الموضوع: «بركات» مات لحرمانه من علاج «جلطة الساق» بعد عزله مع المصريين فى «كامب جزائرى»

«من لم يمت بالعنف مات بغيره»، هذه المقولة يمكن اعتمادها شعاراً لما تعرض له المصريون المقيمون فى الجزائر، جراء أعمال العنف التى عمت شوارع وأركان وميادين العاصمة الجزائرية وضواحيها للنيل من كل ما هو مصرى، عقب مباراة كرة القدم التى جمعت منتخبى مصر والجزائر، فبسبب هذه الأعمال تم عزل المصريين هناك، وهو ما أدى لوفاة مواطن مصرى مقيم فى الجزائر يدعى بركات قناوى أحمد.
ففى الوقت الذى استقبل فيه مطار القاهرة، أمس، ٢٩٦ مصرياً من العاملين النازحين من الجزائر بعد هروبهم من اعتداءات الشعب الجزائرى، استقبلت قرية البضائع جثمان بركات «٤٢ سنة ـ عامل لحام بشركة أوراسكوم»، الذى توفى يوم ٢٠ نوفمبر الجارى، وصرحت مصادر بالمطار بأن الوفاة طبيعية وناتجة عن هبوط فى دورة القلب.
أحد زملاء بركات كانت لديه التفاصيل الكاملة، وقال ـ فى مكالمة هاتفية لـ«المصرى اليوم» ـ من الجزائر: «بركات كان يعانى جلطة فى ساقه، وكان يجرى يومياً تضميداً للجرح فى ساقه بسبب عملية جراحية، ونظراً لخطورة الجرح كانت تجرى له عمليات التضميد فى أحد المستشفيات تحت إشراف المتخصصين، إلا أنه بعد الأحداث التى تعرض لها المصريون فى الجزائر، تم منعنا من الخروج من «الكامب» الذى نقيم فيه ووضعونا تحت حراسة مشددة».
وأضاف: «لمدة ٣٦ ساعة على الأقل لم يتمكن بركات من تضميد الجرح، خاصة فى ظل نقص الإمكانيات الطبية»، مشيراً إلى أن إمكانيات «الكامب» كانت محدودة.
وعن اللحظات الأخيرة له مع بركات، قال: «فوجئنا به يسقط على الأرض ثم يقول لا إله إلا الله، أنا روحى بتطلع، وسقط مغشياً عليه، فأبلغنا المسؤولين فى الكامب ثم جاءت سيارة إسعاف وحملته، ورفضت اصطحاب أحد منا معه، وبعد ذلك بيومين علمنا أنه توفى، وظل فى المستشفى إلى أن عاد جثمانه إلى القاهرة مساء أمس الأول».
وذكر الشاهد أن الجميع يعلم أن بركات مات بسبب تسمم فى الدم نتيجة نقص الإمكانيات الطبية لتضميد الجرح، مما أدى إلى هبوط فى القلب أودى بحياته.
وتتشابه رواية زميل بركات مع رواية شقيقة زميل له فى الحجرة نفسها التى كان يقطنها فى الكامب، التى أكدت أنه قبل مباراة مصر والجزائر الأولى، التى فاز بها المنتخب المصرى ٢/صفر، بيومين، زادت أعمال العنف فى «وهران» ضد المصريين، الأمر الذى دفع شركة أوراسكوم إلى إعطاء إجازة للعاملين بها لتفادى لقائهم بالمواطنين الجزائريين الذين كانوا يتعرضون لهم بشكل مسىء.
وأوضحت أن شقيقها أكد لها أنه أصبح من المستحيل على كل العاملين فى الكامب الخروج، وإلا تعرضوا للموت، وبالتالى لم يتمكن بركات من الخروج لإجراء عمليات تضميد لجرحه فساءت حالته.