المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sab3aawy
+1
للاضافة فان منظمة اليونسكو ترى انه وفقا للمنحنى البيانى الذى تسير فيه اللغة العربية الفصحى فأنها ستكون لغة غير مستخدمة نهائيا فى اى مجال من مجالات التواصل اليومى (مش هقول كلمة ميتة التى استخدمها تقرير اليونسكو علشان مفتحش على نفسى ابواب جهنم)بنهاية القرن الحادى والعشرين ، وده لا هو كلام فى الهواء ولا نظرية مؤامرة ، لكن هو ببساطة مسار لغات كثيرة سابقة ، اشهرها على الاطلاق اللغه اللاتينية، التى سارت نفس المسار الذى تسيره العربية حاليا ، بأسبقية عدة مئات من السنوات، فاللاتينية كانت الوعاء الذى ترجمت اليه كل الأصول المسيحية وصارت المرجع الأساسى للاصول المسيحية بعد اندثار الأرامية، كما انها كانت هى ال(لينجوا فرانكا) او اللغة التى يتحدثها الجميع ، فى اوروبا والشطر الغربى من العالم، وكانت هى لغة الدين والطب والعلوم والآداب لحقب طويلة جدا فى اوروبا، ومع حدوث التطور التقليدى للحضارات الكبرى حين تصل الى الكتلة الحرجة التى تثير تفاعل التشقق الحضارى الى حضارات مستقلة، وحين صارات القومية الرومانية قوميات اوروبية مستقلة لكل منها حضارتها الخاصة، وحين ساهم الزمن والتفاعل مع الحضارات الأخرى فى نشوء احفاد مستقلين للغة اللاتينية مثل الفرنسية والايطالية والاسبانية وحين نشأت لغات مستحدثة بتفاعل اللاتينية مع اصول اخرى (الجرمانية مثلا) لنشاهد نشوء لغات مثل الانجليزية، مع الوقت انحسرت اللاتينية ، حتى انه حين كتب اسحق نيوتن نظرياته منذ اكثر من 200 عام باللاتينية كان محل استغراب من كل من حوله وقد أجاب عن هذا بقوله انه أراد أن لا يقرأها سوى الصفوة، واليوم فان اللاتينية هى -برغم انها لغة مسجلة بكامل مصطلحاتها وصوتياتها ويمكن تعلمها -إلا انها لغة لا يستخدمها احد سوى فى الرجوع للأصول الدينية والطبية والعلمية القديمة
ولو قارننا هذا المسار سنجد انه بالضبط هو المسار الذى تسير فيه العربية الفصحى بتأخير حوالى 500 سنة هو الفرق بين زمن قمة التألق لكل من اللغتين، العربية ايضا كانت اللغة الرسمية لحضارة نشأت بعد الحضارة الرومانية بعدة مئات من السنوات، مع وصول تلك الحضار للكتلة الحرجة وتشقق دولها الى دويلات بدأت اللهجات المحلية فى الاختلاف ، ومع احتكاك اللغة العربية بلغات مجاورة على حقب زمنية مختلفة شاهدنا نشوء لغات متأثرة بالعربية ، مثل الفارسية الحديثة ، والعبرية الحديثة(ألعبرية المتكلمة حاليا فى اسرائيل اعيد بناؤها فى دولة الأندلس وتأثرت بشدة باللغه العربية)، وفى حقبة لاحقة اللغة التركية واللغة الأوردية واللغة السواحيلية، وكذلك فان اللغتين الهندية والاسبانية تحملان الكثير من المصطلحات العربية، نفس ما حدث للغة اللاتيينة التى نشأت منها لغات منحدرة مباشرة عنها كالفرنسية والايطالية والاسبانية التى كانت لهجات من اللاتينية صارات لاحقا لغات، ولغات نشأت من اختلاطها بلغات اخرى مثل الانجليزية ،
(نلاحظ ان اللهجات المحلية الأروبية صارت لغات فيما بعد - هناك دراسة توضح ان اى لغة فى العالم تتغير مصطلحاتها بمعدل حوالى 20% كل 1000 سنة ، ويمكن الاحساس بنتائج هذا الدراسة بمقارنة اللغة المصرية ايام الجبرتى(ياخفى الألطاف نجنا مما نخاف) بلغة اربعينات القرن الماضى(الطقس النهاردة فى غاية البداعة) بلغة اليوم( اديها السكة ونفض الجمجمة) ، فيما يوضح ان اللهجات تصير بالمرور الزمن لغات وهذة حقيقة اجتماعية شئنا ام ابينا، ربما ان بعض اللهاجات العربية لم تنفصل بعد بشكل كامل عن الفصحى لتصير لغات ، لكنها فى مرحلة ما قبل الانفصال مباشرة، فلا يوجد فى العالم كله حاليا هذة التباعد المرعب بين اللغه الرسمية المكتوبة وبين لغة الكلام سوى فى اللهجات العربية التى صار بينها بين الاستقلال كلغات مستقلة خطوات بسيطة جدا)
الخلاصة ان ما صارت اليه اللاتينية ستصير اليه اللغة الفصحى قريبا(وقبل ان يعترض احد ويدخل الدين فى الموضوع راجعو الردود وشوفوا كام واحد من مناصرى الفصحى رد بالمصرية العامية ..........!) ويوما ما ستصير اليه اللغة الانجليزية فى المستقبل البعيد بعد ان تصل الحضارة المعتمدة عليها الى الكتلة الحرجة التى ستشقق حواضرها الى دويلات تصير لكل منها لغتها المستقلة،
الموضوع لا له علاقة بالدين ولا بالمقداسات ، لكن هذا هو حال الدنيا شئنا ام ابينا، والتغير هو سنة الحياه ، وسبحان من له الدوام ولا دائم غيره
مع إحترامي الكامل لإتفاق حضرتك مع ما نقلته من اليونسكو فإنه لا يوجد شيئ في المقالة لا يوصف بأنه كلام فارغ و فهم مغلوط وأولهم الربط بين العربية و اللاتينية
وبالرغم من الضربة الإستباقية بتوقع حضرتك لإقحام الدين في الموضوع , إلا أن الأمر ليس دينيا فقط
كاتب مقالة اليونسكو لا يعي أنه لا يوجد عربي واحد على وجه الأرض يتحدث اللغة العربية الفصحى بشكل عام , هذا قبل أن نوضح ما الذي يطلق عليه العربية الفصح
بل أزيدك من الشعر بيتاً
أن ما نعرفه باللغة العربية الفصحى لم يتحدثها في التاريخ كله إلا 1% من العرب ولا حتى في فجر الإسلام ولا أيام الجاهلية , هذا فقط قبل أن نعرف من هم العرب
بعد أن تفرق البشر إلى شعوب وقبائل و لغات ولهجات بعد طوفان نوح عليه السلام
كان حظ بلاد اليمن أن يكونوا أهل اللغة العربية ولذلك نسميهم العرب العاربة , إلى هذا الزمن نستطيع أن نقول أن هذه هي العربية الفصحى
ثم بعد أن سكنت هاجر وأبنها اسماعيل عليه السلام أرض مكة وكانا في طريق القوافل اليمنية وبعد أن استقر معهم بعض اليمنيين تكونت أول (وأخر) قبيلة في مكة اسمها قريش وكان قيدار ابن اسماعيل هو أبو القريشين , لذلك نقول أن اسماعيل أبو العرب المستعربة (قوم لم يولدوا عربا ولكن أصبحوا عربا) وكانت لهذه القبيلة لهجة تختلف عن اللهجة اليمنية العربية الأم
ثم أنتشرت العربية في أرجاء جزيرة العرب من اليمن جنوبا إلى الأردن شمالا , وكانت لكل قبيلة لهجتها,,,, لغتهم العربية نعم لكن لكل قبيلة لهجتها
بعد الإسلام أجمع المسلمين على أن اللغة الفصحى هي اللغة التي تحدث بها رسول الله صلوات ربي عليه و سلامه أي أن اللغة العربية الفصحى هي العربية بلهجة قريش , وهي لغة السنة النبوية (ليس القرآن , فالقرآن جامع للهجات العرب المختلفة بل وقواعدهم اللغوية)
أي أنه حتى في صدر الإسلام كان أهل تهامة لهم لهجتهم وأهل تيمياء لهم لهجتهم وهكذا
المهم
آنتشر الإسلام وأنتشرت معه اللغة العربية ولكن أيا من العرب الجدد (ولا الأقدمين) تحدث بلهجة قريش كما هي فكلا أضاف إليها من لغته الأصلية وأخرج الحروف كما تعود في لغته الأم بل ووضع القواعد بما فهمه من القواعد العربية
فمثلا اللغة المصرية القديمة كانت تخلوا من إخراج السان في حروف مثل ( ث ذ)
ولم تكن في لغة المصريين تعطيش الجيم , لذلك حتى يومنا هذا لا ينطق المصريون كل هذا
وأهل الخليج يستبدلون (ض) بالـ (ظ) وفي الكويت الـ (ج) بالـ (ي) وهكذا
المهم أنه أيا من العرب تحدث بلهجة قريش (أي العربية الفصحى ) أبدا في حياته اليومية
ولكن في الوقت نفسه
أيا من العرب لم يستخدم لهجته المحلية في الخطاب الرسمي أو الديني أو المكتوب , علميا كان أو أدبياً , فالجميع يكتبون بالغة العربية بلهجة قريش في الصحف وفي خطب المساجد و خطب الزعماء حتى يومنا هذا ما دام الخطاب رسميا
المهم أنه لا يوجد من العرب من لا يفهمها ما دام متعلما , وأنك لو قرأت كتاب فيه أحاديث رسول الله قالها من أربعة عشر قرنا تفهمه جيدا
لذلك فمقالة اليونسكو واهمة , فهي تفترض أن اللغة لن يتحدث بها أحد بنهاية هذا القرن
المفاجأة بعد ما وضح أن أصلا لا يوجد من يتكلم بهذا اللغة على وجه الأرض في حديثه اليومي لا في الحاضر ولا حتى في الماضي إلا القريشيين وفي فترة زمنيه معينة
اليونسكو واهم فلن نرى جريدة الأهرام مكتوبة بالعامية المصرية أبدا و لن نجد كتب المدارس و الجامعات مكتوبة بالعامية أبدا , فكيف يتوقعون أنها ستختفي ؟؟
المفضلات