفى ركن خاص من مدرجات الدرجة الثالثة مجموعة من المشجعين الذين يرتدون البذات

الملونة والتى عن قرب قد تبدو أكثر كالبيجاما وترتدى كل مجموعة منها أحد الألوان الزاهية ليشكلوا

فى النهاية لوحة فنية جميلة فى خلفية الملعب.

ومهما حاولنا الذهاب للملعب مبكرا فإن هؤلاء المشجعين - الذين علمنا فيما بعد إنهم جنود يتم إرسالهم

للملعب لترفيههم- دائما ما كانوا أول الحاضرين فى المدرجات المختلفة لجميع الملاعب.

وربما لم نكن محظوظين حقيقة بالتواجد فى القاهرة -بصفة خاصة- خلال هذا الوقت من العام، لأنها

ودونا عن المدن المصرية الأخرى تتأثر بسحابة التلوث التى دوما ما تغطيها فى كل ليلة تقريبا من

شهر أكتوبر تحديدا ولكنه كان من الرائع ان نقضى ساعة الغذاء يوميا فى شرفات فندقنا المطلة على

نهر النيل وسط شمس مشمسة وهواء عليل وجو دافئ يفتقده الكثيرين منا فى أغلب فترات العام فى

بلاده.

المؤكد انها تجربة فريدة من نوعها وان تلك الرحلة لم تكن لتكون كافية للكشف عن أسرار تلك المدينة

الضخمة وناهيك عن الوجهات السياحية الخلابة الأخرى والتى تشتهر بها مصر كشرم الشيخ

والغردقة والأقصر وكلها أماكن سنحرص على زيارتها فى المرة القادمة.

بس شوية نظام و قانون البلد دي هاتبقى حلوة قوي ..
مصر فيها روح ..مش عارف أشرحها بس أي حد سافر بره فاهم اللي أقصده .. تمشي في الامارات و السعودية مثلا تحس بالملل و الوحدة على الرغم من جمال الطرق و المباني و الصرف بسخاء على كل حاجة ..