الموضوع: برنامج د. أحمد سمير مع فضيلة مفتي الديار المصرية

أولاً : أود أن أقدم خالص شكري لكم جميعاً على تشجيعكم ومباركتكم لشخصي الضعيف ..
ثانياً : بخصوص موضوع النقاب ولماذا النقاب .. الواضح أن هذا الموضوع يشغل حيزاً من تفكير الأمة الآن ..
الاختلاف الدائم في الخطاب الديني بين قول العلماء وجدالاتهم .. والعامة وجدالاتهم أمر رئيس
ألا وهو ما يسمى في أصول الفقه بعلم الترجيح ..
ومفهوم الترجيح يعني أن رأيين لهما وجاهتهما الشرعية لكننا نرجح أمراً على آخر
بينما في أوساط العامة يسعى الناس لاستصدار حكم قاطع هو الصواب وحده وغيره خطأ بين .
وعلى هذا فإن العلماء دائماً ما يسعون لمنح الناس هذا الحكم مستسهلين في ذلك .. بينما يمتنع الأغلبية عن تبيان وجهات النظر والخلاف حولها حتى لا يثيرون بين الناس أي سوء فهم قد يحدث .
القضية هنا في هذه الحلقة مدارها عدة أمور :
أساسها : هو هل يجوز مراجعة العامة للعلماء في فتاويهم أم لا ؟
وثانيها : تقصي أسباب الخلط بين الناس في منح الصفة الشرعية للحكم (فرض سنة مندوب مباح مكروه حرام ) .
وثالثها : العرف كمصدر للتشريع الإسلامي
وأعتقد أن فضيلة المفتي أجاب على هذه الأسئلة موضحاً أنه لا يحق للعامة مراجعة أهل العلم دون أن يتخذ كل منهم شيخاً ومذهباً ..
وثانيها : أن الأمة لا تختلف على أصل من الأصول وخلافهم في الفروع وأن ما يختلف فيه لا ينكر لكنه في الوقت ذاته لا يفرض
وأن الله أمر بأن يكون العرف جزءاً من التشريع الإسلامي بحجمه ودرجته .

وعلى هذا الأساس تكلم عن النقاب .. فقال أنه ينتمي للعرف أكثر وأن من رأى وجوبه رده إلى زمان معين أو بلد معين
وأورد أدلة من أقوال الأئمة الأربعة فقال إن ثلاثة منهم يجيزونه ولا يرون وجوبه إلا الإمام مالك الذي رأى منعه وكراهته ..
والكلام هنا لا يتناقض مع ما قاله في قناة إقرأ ..
فقد ذكر الرأي نفسه لكن بمعكوس الكلام فحبذ في إقرأ النقاب تأسيساً على أن ثلاثة أئمة أجازوه ولم يحبذه حينما صار مفتياً تأسيساً على أن ثلاثة أئمة أجازوه أيضاً ..
وههنا كان الفارق في أن الفتوى قد تختلف باختلاف الزمان والمكان والمخاطب ..
وإلا لما كان الشافعي رضي الله عنه قد غير مذهبه بين العراق ومصر ..

الفكرة التي نود طرحها هي أن من اقتنع من العامة بترجيح ما في أي مسألة فعليه أن يوقفها على العالم الذي اتبعه دون أن يناقش معارضيه ويخطأهم
ومن أراد الفهم فليتتبع أقوال العلماء ويفهم مقاصد الفتوى دون تجريحهم . وأن يضع كل مسألة في نصابها الصحيح ..
وأن أصول الفقه فيما يخص الترجيح تختلف بين فقهاء الأصول في حجيتها ودلالتها
فالإمام مالك حين يقدم عمل أهل المدينة وقول الصحابي على الاستحسان العقلي والاستصحاب والمصالح المرسلة أفتى بعدم جواز انتقاب المرأة لأنه رأى أن الصحابة وأهل المدينة لا ينقبون نساءهم .
بينما الفقهاء الآخرون أفتوا بجوازه ..

وأمر النقاب لم يكن خلافاً في العصر الحالي بين علماء كل مذهب .. بل إننا نرى السلفية يوجبونه وبعض أئمتهم ينكرون فرضيته كالشيخ الألباني رحمه الله ..
ولم يذكر أحد من علماء السلفية حكم من تكشف وجهها على وجه قاطع في مسألة محددة
فلو ذهب أي منكم لأي عالم منهم وسأله هل زوجتي آثمة في عدم ارتدائها النقاب وهل عدم ارتداء النقاب حرام .. لأفتوا بأنه يفضل الانتقاب في هذا الزمن
فهم كذلك يستحسنونه لا يفرضونه وإلا كان الحكم قاطعاً بحرمة عدم ارتداء النقاب

وهكذا للمرة الثانية الفارق الجوهري يكمن في الترجيح لا الحكم الشرعي ويرجع إلى تقدير ظروف الأمة والمجتمع لا الحكم الشرعي
وعليه فلا مانع من أن يستحسن أحدهم ارتداءه بينما يستحسن الآخر عدم ارتداءه.

أرجو أن تكون الفكرة وصلت ..

أما عن شخصية فضيلة المفتي .. فهو شخصية آسرة للغاية .. طاغية الحضور .. أعطاها الله من الذكاء وطلاقة اللسان الكثير .. وتلمح فيه خبرة كبيرة وعميقة بالحياة .. لكن ترى في عينيه حزناً غير مفهوم أرجعه أنا إلى شعوره بعمق المسئولية التي يحملها .. ودائماً يتعامل مع الجميع باعتباره أباً حتى في ممازحته أو شدته ..
ولا أزكي على الله أحداً ..
تقبلوا جميعاً خالص مودتي وتقديري

تحياتي لحضرتك دكتور أحمد، ربنا يجازيك خير على التوضيح وعلى هذا البرنامج الرائع

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.أحمد سمير

وأورد أدلة من أقوال الأئمة الأربعة فقال إن ثلاثة منهم يجيزونه ولا يرون وجوبه إلا الإمام مالك الذي رأى منعه وكراهته ..
والكلام هنا لا يتناقض مع ما قاله في قناة إقرأ ..
فقد ذكر الرأي نفسه لكن بمعكوس الكلام فحبذ في إقرأ النقاب تأسيساً على أن ثلاثة أئمة أجازوه ولم يحبذه حينما صار مفتياً تأسيساً على أن ثلاثة أئمة أجازوه أيضاً ..

بس اللي انا فهمته من الحوار ان ثلاثة من الأئمة يرون وجوب النقاب بينما رأى الإمام مالك جوازه إلا إذا كانت عادة أهل البلد هي النقاب فيصبح فرضاً

[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=WdXiz67y1SY[/youtube]

إنا كده فهمت علط؟

لابد أن أهنئ الدكتور أحمد سمير على حواره الطيب
وأهنئ نفسي على الإنتساب لمنتدى أكون فيه زميلاً لزملاء أفاضل منهم الدكتور أحمد سمير
وفقكم الله وسدد خطاكم

جزاكم الله عنا خير الجزاء
و جعل ثواب هذا العمل في ميزان حسناتكم