تفكرت كثيرا .. من خلال حوار اغضبنى فعلا
كنت اسكن احد الفنادق فى مدينة دبى بالامارات العربية المتحدة ولما كان ذلك الشاب الذى يعمل بالهوس كيبينج والذى تظهر على ملامحمه انه من شعوب شرق اسيا يذورنى كل يوم بالصباح للقيام بعمله فقد دار بينى وبينه اكثر من حديث حول التعارف على الجنسيات وتبادل بعض معانى الكلمات من الانجليزية الى العربية والعكس حتى سألنى فى يوم هل اتناول الخمور ... ولما سألنى هذا السؤال التفت اليه باستغراب فلله الحمد قد من على الله بان هدانى الى اطلاق لحيتى وكنت اعتقد كما هو سائر عندنا فى مصر ان اصحاب اللحى خارج ذلك النطاق من المعاصى لكونهم ملتزمين بامور دينهم وليس لانهم معصومين من الخطأ ... وكانت اجابتى اليه وهو فلبينى الجنسية ويعتنق الديانة المسيحية , كنت اعتقد انك اذكى من ذلك يا رونالد الم ترى وسام السنة فى وجهى فكيف يجتمع الامران ... فأنا مسلم والمسلمين محرم عليهم شرب الخمر ... وصعقت بسرعة الرد من ذلك الشاب بانه يرد الكثير من المسلمين بالفندق ويشربون الخمر حتى الثمالة حتى انهم لا يستطيعون الذهاب الى الغرف خاصتهم .
اصابنى الذهول وتجمدت الدماء فى عروقى لفترة ولم استطع الرد بنفس السرعة التى رد بها على .
ثم حاولت استجماع ما تبقى لى من عقل حينها وانا فى قمة غضبى على تلك الصورة التى يظهر عليها المسلمين امام الاخر ... وقلت له رونالد اريد ان اخبرك بعض الاشياء ... وكنت اسأل الله ان يعيننى وأن يتفهم منى تلك المعانى ... الاسلام ليس اسما يطلق على من اعتنق تلك الديانة فقط وانما يطلق على من اعتنق تلك الديانة وعمل بها وبتعاليمها وبأدابها ولابد من الجمع بين الامرين فمن اعتنق الاسلام ولم يعمل بما انزل الله فيه لا يكون مسلم , ومن عمل بتعاليم الاسلام ولم يعتنق تلك الديانة فهو ليس منها , فقال الغلام بكل ادب نعم فهمت ما تعنى ولكن لما وانتم تدعون انكم اهل الجنة لا تعملون لها , فقلت له يا غلام اليس عندكم اسيسين ورهبان فقال نعم فقلت الستم ترون فى ديانتكم انتم وحسب اعتقادكم انتم انهم على ايمان كبير بالله وهم من يقومون بعبادة الله على النهج السليم فقال نعم فقلت ولم لستم جميعكم بأسيسين ورهبان وانما نرى منكم من يشرب الخمر ويواعد النساء وخلاف ذلك فقال ليسوا على ايمان فقلت كذلك الحال , هناك من هم على ايمان كبير وتفقه فى الدين ويحاولون جاهدين على تجنب المعاصى وارضاء الله وهناك من يسعون وراء الدنيا وفى غفلة عن الله عز وجل وعن الاخرة والحساب ... فهز رونالد رأسه متفهما وقال نعم وهو كذلك الحال فى كل الديانات ليس المسلمين فقط .... وحينها استدرت الى النافذة واخذت اردد بالعربية عن مدى غضبى من هؤلاء الذين وصموا الدين يتلك الوصمة واظهرو الى الاخر ما ليجوز اظهاره حتى من باب اذا بليتم فاستتروا ... ووجدت رونالد يسألنى لماذا اتمم بالعربية ولا اتكلم الانجيلزية كما كان الحال منذ قليل وتسائل ماذا يا ترى كنت اقول ... فاجبته بأننى غضبان جدا وحزين فى نفس الوقت على ذلك الانطباع الذى تركه المسلمين لديك فرد الغلام بكل ادب يريد الا يكون الحديث معه سبب فى غضبى ربما يكونوا على دين غير الاسلام وهو الذى اخطأ ,,, ربما ,,, فنظرت اليه متعجبا من خلقه الطيب قائلا شكرا يا رونالد على ذوقك ,,, ثم التفت مرة اخرى الى النافذة محدثا نفسى ولكن تلك المرة فى خاطرى , فعلا هناك اسلام بلا مسلمين وهناك مسلمين بلا اسلام .
وذكرنى هذا الحوار بصديق فلسطينى كان يعمل مع بعض الاشخاص الصينين والذى ظل فترة كبيرة من الوقت يرافقهم على مدى اليوم الكامل ولما كانت واحدة منهم تراه يصلى على مدار اليوم فى العمل اربع صلوات ابتدائا من الظهر وحتى العشاء دفعها الفضول لسؤاله لماذا تصلون كثيرا هكذا ... فرد الصديق وهل ترين اننا نصلى كثيرا قالت وهى لا تتبع اى ديانة , نعم اعلم ان المسيحين وانا لست منهم يصلون مرة فى الاسبوع وانتم لم تصلون خمس مرات يوميا على حد علمى, فرد قائلا اتسمحين لى ان اسألك سؤال قالت نعم تفضل قال ماذا تقولى فى شخص يزورك كل يوم وماذا تقولين فى شخص يزورك كل اسبوع واخر كل عام اذا كان الامر قدريا , فقالت اقول ان الاول حبيبى وان الثانى صديقى وان الاخر عابر فى الطريق فرد الصديق مسرعا حتى تتفهم مغزى سؤاله نحن قوم نحب الله فنزوره فى بيته خمس مرات يوميا ... فأدركت تلك الصينية مغزى السؤال ومدى ان اجابتها تحتاج الى التفكر , فاسرعت تسأله ولم تحبون الله كل هذا الحب , فرد الصديق قائلا ماذا لو شخص اعطاك ملايين الملايين هلى تحبينه ,,, فقبل ان تجاوب جاوب هو قائلا طبعا تعشيقيه وتموتى فيه , فتابع قائلا اذا خذى هذا القلم ودونى فى تلك الورقة اجابتك ففعلت وهى مستغربة ولكنها اصبحت شغوفة عما سيقوله , فقال الصديق ماذا لو احد ما اراد ان يأخذ منك عينيك بكم تبيعيها قالت ولا باى سعر قال مثلا اترضين بعشرين مليون دولار فقالت مثلا ممكن ارضى فقال لها دونى انت معك الان عشرين مليون دولار واخذ يحاورها حول باقى النعم من قدمين وذراعين وغيرهما والملايين من الدولارات فى ازدياد وكادت تتعدى المليارات وفهمت هذه الصينية مغزى هذا الصديق ولكنه اصر على اجابه سؤالها افلا يستحق من اعطاك كل هذه المليارات ان تحبيه حبا جما , تفهمت الصينية المعنى بدقة ولكنها ارادت ان تشوه معنى الاسلام قليلا قائلة ولكنكم تحقرون من المرأة وتلبسونها لبس غريب من فوق الى تحت وتحبسونها فى البيوت وكانت الاجابة سهلة ميسرة على هذا الصديق بفضل الله , فرد قائلا يا تلك او لو كان لديك جوهرة اتتركينها هكذا فى الشارع يتطلع اليها كل الناس ام تحفظينها فقالت طبعا احفظها فقال اين قالت فى اكثر مكان أمان عندى فقال الصديق ان المرأة فى الاسلام جوهرة مصون ودرة مكنون نحافظ عليها ونجلها ونحترمها ولا نتركها لهذا وهذا ليتطلع اليها فالجوهرة كل ما تطلع اليها الكثير رخص سعرها وان كانت عزيزة الرؤية غلا ثمنها والمراة فى الاسلام ثمنها غالى جدا وأكثر مكان أمان لدينا لحفظها هو منزلها ... ادركت الفتاة انها امام شخص لا يقهر فى الحديث وان ايمانه قوى ولا تسطيع ان تشككه فى دينه فانسحبت من الحديث وعلى وجهها ابتسامة تخفى ورائها قلة حيلتها ... والمغزى من هذا الحوار ان هناك من يترك بصمة سيئة كالذى يتخبط الجدران اثر تناوله الخمور واخر بصمة طيبة اثر التزامه بالصلاة وقوة ايمانه ...
واتسأل الى متى سيظل المسلمين على هذه الغفلة وفى اقبال من الدنيا فى اعراض من الاخرة .
اسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يردنا الى دينه ردا جميلا ....امين