حوار لا أخلاقى..... بينى وبين نفسى (2)
عادت الى نفسى بعد طول هروب ، خائفة منى أن اعاقبها على ما فعلته بى ، وحاولت طمأنتها
- ياستى ماتخفيش.....هو أنا هعرف اعملك حاجة.....انتى قدرى
- انتى كمان زعلانة......وليه بقى ان شاء الله
- يعنى أغيب عليك كل ده...ولا تسأل ولا تطمن عليا....مش يمكن حصلى حاجة
وقلت بدون أن تسمعنى.......روحى يابعيده........إلهى تروحى ماترجعى
- لالا.....مابقولش حاجة.....كنت بقول انا كنت عارف انك هاترجعى........معلش كنت مشغول شوية.....وسيادتك كنتى فين بقى الفترة اللى فاتت دى كلها
- ابدا......كنت بروق اعصابى شوية منك
- شوفى يابنت الحلال.....باين كده ان احنا مش مرتاحين مع بعض......ومش متفاههمين خالص....انا رأيى إن كل واخد يروح لحاله احسن
وبدأت فى البكاء......
- كده تتخلى عنى بسهولة.....وتسيبنى
- ياستى انا مش بتخللى عنك ولا حاجة.......إنتى محسسانى انك خطيبتى مش نفسى ........بس احنا مش مبسوطين مع بعض .....فكل واحد يشوف راحته فين.......وباين أوى انك مش مقتنعة بيا ولا بأخلاقى
- لا طبعا.....ده أنا معجبة بيك جدا.....ده انت جميل خالص .....وأوعدك انى مش هاضايقك تانى أبداااااااااااا
- مانا سمعت الكلام ده قبل كده ميت مرة
- ماشى ياستى....أما أشوف.... ربنا يهديكى.......تعالى معايا علشان عندى كام مشوار كده عايز أعملهم...ولا تحبى تخليكى انتى واروح انا لوحدى
- لا..لا..أنا هاجى معاك....بقالنا كتير مخرجناش مع بعض
- ربنا يستر........تقعدى فى العربية وولاتفتحى بقك
وركبنا السيارة ، أنا ونفسى ، وجلست بالخلف ، وبينى وبينك عزيزى القارئ ، كنت خائفا منها و متوجسا أن تقوم بشئ ما، كأن تخنقنى من الخلف مثلا ، أوتضربنى بأى شئ على رأسى ، فأنت لا تعرفها
وقدت السيارة سيدى على طبيعتى ، وهى صامتة لا تتكلم ولا تعلق على أى شئ ، وسعدت بذلك كثيرا وقلت لها
- انما ايه الحكاية يعنى....مالك كده ساكته ومبتتكلميش
- لا مفيش.....علشان تعرف انى اتغيرت وبقيت كويسة
وبدأت أصدق فعلا انها تغيرت ، فانى ارها الان هادئة ، حليمة ، لا تتحدث ولا تنتقد ......سبحان مغير الاحوال
- انتى متأكده انك كويسة.....انتى زعلانة من حاجة؟.....طب سخنة ولا حاجة
- لا ياحبيبى....وهازعل من ايه
واثناء سيرى إذا بسيارة وتقودها امرأة تمر من جانبى ، وتنظر لى .....نظرة عادية .......جدا
- لا اخدت......وبصيت......وضحكتلها كمان
- أنا عملت كل ده.......ولا ضحكت ولا حاجة.....انتى عارفة أنا شكلى كده
- شكلك كده ازاى يعنى......بتضحك على طول....ده انت حتى نكدى وكشرى ودمك تقيل
- اه فعلا انا بحب الكشرى قوى وخصوصا بالشطة
وابتسمت ابتسامة عريضة ، وقلت لها
- ايه ده......انتى بتغيرى عليا ولا ايه
- انا......أغير......ليه يعنى......انت بس المفروض تحترم نفسك اللى راكبة معاك العربية
وضحكت بصوت عالى
- لالا....انتى بتغيرى عليا........باين أوى....
- أنا ...أغير عليك انت!!!!...وانت تطلع ايه انت اساسا
- طب خلاص.....مفيش داعى للغلط.......محصلش حاجة
وبدون أن أشعر ، زدت من سرعتى ، ولحقت بالسيارة المقصودة ، وأنا بجانبها ، نظرت لها وابتسمت ، وانتظرت لأرى ماذا ستفعل نفسى تجاه هذا الموقف
وياليتنى مافعلت....وقبل أن يعود فمى لطبيعته وينتهى من ابتسامته العريضة، اذا بصوت طرقعة ، يصدر من الخلف ، نعم سيدى ، انها ضربة قوية موجهة على هذا الجزء فى جسم الانسان من خلف الوجه المسمى بالقفا
- علشان تحرم وتحترم نفسك...اللى هى أنا
ولم أدرى ياسيدى ماذا أفعل ، فانا لا استطيع أن أرد الضربة بالمثل ، أولا ....لأن نفسى ليس لها قفا ، ثانيا.... لأنى لا استطيع أن أضرب أى شئ مؤنث ....والأهم أننى كنت سعيد لأننى أحسست ولأول مرة أن نفسى تحبنى