ملاحظات على مبارة مصر والجزائر
ظلال على مبارة مصر والجزائر
بداية ألف مبروك للفريق المصري وعقبال التأهل
بدأت معركة أو موقعة الجزائر منذ أكثر من شهرين
بدأها بعض الصغار في المنتديات وكان من المفترض أن تخمد هذه المهاترات فور بدأها ولا تصل إلى هذه المرحلة
إلا أن هذه المعركة التي بدأت رحها في المنتديات وفي مواقع الأخبار تعليقًا على أي خبر يخص مصر أو الجزائر أظهرت أشياءً كثيرة يجب علينا أن تنتبه إليها :
أولها : سقوط شعبية مصر بين الشعوب العربية بعد أن كانت هي الأولى في العالم العربي
ويكفي أن تلقي نظرة على المنتديات العربية الأخرى لترى حجم هذا السقوط وأسباب هذه السقوط من وجهة نظري هي :
1- الشحن الزائد من قبل الآلة الإعلامية المصرية التي صورت المبارة على أنها حرب مصيرية فاصلة في نفس الوقت الذي لا ترى أي أثر للإعلام الجزائري وهذا يجعل من يقف على الحياد أن يتحول إلى الجانب الجزائري استعطافًا فأنت عندما ترى شخصًا قويا يكيل الضربات إلى شخص أخر ضعيف تميل بشكل طبيعي إلى الضعيف بدافع العاطفة (أتكلم عن الفضائيات)
2- الأفلام المصرية التي شوهت صورة المصري بأبشع الطرق فيظهر المصري في صورة الشاب الفهلوي الذي يضحك على غيره وأظهرت نسائنا العفيفات على أنهن بائعات هوى أو خائنات لأزواجهن
3- لم تترك لنا الحكومة المصرية لنا نقطة ماء نرفع بها وجوهنا (اللهم إلا الماضي السحيق) ولا ننسى أن معظم أبناء هذا الجيل لم يعاصر الوقت الذي كانت مصر تتربع فيه على شعبية الدول العربية
فالفلسطيني والأردني والسوري لا ينسون موقف مصر مع غزة ويرون أن مصر تحاصر غزة
والخليجي لا ينسى هذه الحملات الإعلامية في الفضائيات المصرية على أهل الخليج وأنهم لولا النفط ما كانوا شئ وأنهم كذا وكذا
والعراقي لا ينسى دعم شيخ الأزهر للحكومة الأمريكية في العراق
بل حتى بعض السودانيين والليبيين لهم مواقف مع المصريين
أما باقي الجنسيات فيكفي أن يرى هذا الأجماع من هذه الجنسيات ليتمنى فوز الجزائر على مصر
ثانيها : دائمًا ما كنا نسمع من بعض السياسين الحاليين انتقادات للثورة وأنها أدخلتنا في معارك لا تخصنا مثل حرب اليمن وثورة الجزائر فإذا بنفس هؤلاء السياسيون يقولون الأن إن مصرًا فعلت كذا في اليمن والجزائر ولم يجدوا لأنفسهم رصيدًا يستخدموه أمام الشعب الجزائري إلى هذه الأمور التي كانوا لها بالمرصاد بالأمس فسبحان مقلب القلوب والأحوال
ثالثها : التأثر العجيب للشعب المصري تجاه الشحن الأعلامي لدرجة أن بعض الخطباء كان يدعوا بالنصر للفريق المصري ويكفي ما حدث بعد المبارة في الشوارع
رابعها : ترسيخ مبدأ الأهتمام بالصغائر عن الأهتمام بمعالي الأمور
كل فترة تظهر حادثة ليست بالكبيرة فنجد أنه يتم تضخيمها بشكل كبير جدًا ويصبح مدار كلام الناس هو هذه الحادثة وأخرها حادثة النقاب
فلو أن الحكومة اتخذت نفس الأسلوب الذي استخدمته في هذا الشحن الكروي لهذه المبارة في مواجهة الفساد وحوادث المرور وتنمية الشعب المصري تنميةً حضارية تليق بحضارته لتغير الحال إلى أفضل من ذلك بكثير ولكن المُلاحظ أن هناك أمورًا كثيرة تأخذ حيزًا كبيرًا مع أنها لا تفيد بشكل كبير.
أنفقت مصر على مباراة الأمس نحو 300 مليون دولار ما بين معسكرات ومكافآت وإعلانات، وهناك مثلها ستخصص لمباراة السودان، يعني أكثر من نصف مليار.. عليك أن تقرأ الرقم جيدا وتقرأ معه أحوال ملايين البشر في مصر، الفقراء وكذلك المرضى الذين لا يجدون دواء، ومصابو انفلونزا الخنازير الذين ينتظرهم الموت لأن الدولة ليست مستعدة بصورة كافية!
تحياتي