ثلاث سنوان -ثلاث سنوات كامله-وانا الحب الوحيد لديها . انا الشمس في حياتها والقمر والرياح والمطر
وكل ماهو جميل ومثير
انا الجلاس في صيفها والسحلب في شتائها وانا كل شيئ في حياتها .كل شيئ
وكذلك كانت هي في حياتي بل واكثر .فيمنكنك ان تقول -بغير تطويل - اني لم اذق طعم الحياه الا في اليوم اللذي عرفتها فيه .طويله بيضاء مشرقه في ابتسامتها فرحه الدنيا وبين احضانها خلاصه جوهر سر الحياه
اقبلها فتقبلني فاقبلها ثانيه حبيبتي الغاليه الوحيده .حبيبتي انا
وهي غنيه ايضا ,النقود بين يديها مصل مياه النهر اللتي يخيل اليك _لكثره ما تسحب منها_انها ستنفد
ولكنها لا تنفذ ابدا
وهناك علي صفحه هذا النهر الذهبي قضيت تلك السنوات الثلاث اغطس واقب .لاهيا عابثا مستغنيا عن العمل ,انا وحبيبتي الجميله المشرقه ,التي بين احضانها خلاصر جوهر سر الحياه
من اين ياتيها المال؟؟؟ من زوجها طبعا .من ذلك الرجل العجوز الذي يقيم معنا في نفس البيت واللذي عرضت عليها ذات يوم ان نتركه _هي وانا-فقطبت جبينها الابيض منكره قولي .من ناحيه لانه مسكين رغم انه غني
ومن ناحيه اخري لانه غني الي جانب انه مسكين
بل انها رجتني اكثر من مره ان احبه .احب ذلك الرجل الذي ينفق علينا .لا لانه ينفق علينا فحسب وانما لانني -وفقا لفلسفه غريبه عندها -يجب ان احبه .كما يجب ان احب كل الناس.تلك الفلسله التي يشاركها فيها الرجل العجوز نفسه .اذ قال لي اكثر من مره -صدق او لا تصدق- انه هو الاخر يحبني ويريد مني ان احبه !
فاحببته .او علي الاقل اقنعت نفسي بانني احبه .واصدق ما يمكنك ان تقول هو انني -علي مر السنوات الثلاث-وجدت خيره اكثر من شره فاعتدت عليه خصوصا انه كان معظم الوقت في عمله خارج المنزل مشغولا بتدبير المال الذي يوفر لنا بحبوحه عيشنا.حبيبتي الجميله وانا
ثلاث سنوات من عسل السعاده الابيض بغير نحل
من الضحك والمرح والقبلات .انا وحبيبتي المشرقه البيضاء .حبيبتي انا وفجأه .......
الهول الاسود والسم الزعاف.والبصقه المريره التي امطرتني بها سماء الزمن الاغبر .يوم جائت لي وهي تقبلني وتقول :
- حماده (اسم التدليل الخاص بي اشتقاقا من محمد ).. انا حسافر واسيبك جمعه..
لماذا -سالتها- فقالت بابتسامه غامضه
-موش حقولك ..لكن حجيبلك معايا هديه حلوه قوي ..
فلم ادري هل احزن للفراق ام افرح بالهديه المتوقعه .ولم يكن لي علي اي حال حيله في القبول .فودعتها وفي قلبي خفقان منذر .منذر بالهول الاسود والسم الزعاف .والبصقه المريره التي تجهز لي بين اشداق الزمن
فالي اليوم الذي الموت فيه -مهما طال بي العمر - لن انسي (كيف انسي؟)ذلم اليوم المشؤم بعد اسبوع
اذ عدت من الخارج فوجدتها قد عادت من سفرها .ووقع بصري لحظه دخولي علي انكر وافظع منظر يقع عليه بصر انسان ذكر
منظر حبيبتي الجميله وبين احضانها شخص اخر لا اذكر اني رايته من قبل
وجدتني ابتسم حين وقفت عند باب الحجره .اذ ظنت ان في الامر مزحه سخيفه .ولذلك قررت ان اشترك فيها بالرغم من سخافتها
فتقدمت منها ومن شريكها وهويت علي قفاه بصفعه مازحه الا انها قويه بالقدر المناسب لسخافه مزحته
تلك الصفعه التي ادركت علي اثرها مدي غباوتي حين افترضت فكره المزاح .وذلك بسبب الصفعه التاليه التي استقرت علي وجهي انا .لا من يد من صفعته كمت قد يخيل اليك .وانما من يد حبيبتي انا وهي تصرخ في قائله
- ابعد عنه انت مجنون؟؟؟!!
ودفعتني بعيدا لتحمي شريكها .بعد ان صفعتني بيدها التي تاكلت عليها شفتاي من كثره القبل .بينما تمسك هو باحضانها غير مكترث بامري.منتشيا بالقبل التي انثنت تطبعها علي خده وهي تقول له مواسيه
معلش..معلش يا اسومتي
اذ انه -كما علمت فيها بعد -اسامه
اسبوعان كاملان وذلك الوغد عندنا لا يعود من حيث اتي .بل انه لن يذهب ابدا الا اذا اخذه الله -كما سمعت زوج حبيبتي العجوز يقول لها ذات مساء
لماذا -سالته-لا نطرده انا وانت؟ لماذا لا نتكاتف عليه فنضربه ضربا موجعا قاتلا .ثم نقسمه بالسكين الي قطه صغيره نضعها في شوال قديم .ونلقي بيه من النافذه كي تاكله الكلاب؟
ولكنه لم يكن من رايي .اذ انه بالرغم من عدم ارتياحه لهذا العاشق الجديد لا يزال متمسكا بفلسفته المريضه التي تقول انني يجب ان احب كل الناس بما فيهم ذلك الوغد الدخيل .مثلما احبني هو -الزوج-يوم كنت حبيب زوجته الوحيد ..
-واذا مديت ايدك عليه تاني (هكذا اختتم موعظته) حقطع رقبتك !
وهكذا قضي الامر -امري انا- ولم يع امامي الا طريقين لا ثالث لهما .ان استكين وارضي بهذه الحياه الذليله المخزيه في سبيل لقمه العيش او ان اخذ بعضي واهيم علي وجهي في بلاد الله الواسعه
وكان هذا الحل الاخير ه الذي راق لي
فانتظرت ذات ليله حتي نام الجميع وتسللت الي الحديقه المظلمه ومنها الي الشارع المقفر الذي لا يضيئه الا مصباح شاحب ضعيف
زلكنه لم يكن مقدرا لي ان ابتعد كثيرا اذ سمعت صرخه وصرخه اخلي ثم ضحكه ساخره ثم خطوات تقترب بسرعه من خلفي
ويد تجذبني وتعود بي الي البيت
وهناك وجدت حبيبتي تنظر لي في لوم وعتاب
واذا بها تاخذني بين احضانها فتقبلني
ولكنها كانت قبله منقوعه في الشقفه وفيها رائحه من الاخر الدخيل تتسرب الي انفي كالسم الزعاف
لن استطيع ان افر بكرامتي
ولن استطيع ان اقضي علي عدوي الدخيل
ولن استطيع ان امنع حبيبتي من تقبيله امام عيني مكتفيا بشعوري بالخذيان الذي يعتريني كلما رايت ذلك الخزي المكشوف
لاننا وفقا لفلسفه هذا البيت يجب ان احب الناس جميعا
وهناك سوف اعيش للابد علي هامس حياه عدوي الدخيل
طريدا من جنه حبيبتي المشرقه البيضاء
متطلعا من بعيد الي الاحضان الدافئه اللتي تسمتتع فيها الشخص الاخر بخلاصه جوهر سر الحياه
ملحوظه
(هذه صفحه منتزعه من يوميات طفل عمره ثلاث سنوات بعد ان ولدت امه طفلا ذكرا جديدا)
مع تحيات الكاتب الاصلي الرائع الساخر محمد عفيفي
كاتبها لحد ما ايدي وجعتني لان الكتاب مسحوب اسكانر (محمد الشنوري)
من كتاب ابتسم للدنيا
اتمني تعجبكم
وهناك المزيد