السلام كليكم ورحمة الله وبركاته
والله ماكنت ناوي أحكي الموضوع ده في المنتدى هنا ........ لأن الموضوع ده بيثير عندي شجون وذكريات أليمة جدا
ولكن بعد ما قرأت تعليقات بعض الأعضاء عن رغبتهم في معرفة آخر سرعة لسيارتهم -ولو للتجربة فقط- فسأحكي لكم تجربتي الشخصية والتي كانت أول وآخر مرة

أنا كنت ماشي على طريق الاسماعيلية الصحراوي بعربية هيونداي ماتريكس 2006 الساعة 7 الصبح والطريق فاضي تماما .......... مشيت طول السكة على سرعة 110 تقريبا
وكان في واحد صاحبي قاعد جمبي وكنا بنتكلم مع بعض
بدأ صاحبي ينعس وينام
وأنا بصراحة عندي مشكلة في السواقة -وللعلم أنا باسوق من 11 سنة تقريبا- المشكلة دي تتلخص في أني عندما أكون سايق لوحدي أو معايا ناس بس ساكتين تلاقيني سرحت وجريت على سرعات عالية
المهم بعد ما صاحبي نعس أنا سرحت ولكن سبحان الله لم أجري على سرعة عالية حتى أتتني هذه الفكرة القاتلة ........ الفكرة التي أتتني لأول مرة وكانت الأخيرة ..........هذا السؤال الغبي ........ هو العربية دي آخرها كام ؟
جاءني هذا السؤال عندما مر بجانبي سيارة أخرى موديل حديث برضه بس مش فاكر نوعها .......
ألح علي السؤال فأردت أن أعرف الإجابة
فبدأت في التنفيذ
110
120
130
-------------- 170
نفسي تحدثني:
170 ومازالت السيارة الأخرى أمامي !
يعني هو أسرع مني
يعني عربيته أحسن من عربيتي
واضح إن الماتريكس دي أي كلام
مش عارف الناس دي بتخترع العربيات الفاشلة دي ازاي ؟!!

بدأ سائق السيارة التي أمامي يفعل أشياء غريبة
أولا أعطاني إشارة شمال وبدأ في الميل ناحية اليسار
ثم فجأة أعطاني إشارة يمين ومال ناحية اليمين كأنه يتفادى شيئا
نعم
كان يتفادى رجلين يمران على الصحراوي
وجدتهم أمام كابوت سيارتي على بعد 4 أمتار فقط وسرعتي 160 كم/ساعة
كانا أمام منتصف الكابوت .......... يعني هاخدهم اللتنين على الكابوت
ولكن
أدرت الدريكسيون كله ناحية اليمين فانكسر المقص الشمال وانقلبت السيارة وصدمت واحد منهم قبل أن تنقلب السيارة..... أما الثاني لم ألمسه
السيارة انقلبت وزحفت على جانبها حتى قابلت الرصيف فصعدت عليه وتوجهت للطريق الجانبي المجاور للصحراوي -وهو طريق بطيء- وانقلبت كذا مرة حتى استقرت على جانبها الأيسر
الرجل الذي صدمته ....... مــات
أنا ..... لم يحدث لي أي شيء بفضل الله وحده لأنه وفقني بعلمه وحكمته وقدرته لأن أربط حزام الأمان
صاحبي ..... جرح في رأسه بسيط وفي يده جروح أخرى غير شديدة وهذا أيضا بفضل الله وحده لأنه وفقني أن اقول لصاحبي قبل الحادث : أربط الحزام (على غير عادتي والله) ولكنه حلم الله علينا الذي أمهلنا لعلنا نتوب
السيارة ...... لم تعد سيارة
الناس أخرجونا من فتحة السقف

تعليقي على الحادث : استهتار ..... لا مبالاة ...... جرأة على الفاضي ....... عدم الاتعاظ من الحوادث التي أراها كل يوم وكأن هذا يحدث للناس فقط أما أنا فهذا غير وارد أن يحدث لي مثلهم ......... عدم الاكتراث بأرواح الناس ........ نسيان حقيقة الموت
وما أدراك ما الموت ؟
رأيته والله بعيني
كانت لحظات
ولكنها مرت علي كأيام
كنت أعتقد دائما -بما أنني انسان ملتزم ومتدين كما أدعي منذ خمس سنوات- فكنت أعتقد أنني أكيد سأنطق الشهادة قبل أن أموت
مع أنني في هذه اللحظات كنت في كامل ادراكي والسيارة تزحف على جانبها ثم هزة عنيفة-الانقلاب- ثم زحف مرة أخرى
ولكني كنت أنتظر
أنتظر الموت
ولا أتكلم
لم أقل : لا إله إلا الله
لم أقل حتى : يا رب
العجيب أن صاحبي حدث معه نفس الشيء بالضبط
لم يتكلم وكان ينتظر
الموضوع صعب ومفاجئ
والسواقة مالهاش كبير
ولو مت بالطريقة دي وتسببت في موت واحد كمان
تبعث أمام الله ميت في حادثة شد بالعربيات ؟!!!
ربنا يسألني فأقول : كنت عايز أعرف العربية آخرها كام ؟!!!!
آديني عرفت وكان ممكن تكون آخر حاجة عرفتها في حياتي


السؤال هنا : هل لابد كل واحد مننا العربية تتقلب بيه أو يشوف الموت بعينه عشان يبطل يسوق بسرعة ؟





تم التثبيت للعظة وكون الحادث فعلا مؤلم
وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين
الادارة