انتظرت كثيراً ان اسمع اي تصريح او اي ادانة من نواب المحظورة او حتي من اتباعهم، و هم من يتفننون في الظهور في كل كبيرة و صغيرة، و لكني لم اجد لهم اثرا او صوتا علي الساحة، الا من بعض الاتباع الصغار الذين اصبحوا ينتشروا في كل منتدي او موقع اخباري به خاصية التعليق، ليمارسوا هوايتهم المفضلة في التبرير و جلد الذات، فكلما حدثت مصيبة او وجهت اهانة للمصريين من احد الدول العربية، يملوا الدنيا تبريراً واعذاراً للجانب المهين، و لم اجدهم يوماً في موقع المدافع عن الكرامة المصرية طالما كانت الاهانة موجهة من دولة عربية، اما لو كانت هناك شبهه اهانة او مشروع اهانة من دولة غربية، تجدهم في كل حدي و صوب يملؤن الدنيا صراخاً و عويلاً علي الكرامة المصرية المنتهكة....
قلت في نفسي، لعل و بسبب غربتي لم يصلني تصريحاتهم او ادانتهم لما حدث، فدخلت لموقعهم الرسمي علي الانترنت، املاً ان اجد اي شئ، مقالة .. خبر..تصريح، اي شئ، و كأني دخلت علي موقع الاخوان فرع بوركينا فاسو، لا حس ولا خبر، لا شئ، ولا حتي مجرد خبر صغير بالرغم ان اخر تحديث للموقع كان اليوم، و كأنه لم يكن هناك الاف من المصريين يهانون من دولة عربية في دولة عربية اخري، و بل و يتعرضون للموت احياناً...
حينها، ادركت ان السيد عاكف كان جاداً عندما صرح بانه لا يمانع ان يحكم مصر اندونيسي، فهو لا يجد غضاضة في ان يحكمنا شخص غير مصري باعتبار ان مصر مجرد ولاية في دولة اكبر (محافظة يعني ضمن محافظات سيادته) ، فمن الطبيعي ان لا يقيم اعتباراً لكرامة وطنية او مصرية اذا ما قامت اي دولة (محافظة اخري من محافظات مولانا) بسب مصر و اهانتها علي صفحات الجرائد و شاشات الفضائيات، و عندما نوصف بان ثمننا لا يساوي غسالة كورية الصنع، في سبيل اقامة الدولة المزعومة لا يوجد ائتلاف ولا حب ولامشاعر حقيقية بين شعوبها، و يتم فرض الاخوة عليهم فرضاً، تارة بابتزاز المشاعر الدينية، و تارة بالترهيب من اليهود والغرب و الصليبيين و الصينيين و الهنود الحمر و الروم و الفرس و كل دابة تمشي علي الارض. في حين لم اجد شعباً عربياً واحداً "طايق" شعب عربي اخر، فالكل يكن للاخر كراهية شديدة و لمصرنا الغالية النصيب الاكبر من تلك الكراهية لمجرد انها تراعي مصالحها العليا هنا و هناك في العلن و ليس سراً كما هم يفعلون.
في النهاية اقول اذا كان الاخوان علي المستوي الرسمي فضلوا السكوت و التعامي عن الاحداِث الحالية، فالافضل لهم و لنا ايضاً اسكات اولادهم و اتباعهم عن تهبيط همم المصريين