| تسجيل عضوية جديدة | استرجاع كلمة المرور ؟
Follow us on Twitter Follow us on Facebook Watch us on YouTube
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4
النتائج 31 إلى 34 من 34

  1. #31

    الصورة الرمزية meza

    رقم العضوية : 2167

    تاريخ التسجيل : 14Sep2007

    المشاركات : 1,425

    النوع : ذكر

    الاقامة : Cairo

    السيارة: 00

    السيارة[2]: Hyundai new accent 2011

    دراجة بخارية: 00

    الحالة : meza غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    hasad">

    قرأت فى الأهرام فى صفحة بريد الجمعة .... رسالة قد تكون لها علاقة بالموضوع ... فقلت أنقلها هنا:

    بـريــد الأهــرام


    44216‏السنة 132-العدد2007ديسمبر28‏19 من ذى الحجة 1428 هـالجمعة


    المتدينـون الجـدد


    ‏‏{‏ أكتب إليك بعد أن أوجعت قلبي رسالة حدث في المترو للشاب المصري الذي شاهد تلك المشاجرة المؤسفة والمخزية بين اثنين من المتدينين الجدد في هذه الأيام‏.‏

    نعم ياسيدي هذا هو الدين الجديد‏,‏ علو الصوت بالقرآن‏,‏ وتراتيل الإنجيل‏,‏ والموسيقي المنبعثة من الهواتف المحمولة في المواصلات‏,‏ وإكراه الناس علي الاستماع مع فقد القدرة علي حسن التلاوة أو الترتيل أو الذوق‏,‏ وعدم توقير العجائز ذوي الحاجات أو النساء من المسلمين أو المسيحيين‏.‏ أفراد هذا الدين لا يعرفون شيئا عن دياناتهم الأصلية‏,‏ لكنهم يجيدون التظاهر بأنهم أئمة وقسيسون‏,‏ ودعني أكمل لك رواية هذا الشاب بما أوجع قلبي أنا الآخر في المترو نفسه‏.‏

    أنا ياسيدي شاب علي مشارف الثلاثين من العمر‏,‏ أعمل في مجال تقني محترم‏,‏ أبي كان من رجال الأزهر الشريف ومن حملة القرآن الكريم‏,‏ تربيت وتعلمت وتخرجت في الأزهر الشريف‏.‏ نشأت في وسط لا يعرف التفرقة بين المسلم والمسيحي‏,‏ وكان ولايزال لي أصدقاء معارف وجيران من المسيحيين‏,‏ مازلت أذكر جارنا الأستاذ ميلاد صاحب المطعم الملاصق لمنزل جدي بمصر الجديدة‏,‏ الذي صدمت عندما علمت بنبأ وفاته‏,‏ وما كانت تحكيه جدتي لي عن شهامة هذا الرجل كان عمال مطعم الأستاذ ميلاد كلهم من المسلمين‏.‏

    مازلت أذكر بعض التجار والموردين ممن شاءت لي الأقدار التعامل معهم‏,‏ وكيف كان يرد مبالغ زائدة كانت تصل إليه عن طريق الخطأ من شركتنا‏,‏ وأذكر فيه قوله الله تعالي‏:‏ ومن أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك‏.‏

    ثم شاءت الأقدار أن ألتحق بالعمل بإحدي الشركات وكان مقر الشركة علي بعد خطوات من إحدي محطات المترو‏,‏ لذلك قررت أن يكون المترو هو وسيلة المواصلات اليومية من وإلي العمل‏,‏ مما أتاح لي الفرصة وللأسف الشديد لمشاهدة بل والمشاركة في العديد من المواقف التي أصابتني بالقلق‏,‏ بل والخوف علي و طني‏,‏ وإليك بعض مما رأيت بعيني في عربات المترو وبعض باصات النقل العام التي كنت ومازلت أعتقد أنها تصلح نموذجا قياسيا لأي باحث يريد مراقبة التغير السلبي في سلوك المصريين تجاه الدين والعقيدة‏,‏ الذي أصبح في اعتقادي مجرد قشرة خارجية أو صدفة يتقوقعون داخلها تحت ضغوط الحياة المتزايدة وفشل حكوماتهم المتتالية في توفير حياة كريمة تليق بهم وكذلك تجاه تعامل الأفراد مع بعضهم بعضا وأخلاقياتهم وضياع قيم جميلة سادت مجتمعنا من قبل‏:‏

    ـ سيدة مسيحية تصعد إلي المترو وتجلس بجوار شاب صغير كان يمسك مصحفا يتلو منه القرآن بصوت خفيض‏.‏ وفجأة بعد جلوسها بجواره ارتفع صوته بالتلاوة بالآيات‏73‏ من سورة المائدة لقد كفر الذين قالوا وما بعدها‏,‏ لقد ألجم الموقف لساني وأنا أرمق السيدة التي أطرقت برأسها إلي الأرض‏,‏ وأخذت أنظر إلي ذلك الشاب عديم الفهم الذي ظن فجأة أن الله ابتعثه لينذر ويبشر في وسيلة مواصلات عامة‏.‏

    ـ شيخ كبير ومعمم يصعد إلي المترو المزدحم عن آخره ولا يقف أحد من الشباب الذين يحتلون معظم مقاعد المترو ـ وكثير منهم ملتحون ـ ليجلسه مكانه‏.‏ كنت أنا منشغلا بالقراءة‏,‏ ولولا أنني رفعت نظري وشاهدته يجاهد للوقوف بين الزحام ما أجلسه أحد‏.‏

    ـ شاب يقف أمام كرسي في المترو يتلو القرآن بصوت فج مرتفع وتلاوته مليئة بأخطاء قاتلة جعلتني اضغط علي أسناني كلما اصطدم خطأ منها بأذني‏.‏

    لم أذكر لك سيدي هذه الأمثلة لافتخر بعملي فهو بيني وبين ربي‏,‏ ولكن لأنني أصبحت في هذه الأيام أحس بأنني أنا وأمثالي هم الشواذ عن القاعدة‏,‏ أحس بأن كل عمل من مثل هذه الأعمال يقابل إما بنظرات ريبة ممن أقدمه لهم أو بنظرات استهجان من المحيطين‏,‏ ولكي يعلم الشاب المسيحي أن هناك من المسلمين من يحترم كونه مصريا بغض النظر عن ديانته ويفترض فيه حسن النية بدلا من التربص‏,‏ من يشعر مثله بأن هذا الوطن ليس حكرا علي المسلمين‏,‏ ويبغض دعوات الفرقة الطائفية بيننا وحرمان غير المسلمين من أبسط حقوقهم التي كفلها لهم الإسلام نفسه‏.‏ من ينأي بنفسه أن يعرض علي الله عز وجل يوم القيامة‏,‏ وقد ظلم أحدا من أهل الكتاب فقط لأنه علي غير دينه‏.‏ من يعاني مثله‏,‏ مما يري طرأ علي سلوكياتنا وترابطنا من تغير سلبي يصيبني‏..‏ وأقسم بالله علي هذا‏..‏ بالرعب علي مستقبل بلادي وأهلي إذا ما استمررنا في الانحدار‏.‏ من يعلم أن هناك من المسيحيين في هذا الوطن من هو مثله يخاف علي الوطن من ان تدب الفرقة بين ابنائه وتأكلهم نيران الحروب الطائفية‏.‏ من لا يريد لمصر أن تكون لبنان الجديدة‏.‏

    لقد تغيرت أخلاق المصريين إلي الأسوأ‏,‏ نعم لقد تغيرت فينا اشياء كثيرة جميلة اصبحت معها أحس بالغربة كل يوم‏.‏ التربية الصحيحة لأبناء هذا الوطن شبه مفقودة‏,‏ والشباب تائه وعاطل‏,‏ شباب تلقي مناهج تعليمية مبتورة مشوهة تكرس الفرقة وحرم من تعلم دينه كما ينبغي‏.‏ شباب لا يجد متنفسا لرغبته وطاقاته إلا في الدين فيندفع إليه عله يجد فيه الملاذ فيتلقفه جهلاء الناس ممن يدعون العلم فيحولونه إلي مسخ مسلم أو مسخ مسيحي لا يجيد التفاهم إلا بالصوت العالي‏.‏

    مازال منظر التسابق في بناء الكنائس والمساجد التي تشبه القلاع علي الطريق الدائري يصيبني بالغم وكأن المصريين فاضت أموالهم وانقضت مشكلاتهم فأصبحوا ينفقون ملايينهم علي دور العبادة من مساجد وكنائس تظل معظم الوقت خالية تشكو حالها إلي الله بينما تتوسط مناطق يقتلها الفقر ويقطن معظم سكانها في عشش خشبية‏.‏

    مازلت أومن بأن مصر واحدة وأننا إما ان نعيش كما كنا في السابق إخوة في الوطن وجيران وأهل شارع وحي واحد‏,‏ وإما الهلاك بعد أن تدب الفرقة بيننا ويتمكن منا عدونا‏.‏

    مازلت أدعو الله أن يجعل هذا البلد آمنا وألا يمكن منا عدونا وأن تفيق حكومتنا من سباتها وتعمل علي تحسين حال مواطنيها الذين اصبحوا ينفسون عن أنفسهم بالتشاجر في الشوارع والمواصلات حتي المساجد والكنائس‏.‏

    هذا ياسيدي بعض من كل ما يجيش في صدري‏.

    ****************************


    و هذا كان رد المحرر ...... بصراحة عجبنى


    ..‏ ومصر للجميع


    ‏لأن الفتنة نار تخرج من أفواة الجاهلين وليس جهلا بدين ـ إسلامي أو مسيحي ـ وإنما جهل‏,‏ بمعني ومغزي الوطن مصر‏..‏ مصر التي تشربت بدماء ودموع أبنائها ـ مسلمون ومسيحيون ـ ولم تفرق يوما أرضها وهي تنبت حبا وخيرا كثيرا بأي ديانة يدين المصري الذي روي أرضه بعرقه وحلمه‏.‏

    رسالة الأسبوع الماضي حدث في المترو نكأت جرحا في قلب الكثير من المصريين‏,‏ فجرت في داخلهم ثورة المحبة‏,‏ والإحساس الحقيقي بالخطر‏,‏ فالأخطاء الصغيرة التي يرتكبها صغار‏,‏ تكاد تشعل دفء الوطن وتحيله إلي حرائق‏,‏ لن يدفع ثمنها أحد غير أبناء الوطن الواحد‏.‏

    ولأن الكلام في هذه القضية ـ قضية الوطن والمواطن‏,‏ المواطن المسيحي والمسلم‏,‏ و أبناء مصر ـ يشبه تماما من يتحدث وفي فمه أشواك‏,‏ توقفت أمام العديد من الرسائل التي وصلتني‏,‏ رسائل محبة تشيع أملا‏,‏ تطرح أفكارا‏,‏ رسائل تستعيد وتعيد من الذاكرة صورا جميلة للمحبة والتواصل‏..‏ رسائل ترصد وتتأسي لما آل إليه حالنا‏..‏ ورسائل نحيتها جانبا‏,‏ فقد سئمنا وجهة النظر الضيقة‏,‏ التي تتصدر أوقات المحن التي تتحدث عن حقوق ضائعة للمسيحيين‏,‏ عن وظائف لم يحصلوا عليها وكنائس لم تبن‏..‏ وجهة نظر تريد أن تفرط في حقوق المسيحيين كمواطنين مصريين لهم كل الحقوق‏,‏ فإذا ضاع بعضها لأسباب ـ قد تكون مرفوضة ـ فهذا يجب ألا يناقش إلا من زاوية المواطن ـ لا المسيحي ـ الذي يبحث عن حقه‏..‏ وعليه أن يترك هذه القضايا لأولي الأمر منهم‏,‏ فهم أجدر بمناقشتها بعيدا عنا كمواطنين نعيش سواسية في مصر‏.‏

    وتقابلها وجهة نظر متشددة ممن يعتقدون أنهم يحسنون إلي دينهم‏,‏ فيما هم يسيئون إليه كل يوم بتصرفاتهم وسلوكياتهم التي لم يأمر بها قرآننا الكريم ولا رسولنا عليه الصلاة والسلام‏,‏ هؤلاء الذين راحوا يعددون أوجه سيطرة المسيحيين علي رأس المال‏,‏ وتعمدهم استبعاد المسلمين من أي وظيفة يمكنهم منحها لشاب مسيحي‏,‏ وغيرها من الأقوال المرسلة التي لا تستند إلي معلومات ولا إلي منطق‏,‏ وحدوثها من بعض ضعاف الوطنية‏,‏ لا يعني ابدا التعامل علي أنها قاعدة‏.‏

    دعونا مما يفرق وهو قليل‏,‏ لنذهب إلي ما يجمعنا وهو كثير‏..‏ فمصر المحبة‏,‏ الآمنة‏,‏ المحفوظة‏,‏ تتسع للجميع‏.‏
    المحــــــــرر



  2. #32

    الصورة الرمزية khalid_adel

    رقم العضوية : 237

    تاريخ التسجيل : 26Apr2007

    المشاركات : 3,121

    النوع : ذكر

    الاقامة : الهرم

    السيارة: ISA Impreza STI :D

    السيارة[2]: Alfa Romeo 147

    دراجة بخارية: no

    الحالة : khalid_adel غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    اييييييييييه ياجدعان ايه الكلام ده والله حاجه تنرفز الكلام ده مش معقول الناس بقى عقلها صغير كده لييييييه يعني اكيد الناس دي ماورهاش حاجه عشان تفكر بالطريقه دي
    يعني ايه ابص لواحد واقيمه على اساس دينه ولا اتحيز ليه عشان دينه المفروض الدين ده حاجه انا مليش دعوه بيها والاخر مالوش دعوه بيه وكل المطلوب هو الاحترام المتبادل
    يعني انا مثلا ياما في المترو وانا قاعد بلاقي واحده ست كبيره في السن او واحده وشايله ابنها وببقى عارف انهم مسيحين هل ده معناه اني اقول لا مش حقوم ولا اي حاجه زي كده لا والله بقوم عادي وبقعدهم مكاني ومش بفكر ابدا في حاجه زي كده (اللي يفكر في كده يبقى متخلف وعقله فاضي ومعندوش ضمير )
    بلاش لو انا صاحب شغل وعندي اتنين واحد مسلم والتاني مسيحي والمسيحي شايفه بيشتغل كويس وشادد حيله هل حفكر اني اقف قدامه ولا مديلوش حقه عشان دينه ( او العكس ) طبعا ابقى اهبل ومتخلف لان الاساس هو الشخصيه والعمل وليس الدين
    ياجماعه طول مافي احترام متبادل خلاص مفيش مشاكل ومحدش يستفز التاني بقصد او من غير قصد
    وربنا يهدينا اجمعين

    But I still appreciate and love SubarU

    وربنا يبارك في الالفا
    [sor2]http://a6.sphotos.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc6/217691_10150559801360004_668230003_17753507_441032 6_n.jpg[/sor2]


  3. #33

    الصورة الرمزية مدحت منيب

    رقم العضوية : 2248

    تاريخ التسجيل : 20Sep2007

    المشاركات : 643

    النوع : ذكر

    الاقامة : CAIRO-EGYPT

    السيارة: mercedes

    السيارة[2]: v w

    الحالة : مدحت منيب غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    اخوانى الكرام ، محاولة هامة منا جميعا لادراك ما يحاك حولنا:


    8888888888888888888888888

    قبل حوالي ثلاث سنوات فقدت الوزيرة البريطانية آن وينترتون منصبها كمتحدثة باسم رئيس حزب المحافظين لشؤون الزراعة بسبب نكتة سخيفة. فقد تهكمت الوزيرة أثناء تناولها الغداء مع مجموعة من الأصدقاء والصحفيين في أحد الأندية الرياضية على الجالية الباكستانية في بريطانيا. لكن سعادة الوزيرة لم تكن تدرك أن تلك النكتة السمجة ستطردها من الحكومة. فبعد ساعات فقط من وصول النكتة إلى وسائل الإعلام كان رئيس حزب المحافظين إيان دنكين سميث وقتها على الهاتف ليخبر الوزيرة بأنها مطرودة من حكومة الظل التي يرأسها. وقد برر سميث قراره السريع والحاسم بأنه يُمنع منعاً باتاً التلاعب بالنسيج العرقي والاجتماعي في بريطانيا. أو بعبارة أخرى فإن الوحدة الوطنية في البلاد خط أحمر لا يجوز لأحد تجاوزه مهما علا شأنه، وأن أي مس به سيعرّض صاحبه لأقسى العقوبات.

    وعندما استخدمت ممثلة بريطانية عبارة فـُسرت على أنها عنصرية بحق الممثلة الهندية شيلبا شيتي في برنامج تلفزيوني قبل أسابيع، ثارت ثائرة الإعلام البريطاني عن بكرة أبيه لتصحيح هذا الجرم الرهيب، وانتهى الأمر بأن قامت القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني بمنح الممثلة الهندية جائزة البرنامج الكبرى لتصحيح الخلل العنصري وسط ضجة عارمة.

    وقد سنـّت الحكومة البريطانية وغيرها من الدول الأوروبية قوانين صارمة جداً لمكافحة العنصرية والطائفية والتحزب العرقي والديني، بحيث غدا النيل من الأعراق والطوائف والإثنيات والديانات في البلاد جريمة يُعاقب مرتكبها عقاباً أليماً. صحيح أن هناك ألف طريقة وطريقة للتمييز ضد بعض مكونات المجتمعات الغربية في العمل والمسكن والمعاملة وغيرها، لكن الأكيد في الموضوع أن الشحن الطائفي والعرقي والإثني والمناطقي والديني ممنوع منعاً باتاً في الغرب، وأن أي محاولة لشق الصف الوطني أو إضعاف التلاحم الاجتماعي جريمة لا تـُغتفر في الأعراف الغربية.

    لقد حاولت الحركات الانفصالية في أوروبا كثيراً الانفصال، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً في بريطانيا وفرنسا وإسبانيا وغيرها. فبالرغم من لجوء منظمة الجيش الجمهوري الإيرلندي إلى العنف لعدة عقود من أجل فصل إيرلندا الشمالية عن بريطانيا، فإنها لم تنجح، وقد وجدت نفسها مضطرة أخيراً للتفاوض مع التاج البريطاني، والتخلي حتى عن سلاحها. صحيح أن منظمة الباسك الإسبانية ما زالت تحاول الانفصال، لكن الحكومة الإسبانية لن تحقق لها مرادها على ما يبدو. وكذلك الأمر بالنسبة للكورسيكيين في فرنسا. ولا ننسى أن هناك ولايات أمريكية تسعى منذ زمن بعيد للاستقلال عن واشنطن كولاية كالفورنيا، لكن الانفصال مازال حلماً بعيد المنال بالنسبة لها.

    وفي الوقت الذي تحافظ فيه الدول الغربية على نسيجها الوطني واللحمة الداخلية وتحميها من التفكك بضراوة عز نظيرها نجد أن التلاعب بالوحدة الوطنية في العالم العربي أسهل من شرب الماء. فقد قام الغزو الأمريكي والبريطاني للعراق في المقام الأول على سياسة «فرق تسد Divide & Rule» التي حولت العراق إلى ملل ونحل وطوائف ومافيات متصارعة ومتناحرة بعد أن كان العراق يفخر بأنه لم يعرف التمييز بين عرق وآخر أو طائفة وأخرى على مدى أكثر من ثمانين عاماً. وبينما ترفض أمريكا رفضاً قاطعاً السماح لأي إقليم بالانفصال عن المركز، نرى أن واشنطن ولندن لا همَّ لهما سوى تشجيع مكونات الشعب العراقي على الانفصال والتشرذم والاقتتال الطائفي والمذهبي الذي أودى بحياة أكثر من مليون عراقي حتى الآن ونزوح الملايين حتى بتنا نسمع عن كردستان العراق والإقليم الشيعي والمثلث السني وغيرها من التسميات الطائفية والعنصرية البغيضة.

    ولا يقل الأمر خطورة في السودان، فهناك كلام عن تقسيم البلاد إلى أربع دويلات على أسس عرقية ودينية ومناطقية، ولا ندري إلى متى يظل الجنوب منضوياً تحت العلم السوداني وأيضاً دارفور، والحبل على الجرار.

    وفي لبنان، حيث عادت حليمة إلى عادتها القديمة تتباهى بطوائفها المتناحرة. ومن الواضح أن القوى التي لا تريد لبلادنا سوى التمزق والتشرذم عادت لتعزف على الوتر الطائفي في لبنان بالتعاون مع لوردات وباكاوات وتجار وأباطرة الطوائف المحليين، بحيث يقف لبنان على حافة حرب أهلية طائفية ستحرق الأخضر واليابس.

    إن أوطاناً تسكن على هذا الصفيح الساخن الطائفي البغيض وهذا التنوع العرقي الكثير، لابد لها من انتهاج سبيل قويم غير ذلك الطرح العليل من تأجيج النيران وإثارة النعرات، وإيجاد كافة السبل للمِّ شمل الأوطان وتوحيدها وتعزيز لحمتها لا توتيرها وتجييشها الذي سيذهب با القطاع الحساس.


    إن غربان الطائفية الجرباء التي ما فتئت تنعق ليل نهار، والذين استمالوا شرائح الرعاع والغوغاء، والدهماء هذه الأيام، أفلحت في تأجيج مشاعر الفتنة وإيقاظها من سباتها، وإيغال صدور الناس بالحقد والكراهية والمذهبية والبغضاء، وضخها بالسفائف والتخاريف والتجنيات والتلفيقات والترهات البالية الجوفاء، ونزعت هويتهم الوطنية المقدسة ومسختهم وقزّمتهم إلى طوائف ومذاهب وعشائر وملل ونحل ما أنزل الله بها من ملكوت وسلطان، وأدت إلى هذه الحالة المؤسفة والمريرة من التوتر والاحتقان والتنافر وقابلية الانشطار والاستقطاب الحاد، الذي يهدد مصير وبقاء ووجود هذه الأوطان برمتها ، فهم كالبوم والخفافيش وطيور الظلام التي لا يحلو لها العيش إلا في الأنقاض والخرائب والأطلال.

    وكي لا نبرئ الأنظمة العربية الحاكمة من التلاعب بالوحدات الوطنية لابد من التذكير بأن هناك أنظمة كثيرة تلاعبت بالنسيج الوطني لأغراض بغيضة. لكن هذا يجب ألا يجعلنا نغض الطرف عن الحملة الاستعمارية الجديدة التي تستهدف وحدة الأوطان بهدف تفتيتها وبعثرتها على أسس مذهبية وطائفية قذرة، خاصة إذا ما علمنا أن الاستراتيجية الاستعمارية الجديدة تقوم بالدرجة الأولى على إنهاك المجتمعات العربية اقتصادياً واجتماعياً وعقدياً كي تكون جاهزة في اللحظة المناسبة للتفكيك والتشتيت والتفتيت إلى شظايا.

    لقد حاصر الأمريكيون العراق أربعة عشر عاماً، ومنعوا عنه حتى أقلام الرصاص، وجوعوا شعبه، وأنهكوه بشتى الوسائل، مما جعله في النهاية عرضة للانهيار، ومن ثم التشرذم الطائفي والعرقي والمناطقي. وبالتالي يجب أن نفهم جيداً أنه مهما كانت الوحدة الوطنية قوية ومتماسكة في أي بلد فإنها لا تستطيع الصمود إلى ما لا نهاية إذا ما اشتدت عليها الضغوط الداخلية والخارجية والمؤامرات. ولو تعرضت أي دولة غربية للضغوط السياسية والاقتصادية والإعلامية والدعائية كما تعرضت بعض الدول العربية كالعراق لما استطاعت الحفاظ على نسيجها الوطني. وقد لاحظنا كيف أن المسؤولين البريطانيين يخشون على وحدتهم الوطنية من نكتة بسيطة تتناول التركيبة العرقية في البلاد، فما بالك لو أنهم تعرضوا لحملات إعلامية شريرة ومسعورة لا هم لها سوى الشحن الطائفي والعرقي ليل نهار والعزف على الأوتار الاجتماعية الحساسة كما يحدث الآن في عموم المنطقة العربية.

    وفي الوقت الذي نحيي فيه الغربيين على غيرتهم العظيمة على وحدتهم الوطنية، نناشدهم ألا يعبثوا بوحدتنا وأن يتوقفوا عن ألاعيبهم التقسيمية الشيطانية التي دفعت الشعوب ثمنها من استقرارها ودمائها وخبزها وحريتها. كما نناشد مشايخنا ووعاظنا ومثقفينا وإعلاميينا ومعارضينا وسياسيينا أن يتعلموا من الدول الاستعمارية التي تدافع عن وحدة بلادها بالحديد والنار، وهي على حق، فلا قيمة لأوطان تسكنها طوائف وملل ونحل وقبائل وبطون وأفخاذ متناحرة وتنام وتصحو على الصراعات الطائفية والدينية والعرقية القاتلة وتمضي وقتها بالتهديد والوعيد، وتلهي نفسها بثقافة التخوين والتكفير.

    أما آن الأوان لنقتفي أثر تلك الدول، والبلدان التي تمنع التحريض الطائفي والعرقي وتجرمه بكل السبل نظراً باعتباره جريمة عنصرية ونظراً لما لذلك من أهمية على وحدة الأوطان وبقائها، ولجم جواميس، وثيران التكفير الطائفي الهائجة من أوكارها، والتي تنعق صبح مساء، ومن كل حدب وصوب وتزيد الموقف توتراً، وتوثباً، وتحفزاً، واشتعالاً؟ وبذا نتقي شر أولئك الجهلة والموتورين والمعوقين عقلياً وعزلهم والحجر عليهم ومنع خطابهم المريض من الوصول للناس ومحاولة إعادة تأهيلهم إنسانيا واجتماعياً وفكرياً، هذا إن أمكن ذلك.

    المطلوب إذن أن تقوم الحكومات العربية، وعلى وجه السرعة، بسن قوانين قراقوشية مستعجلة للضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه إثارة الفتن الطائفية والمذهبية، على أن يبدأ العقاب بالمحرضين وشيوخ التكفير من كل الطوائف والمذاهب والفرق وإغلاق مواقعهم الالكترونية، ووضع حد لفوضى الفتاوى وتوزيع صكوك الغفران، ومنع الغوغائيين والمضحوك عليهم من الشباب من نشر غثائهم الطائفي والمذهبي المقزز على الشبكة العنكبوتية، فهو أمر في غاية السهولة. كما يجب أن لا تقل عقوبة مثيري النزعات المذهبية والطائفية عن عقوبة تجار المخدرات وكبار اللصوص والمجرمين والقتلة، خاصة وأن الفتنة أشد من القتل في عرفنا العربي والإسلامي. فتغذوا بالطائفيين والمحرضين وتجار التكفير قبل أن يتعشوا فينا وبأوطاننا!


  4. #34

    الصورة الرمزية meza

    رقم العضوية : 2167

    تاريخ التسجيل : 14Sep2007

    المشاركات : 1,425

    النوع : ذكر

    الاقامة : Cairo

    السيارة: 00

    السيارة[2]: Hyundai new accent 2011

    دراجة بخارية: 00

    الحالة : meza غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    hasad">

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة pics مشاهدة المشاركة
    اخوانى الكرام ، محاولة هامة منا جميعا لادراك ما يحاك حولنا:


    8888888888888888888888888

    قبل حوالي ثلاث سنوات فقدت الوزيرة البريطانية آن وينترتون منصبها كمتحدثة باسم رئيس حزب المحافظين لشؤون الزراعة بسبب نكتة سخيفة. فقد تهكمت الوزيرة أثناء تناولها الغداء مع مجموعة من الأصدقاء .................................................. ......................... . فتغذوا بالطائفيين والمحرضين وتجار التكفير قبل أن يتعشوا فينا وبأوطاننا!
    +1000000

    هو ده اللى بتكلم عليه

    مينفعش نسيب كل واحد هو و ضميره أو أخلاقه .... إن ما كانش فى قوانين وعقاب ..... التجاوزات هتزيد ... و كل طرف هيتجرأ على الطرف الآخر ...

    رأيي صواب يحتمل الخطأ ,ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. الإمام الشافعى



 
صفحة 4 من 4 الأولىالأولى 1 2 3 4

المواضيع المتشابهه

  1. اعلان فيلم هندى .....
    بواسطة beautiful0mind في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 12-06-2011, 08:42 PM
  2. فيلم -------------------------------------------------هندى
    بواسطة yascro في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 01-04-2011, 12:31 AM
  3. أكتر فيلم شفتة وعلق معاك!_وبتحب تشوفوا تانى وكإنها اول مرة....
    بواسطة i_Am_Legend في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 82
    آخر مشاركة: 25-12-2010, 10:02 PM
  4. اللى عايز يدخل فيلم كويس يروح فيلم احمد مكى
    بواسطة ahmad--ezzat في المنتدى المنتــــــدى الاجتمــاعى
    مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 26-07-2009, 03:34 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2