@@ لا يا فضيلة الإمام لم نكن نحن ولن نكون (جبهة علماء الأزهر) @@
أجرت قناة (إم بي سي) التلفزيونية حديثا مع فضيلة الأستاذ الدكتور محمد سيد طنطاوي ليلة الخميس 14 شوال 1428 الموافق 25 من أكتوبر 2007، مع الصحفي النابه الأستاذ محمود سعد ببرنامج اليوم السابع، سئل فيه فضيلته عن حقيقة ما صدر عنه من فتاوى متعارضة في قضية فوائد شهادات الاستثمار وربا البنوك، فأجاب فضيلته بأن من يقول ذلك كذاب كذاب كذاب، ولما كنا نحن أول من نبه على ذلك ، وكان لدينا من الوثائق ما يتأكد به لدى العامة والخاصة صدق مواقفنا وأننا لم نكن ولن نكون إن شاء الله من الكاذبين، و لما كان الأمر على غير ما ذكر الإمام ، لذا صار من المفترض علينا والمتوجب شرعا أن نكشفه وإن أغضب، وأن نبينه وإن أحرج.
وكم كنا نود أن يكون ما كان في هذا اليوم وتلك الليلة بيننا وبين فضيلته قبل أن يكون على ما كان بعيدا عن أسباب الإدانة ومواطن الحرج قبل أن يسارع بالتكذيب على الملإ لعله يراجع نفسه لولا أن التكذيب منه لنا قد جاء على رؤس الأشهاد،و قد عرضت القناة بصورة خطية للجبهة عرضا يذكر بموقفنا الثابت لنا والذي شرفنا الله به من هذه القضية ومن غيرها، وهذه هي الحقيقة كما جاءت بخط يد فضيلته موثقة معتمدة بخاتم الدولة. موقعا عليها من سيادته يوم 18/2/89، وقد سجلت بسجلات دار الإفتاء بالسجل 41/124في 20/2/1989.
قال الشيخ الإمام بعد أن حمد الله وصلى على رسول الله.
نص السؤال
" اطلعنا على الطلب المقدم من المواطن يوسف فهمي حسين المقيد برقم 515/1989 المتضمن أنه قد أحيل إلى المعاش، وصرفت له الشركة التي كان يعمل بها مبلغ42000 اثنين وأربعين ألف جنيه،والمعاش الذي يتقاضاه لا يفي بحاجته الأسرية، ولأجل أن يغطي حاجات الأسرة وضع المبلغ المذكور في بنك مصر في صورة شهادات استثمار شهرية، حيث لم يعد هناك أمان لوضع الأموال في شركات توظيف الأموال، وعندما فكر في وضعها في أي مشروع لم يجد وخاصة أن حالته الصحية لا تسمح له بالقيام بأي مجهود، وقد قرأ تحقيقا بجريدة أخبار اليوم شارك فيه بعض المشايخ والعلماء الأفاضل بأن الودائع التي توضع في البنوك تستخدم في مشاريع صناعية، وتجارية، وأن هذه الشهادات الاستثمارية تدر عائدا حلالا،وأنه رأى بعينيه أن أحد البنوك الإسلامية تتعامل مع زوج ابنته بنفس المعاملة التي تتعامل بها البنوك الأخرى، في حين أن البنوك الإسلامية تعطي أرباحا أقل، وحيث إنه حريص على أن لا يدخل بيته حراما بعث إلينا يستفسر عن رأي الدين في هذا الأمر، حيث إن بعض العلماء يقولون بأن العائد حلال، والبعض يقولون إنه ربا.
الجواب
يقول الله تعالى( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين* فإن لم تفعلوا فائذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رؤس أموالكم لا تظلمون ولا تظلمون) الآيتان من سورة البقرة 278، 279. ويقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو سعيد" الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر ، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح، مثلا بمثل،يدا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى، الآخذ والعامل فيه سواء" رواه احمد والبخاري
وأجمع المسلمون على تحريم الربا، والربا في اصطلاح فقهاء المسلمين هو زيادة في معاوضة مال بمال بدون مقابل. وتحريم الربا بهذا المعنى أمر مجمع عليه في كل الأديان السماوية لما كان ذلك، وكان إيداع الأموال في البنوك ،أو إقراضها، أو الاقتراض منها بأي صورة من الصور مقابل فائدة محددة مقدما زمنا ومقدارا يعتبر قرضا بفائدة، وكل قرض بفائدة محددة مقدما حرام، كانت تلك الفوائد التي تعود على السائل داخلة في نطاق ربا الزيادة المحرم شرعا بمقتضى النصوص الشرعيةوننصح كل مسلم بأن يتحرى الطريق الحلال لاستثمار ماله، والبعد عن كل ما فيه شبهة الحرام، لأنه مسؤل يوم القيامة عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه والله سبحانه وتعالى أعلم0
مفتي جمهورية مصر العربية
إمضاء :أد محمد سيد طنطاوي
في 20 /2/1989
هذه هي فتواك يا فضيلة الإمام الأكبر أول عهدك بمنصب الإفتاء وكانت فتوى صحيحة ثم لا ندري لم تغيرت هذه الفتوى بعد سبعة أشهر وقلت بنقيضها ولازلت متمسكا به ومكذبا لمن أرشدك إلى أصلها قبل التحريف 0
وهذه هي صورة نص فتواك الصحيحة قبل التحريف ممهورة بتوقيع فضيلتك معتمدة بخاتم الدولة الرسمي ثم بعد ذلك حدث ما حدث من بياناتك الأربعة التى نشرتها بصحيفة الأهرام في نفس العام ذهبت فيها إلى إباحة ما كنت له من قبل مع الأمة محرما وقد راجعك جمهور العلماء في ذلك فما أعطيت لهم أذنا صاغية بل كنت لهم مكذبا ومحقرا0
ومن أراد المزيد فليراجع هذا الموقع تحت عنوان ميادين التدمير
أعاذنا الله من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وأعاذك إن راجعت نفسك، وتبت من إصرارك، وندمت على ما كان منك، وعزمت على عدم العود، وأصلحت بتوبتك ما أفسدته بمعصيتك، فلا يزال في الأمر لك منه سعة، فقد أعذر الله إليك بما مدَّه لك من العمر ،وبسط لك فيه من الدنيا وزينتها،وأعذر إليك.
(فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ) غافر 44 .صدق الله العظيم وخاب كل جبار عنيد0