تحفة بصراحة
رقم العضوية : 3083
تاريخ التسجيل : 09Nov2007
المشاركات : 26
النوع : ذكر
الاقامة : Alex
السيارة: Fiat 127
السيارة[2]: Fiat 128
الحالة :
لو علمتـم الغيـب
انطلق حسن غنيم بسيارته، في ذلك الطريق المظلم، الذي يربط قريته بالطريقالرئيسي، وهو يهمهم بكلمات ساخطة غاضبة، ويعقد حاجبيه في توتر وسخط
كان قد خسر منذ قليل، واحدة من الصفقات، التي بنى أحلامه وآماله عليها
ولم تكن هذه أول مرة يخسر فيها صفقة
ولا أول مرة يغضب على هذا النحو
كان بطبعه شخصية ساخطة، ناقمة، متوترة، تكره كل ما يمكن أن يمسها بأدنى سوء، حتى ولو كان هذا السوء من وجهة نظرها فحسب
وفي حنق، هتف حسن: لماذا لا أصبح مليونيرا لماذا لا أصل إلى ما وصل إليه غيري؟
لم يكد ينطق عبارته هذه، حتى أضيئت الدنيا كلها أمامه بغتة.. في البداية تصورإنها سيارة قادمة، أو شيء ينفجر، ثم لم يلبث أن انتبه إلى فجوة عجيبة،تكونت في الهواء
وخلفها كان المشهد مذهلا
كان هناك طريق ممهد، وآلاتطائرة، وأشياء أخرى مبهرة، لم يفهم ماهيتها، وإن أدرك على الفور أنها نتاجتكنولوجيا مذهلة، لم تبلغها حتى الولايات المتحدة الأمريكية نفسها
ووسط كل هذا، كان هناك رجل
رجل يرتدي ثيابا عجيبة، ويمسك بيده شيئا يشبه الجريدة.. وفي ذعر، حدق كل منحسن والرجل في وجه الآخر، قبل أن يضغط حسن فرامل سيارته، بكل ما يملك منقوة، ويتراجع الرجل في حدة ورعب
ثم دوى مايشبه الانفجار ..
انفجار مكتوم، تردد في أذني حسن، قبل أن تندفع عشرات الأشياء، لترتطم بمقدمة السيارة، ثم يهدأ كل شيء، ويعود الظلام إلى المكان
ولثوان، ظل حسن داخل سيارته، ذاهل العينين، شاحب الوجه، ثم لم يلبث أن هتف: ماهذا بالضبط
استجمع شجاعته، وغادر السيارة، وتطلع أمامه في توتر، حيث كانت الفجوة، ثم التقتإلى مقدمة سيارته وزجاجها، وقد تناثرت فوقها أشياء شتى، نصفها بالغالغرابة بالنسبة إليه
ولكن أكثر ما جذب انتباهه تلك الجريدة
وفي حذر، مد يده ليلتقطها
كانت جريدة الأهرام المصرية، ولكنها مطبوعة على شيء يشبه الكاوتشوك، له ملمس رخو مريح، وكل الصور والرسوم بها مجسمة، مطبوعة بأسلوب عجيب، حتى لتبدوحية متحركة
حتى الإعلانات كانت مدهشة
وبالذات إعلانات العطور
كل إعلان كان يفوح برائحة العطر المعلن عنه
وبسرعة، قلب حسن الجريدة، ليقرأ تاريخ صدورها
ثم شهق في انبهار
كان تاريخ صدور الجريدة هو الثالث من نوفمبر، عام الفين وثلاثين
*******
هتف حسن بكل الانفعال في أعماقه: رباه.. لقد خشيت مجرد التفكير في هذا، ولكنهاحقيقة.. حقيقة تشبه ما نشاهده في أفلام الخيال العلمي.. لقد انفتحت فجوةبيني وبين المستقبل.. فجوة قذفت كل هذه الأشياء بين يدي، ثم تلاشت
كان جسده يرتجف في انفعال وانبهار، ولكنه أسرع يجمع كل تلك الأشياء، التي قذفتها فجوة المستقبل، وانطلق إلى منزله في القاهرة
وفي حجرته، راح يتلهم تلك الجريدة التهاما
قرأ كل الأخبار، والمقالات.. وحتى الإعلانات
وتضاعف انبهاره أكثر وأكثر
كان يجوب المستقبل دون أن يبارح مكانه
وبدا له هذا المستقبل مبهرا، حتى أنه هتف: ياللروعة.. لن يصدق مخلوق واحد ما حدث لي.. إنها معجزة
قلب الصفحة الأخيرة للجريدة المستقبلية، وتطلع في إهتمام إلى صورة لشيخ وقور، بدت له مألوفة إلى حد كبير، فتساءل عن اسم صاحبها، و
وفجأة، وثب من مكانه، وهو يطلق شهقة قوية
وأسفل الصورة، قرأ بحروف مضيئة عبارة تقول: توفى أمس المليونير المعروف حسن غنيم، وسيقام العزاء في قصره، في مصر الجديدة
*******
إنه هو …
إنه يقرا خبر وفاته
ارتجف جسده، وألقى الجريدة جانبا، وراح يلهث في انفعال
ليس من السهل ابدا أن يقرأ المرء خبر وفاته، حتى ولو كانت هذه الوفاة ستحدث بعد أكثر من خمس وثلاثين عاما
ثم فجأة انتبه إلى أمور آخرى
لقد وصفته الجريدة بإنه مليونير معروف، يمتلك قصرا في مصر الجديدة
لقد نجح إذن
أو سينجح..
لقد عرف هذا الآن..
راح يطلق صيحات ظفر وسعادة، وهو يقرأ الخبر مرات ومرات، ثم لم يلبث أن ألقىالجريدة جانبا، وألقى جسده على فراشه، وابتسامة واسعة تلتهم وجهه كله
إنه سيصبح مليونيرا..
هكذا يقول المستقبل..
والأعظم إنه يعرف بالتحديد تاريخ وفاته
الثالث من نوفمبر، عالم ألفين وثلاثين
إنه أول مخلوق في العالم، يعرف تاريخ وفاته بالتحديد
اعتدل جالسا، وقال في حزم: لا خوف بعد اليوم إذن.. الموت بعيد عني تماما ..بعيد بأكثر من خمسة وثلاثين عاما
وفي اليوم التالي، بدأ حسن صفقاته الناجحة
كان واثقا من النتائج، بعد ما قرأه في جريدة المستقبل
ولأول مرة، ربح صفقة كبيرة
ثم ثانية ..
وثالثة ..
ورابعة ...
وطوال خمسة أعوام، لم يخسر حسن صفقة واحدة، وصار ثريا معروفا
ثم اشترى ذلك القصر في مصر الجديدة
اشتراه وأقام فيه مع أشقائه وأمه
ومع الجريدة
لم يتخلص منها قط، بل كان يختلي بنفسه في حجرته أحيانا، ويقرؤها في سعادة، وكأنما لم يطالعها قط من قبل
وامتلأت نفسه بالثقة
إنه سيموت مليونيرا ومعروفا
وفي موعد محدود ..
*******
هكذا أصبح حسن غنيم شديد الجرأة والشجاعة
وذات يوم، كان يقود سيارته الجديدة، وإلى جواره خطيبته، التي شعرت بالخوف منتلك السرعة الفائقة، التي يقود بها فقالت: حسن ..أرجوك.. لا تقد السيارةهكذا
أطلق ضحكة عالية وهتف: لا تخافي ..لن نموت الآن
قالت في ضراعة: أرجوك يا حسن
قهقه ضاحكا مرة آخرى، وزاد من سرعة السيارة أكثر وأكثر بلا خوف
وفجأة، ظهرت تلك السيارة الضخمة
وصرخت خطيبته: احترس يا حسن
وحاول هو أن يضغط فرامل السيارة
ولكن الاصطدام حدث
وأظلم كل شيء من حوله
*******
لم يدر كم ظل فاقد الوعي، ولكنه استعاد وعيه مع آلام رهيبة، تسري في جسدهكله، فحاول أن يتحرك، أو يضع يده على عظامه المتألمة، ولكنه عجز عن هذاتماما
ثم سمع صوتا إلى جواره، يقول: خطيبته لقيت مصرعها على الفور، أما هو فما يزال على قيد الحياة
كانت الآلام عنيفة، ولكنه أدرك ان الذي يتحدث هو طبيبه الخاص، وحاول ان يشرح لهآلامه وعذابه، ولكنه لم يستطع النطق، في حين سمع صوت شقيقه يقول: وكيفحاله الآن؟
بدا له صوت طبيبه مفعما بالأسى، وهو يقول: إنه اشبه بالموتى فهو في غيبوبة تامة، لا يستطيع الحركة أو النطق
سأله شقيقه في هلع : وهل تعتقد إنه سيشفى؟
أجابه الطبيب في مرارة: إنه حالة مجهولة، لم يشف منها شخص قط.. الأرجح أنه سيقضي ما بقى له من العمر، في هذه الحالة
صرخ حسن: ولكنني حي ..أشعر وأسمع.. أنا اسمعكما
ولكن صرخته هذه لم تتجاوز أعماقه
لم يسمعه أحدهما ..
أو حتى يشعر به ..
وتصاعدت الآلام ..
واشتد العذاب ..
وهتف حسن لنفسه: ألن ينتهي هذا العذاب ابدا.. رباه ..كم أتمنى الموت، لينتهي العذاب والآلام
لم يكد يفكر في هذا، حتى أنطلقت صرخة في أعماقه
صرخة تموج بالرعب والهلع
لا.. لن ينتهي العذاب
هو وحده يعلم هذا
أمامه ثلاثون عاما أخرى من العذاب
ثلاثون عاما حتى يموت
وانهارت أعماقه في يأس
لقد فقد حتى الأمل..
الأمل في أن ينتهي عذابه بالموت
وللمرة الثالثة، تردد في أعماقه صرخة مريرة
ليتني لم أعلم..
ليتني لم أعلم..
وظلت هذه الصرخة تتردد، وتضاعف العذاب، طوال ثلاثين عاما أخرى
وبلا توقف..
*******-د.نبيـل فـاروق
منقول
رقم العضوية : 2028
تاريخ التسجيل : 03Sep2007
المشاركات : 71
الحالة :
تحفة بصراحة
رقم العضوية : 2729
تاريخ التسجيل : 21Oct2007
المشاركات : 331
الاقامة : ALEX
الحالة :
اللــــــــــــــــــــــ ـــــــــــه عليــــــــــــــــــــــ ــــــك
رقم العضوية : 168
تاريخ التسجيل : 24Apr2007
المشاركات : 7,982
الاقامة : المحله الكبري
الحالة :
جميله
شكرا ليك
رقم العضوية : 1869
تاريخ التسجيل : 22Aug2007
المشاركات : 4,058
النوع : ذكر
الاقامة : السعودية
السيارة: A11
السيارة[2]: TAHOE
دراجة بخارية: لا
الحالة :
جميلة - خطيرة - فظيعة - عــــــــــــــــــــــــ ـــــــزيــــــــــــــــ ـــزة :-)
جامدة جدا مشكور جدا - فعلا لو علمتم الغيب لأخترتم الواقع
[sor2]http://www2.0zz0.com/2012/03/20/06/448963560.jpg[/sor2]
TAHOE THE LEGEND
رقم العضوية : 512
تاريخ التسجيل : 07May2007
المشاركات : 446
النوع : ذكر
الاقامة : 6 اكتوبر
السيارة: لانسر
السيارة[2]: لادا
دراجة بخارية: لا
الحالة :
حلوة اوي يا سبايدر
إلي مالوش خير في (نور وكريمة) مالوش خير في حاتم
رقم العضوية : 46
تاريخ التسجيل : 18Apr2007
المشاركات : 1,580
النوع : ذكر
الاقامة : كل يوم في بلد .. تعبت
السيارة: ماتريكس 2008
السيارة[2]: كارينز 2011
دراجة بخارية: no
الحالة :
ياه
انا قرأتها من زماااااان جدا و لسة معلمة معايا
لانها قصة جامدة جدا فعلا
::--لا حيلة في الرزق--::
::-- م/باســــم شوقـي--::
رقم العضوية : 1122
تاريخ التسجيل : 23Jun2007
المشاركات : 951
النوع : ذكر
الاقامة : egypt
السيارة: Lada , 2 Terios , 3 Cerato
السيارة[2]: COROLLA 2014
الحالة :
قصة جميلة
وصلت الرسالة
شكرا
رقم العضوية : 97
تاريخ التسجيل : 23Apr2007
المشاركات : 11,050
النوع : ذكر
الاقامة : ManSOuRa
السيارة: coRoLLa 06
السيارة[2]: siRiOn 07
دراجة بخارية: ان شاء الله
الحالة :
جزاك الله خيرا الجزاك
عن أبي هريرة قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إذا قال الرجل لأخيه :جزاك الله خيرا ، فقد أبلغ في الثناء
رقم العضوية : 3083
تاريخ التسجيل : 09Nov2007
المشاركات : 26
النوع : ذكر
الاقامة : Alex
السيارة: Fiat 127
السيارة[2]: Fiat 128
الحالة :
شكرا على تعليقاتكم الجميلة اخواني الأفاضل
المفضلات