الموضوع: إنا لله و إنا إليه راجعون - توفي الدكتور مصطفى محمود

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ.

رحمك الله يا أستاذي و جعل مثواك الجنة.

البقاء لله

حزينة أوي لوفاة الدكتور مصطفى محمود

بالرغم من إن من ضمن قناعاتي إن المفروض ان الواحد ما يزعلش على العظماء أو المبدعين اللي توقف عطاءهم و إبداعاتهم من فترة لكبر السن و المرض، و إن الواحد أولى إنه يزعل على اللي لسه في قمة عطائهم و إبداعهم، على أساس يعني إن الكبار في السن ياما إدوا في شبابهم و نفعوا الناس بعلمهم و فكرهم و إبداعهم و المفروض علينا إننا نطلع ثمرة فكر الناس دي و نعيد قرائتها من تاني لمزيد من الاستفادة.

رغم كل ده إلا إني مش قادرة ما ازعلش على مصطفى محمود.. يمكن عشان انا بدأت أقرا له من سن 14 سنة تقريبا و تفتحت مداركي على كلماته. يمكن هو له الفضل في إني فهمت ان الدنيا فيها حاجات كتير تستحق التأمل و إنها مش مجرد قضاء وقت ظريف و إننا لم نخلق عبثا.

يمكن هو اللي فهمت عن طريق كتاباته إن مافيش حاجة في الحياة بتحصل للواحد إلا و مطلوب منه التوقف عندها و التفكير فيها و مش المفروض تعدي كده كإنها لم تكن، عشان مافيش حاجة بتحصل عبث و إن كل شئ عنده بمقدار.

عرفت كمان يعني ايه الواحد يبقى له دور في المجتمع اللي هو عايش فيه وأد إيه الإسلام ركز على دور الفرد جوه مجموعة و دوره تجاه مجتمعه و ناسه اللي عايش وسطيهم.

علمني التأمل في الكون اللي حوالية و إني أشوف عظمة خلق الله في كل تفصيلة باشوفها حوالية.

اتعلمت كل ده من مصطفى محمود؟ أيوه و لله الحمد إني قريت له في سن صغيرة كده وفي وقت بتتفتح فيه مدارك الواحد على حاجات كتير و أحمد الله إن دكتور مصطفى محمود كان معايا وقتها بكتبه و مقالاته و حلقاته الرائعة العلم و الإيمان.

رحمك الله يا أستاذي و رزقك بكل حرف كتبته و قلته حسنة و رزقك الجنة و أثابك الله على ما قدمت للبشرية من علم.

فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْض. صدق الله العظيم.