الإيمان بالدار الأخرة وعلامات الساعة - الحلقة الأولى
الدار الآخرة وعلامات الساعة......
لماذا الحديث عن علامات الساعة ؟ يتساءل الكثيرون لماذا نتحدث عن علامات الساعة ويوم القيامة وان يوم القيامة بعيد أو قريب لا يهمنا في شيء وان من مات قامت قيامته ولا حاجة لنا ان نتحدث عن الساعة وعن علامات الساعة وأجيب وأقول أن الإيمان بالدار الآخرة هو جزء من عقيدة المسلم وفرض عين على كل مسلم أن يؤمن بالساعة وقيام الساعة وان يعلم ما هى أماراتها وعلاماتها ويعلم فتن وملاحم أخر الزمان لعله يكون من الحاضرين لهذه الفتن أو لينقل هذا العلم إلى الأجيال القادمة وحديث الإيمان لرسولنا صلى الله عليه وسلم أشهر من أن يذكر ،،،،،
يروى الصحابة عليهم رضوان الله إنهم وأثناء جلوسهم مع النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليهم رجل شديد بياض الثوب شديد بياض الوجه لا يعرفوه و لا يوجد عليه آثر السفر و دخل المسجد وجلس وجعل ركبتيه حذاء ركبتى النبى (ص) و سأله عدة أسئلة ما يهمنا منها الآن ما الإيمان؟ قال رسولنا الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر والقدر بخيره وشره.
إذن فالإيمان باليوم الأخر أحد أصول الإيمان التى يجب أن يؤمن بها كل مسلم والحديث عن الدار الأخرة حديث طويل وعميق يبدأ بالحديث عن الموت وخروج الروح والقبر ونعيمه وعذابه والبعث والحشر والحساب ويوم القيامة وأشراطه والجنة والنار ونحن هنا فى هذا الموضوع لن نتعرض إلا لعلامات الساعة لأهميتها و لكونها أحد أكثر المواد المستعملة للسخرية من المسلمين من قبل أعداء الدين لجهل السواد الأعظم للمسلمين لعلامات الساعة وترتيبها ومواقيت حدوثها فمع كل حدث جلل يحدث فى العالم أو فى العالم العربى والإسلامى يخرج علينا الكثير من الناس بأن ما حدث من علامات الساعة الكبرى وان الشمس لن تلبث ان تخرج من الغرب وان نهاية الكون ستكون عام كذا وكذا وهذه كلها ترهات إذ ان موعد قيام الساعة لا يعلمه إلا الله لا يعلمه ملك مقرب ونبى مرسل فعندما سأل جبريل أمين أهل السماء رسولنا محمد أمين أهل الأرض متى الساعة ؟ قال ما المسئول عنها بأعلم من السائل ،،،،،
فموعد قيام الساعة استأثر الله سبحانه وتعالى به يقول الحق سبحانه وتعالى فى خواتيم سورة لقمان (إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرى نفس ماذا تكسب غدا وما تدرى نفس بأى أرض تموت إن الله عليم خبير)
ولكن ذكر لنا القرآن الكريم والسنة المطهرة أن للساعة علامات وأمارات وأشراط أجمع العلماء على تقسيمها لعلامات صغرى وعلامات كبرى واجتهد العديد من العلماء منذ زمن طويل لتجميع هذه العلامات من الأحاديث النبوية الصحيحة ومن القرآن الكريم فهيا بنا نبحر مع أولى هذه العلامات وأسأل الله أن يوفقني فى نقل المعلومات بصورة صحيحة وان يفيد كل من يقرأ هذا الموضوع.
علامات الساعة الصغرى
علامات الساعة الصغرى حددها اكثر العلماء بمائة علامة منها ما تحقق بالفعل ومنها ما ينتظر أن يقع على عكس ما يعتقده اغلب العامة ان كل هذه العلامات قد تحقق بالفعل وتمتاز علامات الساعة الصغرى بكثرتها وانها تتحقق على أوقات متباعدة وفيها يكون باب التوبة مفتوح لكل الناس بعكس علامات الساعة الكبرى التى ستتحقق على فترات متقاربة وبمجرد ان تطلع الشمس من مغربها فلا توبة لأحد يقول نبينا (ص) ان علامات الساعة الساعة الكبرى مثل حبات العقد إذا انفرط منه حبه تبعته بقية الحبات على إثرها ،،،
أجمع العلماء بأن أول العلامات الصغرى هو بعثة النبي محمد (ص) يقول صلى الله عليه وسلم بعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى حتى إذا كنا كفرسي رهان إلا أنى جئت قبلها .
وتلى ذلك تحقق بعض العلامات في عهد النبى محمد (ص) كإنشقاق القمر و أن تتحدث السباع مع الإنس فيقول (ص) والحديث في سنن بن ماجة ( لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس) وذكر فى السيرة أن يهوديا أسمه أهدان كان يرعى غنمه فعدا ذئب على غنمة منهم واخذها وجرى فأخذ أهدان يجرى خلفه ويقول غنمتى يا ذئب غنمتى يا ذئب فتوقف الذئب وأقعى (جلس على قائمته الخلفيتين واستند على يديه ) وترك الغنمة وقال ما تريد لقد جعل الله لى فيها رزقا قال اليهودى ما هذا ؟ ذئب يتكلم ؟ قال الذئب واعجب من ذلك رجل يجلس تحت ظل حائط يدعو إلى الله فترك اليهودى الغنم لترعى مع الذئب وذهب لنبينا (ص) فلما رأى النبى اليهودى قال له ماذا قال لك الذئب يا أهدان؟ فقال اليهودى أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله،،،،
و منها ما تحقق في عهد الخلفاء الراشدين كفتح بيت المقدس في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه وطاعون عمواس الذي تسبب في مقتل عشرات الصحابة والفتنة العظيمة التي حدثت في عهد على بن أبى طالب رضى الله عنه بينه وبين معاوية بن ابى سفيان وخلافهم على خلافة المسلمين والعديد والعديد من العلامات التى زخرت بها الأحاديث النبوية والتى حددها العلماء بأكثر من مائة علامة ومنها مالم يتحقق حتى الأن كأن تعود بلاد العرب مروجا خضراء وأن ينحسر نهر الفرات عن جبل من ذهب روى الإمام مسلم فى صحيحه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن النبى (ص) قال( لاتقوم الساعة حتى ينحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ويقول كل رجل منهم لعلى أكون انا الذى أنجو ) وفى رواية أخرى فى صحيح مسلم (قال فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا) وهذا على سبيل المثال لا الحصر .......
علامات الساعة الكبرى
اجمع العلماء على أن علامات الساعة الكبرى لم يظهر منها شئ حتى الآن وحددها العلماء بعشر علامات ولكن اختلفوا فى ترتيب حدوثها ولكن سأعرض لكم إن شاء الله العلامات حسبما اتفق على ترتيبها جمهور العلماء من السلف الصالح ،،،
بداية أحب إن أوضح انه بعد أن تتحقق جميع العلامات الصغرى ستكون هناك علامة فاصلة بين العلامات الصغرى والعلامات الكبرى ألا وهى ظهور المهدى المنتظر ،،،،
المهدى المنتظر من أكثر العلامات التى حدث حولها لغط كبير فقد شكك الكثير فى وجود المهدى من الأساس وقال أنها شخصية أسطورية ولا وجود لها – طب ليه يا عمنا- قال عشان لم يذكر عنه أى شئ فى القرآن طب يا عمنا ما هو الدجال برده لم يذكر فى القرآن – طب ومين قال ان فى حاجة اسمها الدجال دى برده خرافة- طبعا ده تهريج لأن كل الدين لم يذكر تفصيلا فى القرآن ،،،
فالقرآن الكريم كان يضع الخطوط العريضة والأساسات للدين ولكن بدون تفاصيل وإنكار العديدين لأحاديث الدجال والمهدى جهل واضح بالدين والرد على هولاء سهل يسير- إن شاء الله- فالسنة يمكننا ان نطلق عليها المذكرة التفصيلية للقرآن إن صح ان نطلق عليها هذا اللقب فالقرآن الكريم لم يذكر كل شئ بالتفصيل يقول ربنا وأقيموا الصلاة ولكن بدون سنة هل تعرف كيف تقيم الصلاة؟ من اخبرنا أن الفجر ركعتان والظهر أربع والعصر أربع والمغرب ثلاث والعشاء أربع السنة بدون سنة لا نستطيع أن نقيم شعائر للدين ،،،
يقول ربنا (وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فأنتهوا) ويقول رسولنا الكريم (ألا إنى أوتيت القرأن ومثله معه) واجمع العلماء والفقهاء على أن النبى أوتى القرآن والسنة فالهجوم على سنة النبى والتشكيك فيها واعتبار أن بعض ما يقال هو عبارة عن خيالات وأوهام وخرافات هو إفتراءات من بعض أعداء الدين ومن بعض جهلة المسلمين ،،،،
مما سبق نصل إلى أن المهدى المنتظر والمسيح الدجال شخصيات حقيقة وليست وهمية وسأقوم فى القريب بعرض سيرة المهدى والمسيح الدجال لإرتباطهم الوثيق ببعض و أعتذر عن الإطالة وشكرا لكم على سعة صدركم .