| تسجيل عضوية جديدة | استرجاع كلمة المرور ؟
Follow us on Twitter Follow us on Facebook Watch us on YouTube
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5
النتائج 41 إلى 49 من 49

الموضوع: المتنطعون !

  1. #41

    الصورة الرمزية ahmed1981

    رقم العضوية : 778

    تاريخ التسجيل : 24May2007

    المشاركات : 6,693

    النوع : ذكر

    الاقامة : العالم الإسلامي

    السيارة: C

    السيارة[2]: G

    الحالة : ahmed1981 غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    hasad">

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Abu Aly مشاهدة المشاركة
    اما حكاية ان الواحد قاعد ينقد و بس .. من قال لك يا استاذ انى بهذا الشكل؟
    يا أستاذ أبو علي أنا لا أقصدك أو أقصد أي أحد من الزملاء إطلاقاً
    أنا أتكلم كلام عام فقط وجهة نظر عامة أن كلنا علينا مسؤولية إصلاح فساد مجتمعنا

    مهندس أحمد. facebook.com/AHMED1981
    facebook.com/AHMED1981MECHANICAL


  2. #42

    الصورة الرمزية Abu Aly

    رقم العضوية : 2441

    تاريخ التسجيل : 03Oct2007

    المشاركات : 316

    الاقامة : Cairo

    الحالة : Abu Aly غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    دكتور احمد سمير .. قرأت كلمتك بعد ان كنت كتبت رسالتى السابقة .. اريد فقط ان اقول تعقيب بسيط
    على كلام سيادتك و هو توضيح ايضا للاخ ابو عبدالله .. ان الموضوع الذى تم فتحه لم يكن
    اصلا عن الدين بل عن المتنطعون الذين بأقوالهم و فتواهم يبتعدون عن مجرى الدين الصحيح
    و يغالون و يتشددون و يجعلون التحريم اساس الشرع و يهتمون بقضايا حياتية غريبة بينما يتركون
    الجوهرى من الامور و القضايا الحيوية التى يمكن ان تصلح من احوال المسلمين المؤلمة واحوال
    المجتمع و الوطن كله و عجبى !! ..
    للاسف تحول الموضوع الى الدين نفسه او انى اتعرض لاصول الدين و غير ذلك و هو غير صحيح
    و هو ما جعل الموضوع يتشعب و يأخذ مسارات اخرى .. انا لم يكن غرضى اصلا مناقشة مسائل
    فى العقيدة بل اتكلم عن سلوك و افعال و اقوال و فتاوى المتنطعون بالدين و المصطلح نفسه ليس من
    عندى بل كبار رجال الدين و عجبى !! ..

    اويد كلامك ان التعميم مرفوض و لكننا ايضا كثيرا بل و غالبا نعمم فى الحديث عن الغرب و يأخذ
    البعض منا الغرب على انه كيان واحد و هو غير صحيح و ان الغرب يكرهنا و تكتسب نظرية المؤامرة شعبية كبير ..
    اما نظرة الغرب بل و معظم العالم لنا و قولبتنا على اننا ارهابيون مثلا فمع الاسف هذا
    هو الانسان فى كل مكان و اجهزة الاعلام تصنع ال Image لكن لابد ان نعترف بأن تكرار العمليات
    الارهابية التى يقوم بالغالبية العظمى منهم مسلمون ووصلت ذروتها فى 11 سبتمبر اكدت هذه
    الصوره فى ذهن دول العالم .. اذن علينا ان نحاول ان نغير صورتنا المشوهة للعالم و هذا امر
    كان طرحى للموضوع من اسبابة .. صورتنا مشوهة ليس فقط بسبب الاعمال الارهابية و لكن
    لان البعض منا و اخص بالذكر هؤلاء المتنطعون يساهمون فى تكوين هذه الصورة بما يقولونه
    من اقوال و فتاوى تثير السخرية .. فالصحف الاجنبية مثلا كتبت عن فتاوى مثل بول الابل و ارضاع
    الكبير .. انا قلت علينا ان ننقى هذا الثوب و هذا يفيد مصلحة المسلمين الذى يعيش ملايين منهم فى اوربا
    و امريكا و يتأثرون بنظرة الشك نحوهما .. هدفى يعنى فى النهاية كان هدف مشروع و له مبرر .. لكن
    انهال على بعدها الهجوم و اصبح الموضوع هو ابو على و ليس المتنطعون الذين انتقدهم كبار علماء الاسلام و عجبى !
    مع تحياتى


  3. #43

    الصورة الرمزية أبو عبدالله

    رقم العضوية : 97

    تاريخ التسجيل : 23Apr2007

    المشاركات : 11,050

    النوع : ذكر

    الاقامة : ManSOuRa

    السيارة: coRoLLa 06

    السيارة[2]: siRiOn 07

    دراجة بخارية: ان شاء الله

    الحالة : أبو عبدالله غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    حالنا كرب علشان الدين مش بيطبق كويس
    واحنا بتوع مظاهر حتى في الدين

    ولكن ده لا يحق لأى احد انه ينكر على من التزم بسمت الدين انه التزم به
    ولا يحق لأحد ان يكون قاضي على احد في هذا
    فانت لا تعلم ما في قلوب الناس والله اعلم بها

    فربما يكون من الزناه شاربي الخمر ويختم الله له بالجنه لأنك لا تلعم ما في قلبه

    ونحن نعلم من قصص السلف ما يشير الى ذلك

    وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم او كما قال انه يكون بين العبد وبين الجنه خطوة ويختم له بالنار وكذلك يكون بين العبد وبين النار خطوة ويختم له بالجنه

    عن أبي هريرة قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    إذا قال الرجل لأخيه :جزاك الله خيرا ، فقد أبلغ في الثناء


  4. #44

    الصورة الرمزية Ahmed Anwer

    رقم العضوية : 794

    تاريخ التسجيل : 27May2007

    المشاركات : 3,700

    النوع : ذكر

    الاقامة : Cairo

    السيارة: هيونداي فيرنا أوتوماتيك 2007

    السيارة[2]: رينو فلوينس

    دراجة بخارية: No

    الحالة : Ahmed Anwer غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    جزاك الله خيرا يا أخ ابو عبد الله ،،

    ما شاء الله اول مشاركة لك ، في شرح كلمة المتنطعين ،، كانت مفيدة جدا ،،

    و المعني اللي حضرتك تقصده وصل

    بس ملحوظة لسيادتك و للأخ كريم منير ،،

    و تقبلوها مني بصدر رحب ،،

    يعيب بعض الدعاة ،، و نحن نحسبكم علي خير و نحسبكم من الدعاة ،، الشدة و الغلظة في الدعوة ،،

    بمعني لما حد ييجي يقول لحد انتا محتاج تقرأ و محتاج تعرف اكتر عن دينك ،،

    رغم إن الكلام سليم جدا و منطقي ،، و كلنا محتاجين نقرأ و نعرف

    بس الكلام ده هيضايقه و اتهام اي حد بالجهل في اي مجال بيزعل أي إنسان

    الرفق أفضل ، و الترغيب أفضل من الترهيب ،،

    و الله أعلم ،،،


  5. #45

    الصورة الرمزية Karim_Monir

    رقم العضوية : 32

    تاريخ التسجيل : 17Apr2007

    المشاركات : 26,316

    النوع : ذكر

    الاقامة : جسر السويس-القاهرة

    السيارة: BMW E90

    السيارة[2]: Jeep KK 2009

    دراجة بخارية: لا يوجد

    الحالة : Karim_Monir غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    استاذ احمد
    اشكر لك مداخلتك واسلوبك الرقيق
    واحب اوضحلك اني مش من الدعاة ولا حاجة انا مسلم عادي جدا بس زي ما ديني امرني بامر بالمعروف وانهى عن المنكر
    واللي اهم بالنسبة لي الامر بالمعورف لان النهي عن المنكر بيزعل
    وانا ابعد ما اكون عن الغلظة والتشدد بس في نفس الوقت غيور قوي على ديني
    اما عن اني قولت محتاج تقرا شوية انا قولت محتاج تقرا في نقطة معينة مش في الدين كلة
    وده عشان اوضح للي قدامي انه قبل ما يتكلم في نقطة معينة لازم يلم بجوانبها او على الاقل 70 % منها
    ودي نصيحة هادية مش بشدة ولا حاجة ولا اتهام حد بجهل ولا نقص معرفة
    وحاشا لله اني اتهم اي شخص بالجهل فانا اجهلكم على الاطلاق
    شكرا للتواصل والحوار الهادئ البناء
    اخوك كريم

    اللهم انفعنا بما علمتنا واجعله لنا لا علينا


    جروب ورشة نايل موتورز علي الفيس بوك


    صفحة ورشة نايل موتورز على الفيس بوك


  6. #46

    الصورة الرمزية ahmed ismail

    رقم العضوية : 39

    تاريخ التسجيل : 17Apr2007

    المشاركات : 505

    النوع : ذكر

    الاقامة : التجمع الخامس- السويس

    السيارة: lancer 1998

    السيارة[2]: sweeti GEN2

    دراجة بخارية: no

    الحالة : ahmed ismail غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    فقط اقول جملة كنت قراتها سابقا


    (وكل مسألة لاينبنى عليها عمل فالخوض فيها من االتكلف الذى نهينا عنه شرعا)


    وهذا هو سبب ما فيه امة الاسلام من ضياع الآن


  7. #47

    الصورة الرمزية Abu Aly

    رقم العضوية : 2441

    تاريخ التسجيل : 03Oct2007

    المشاركات : 316

    الاقامة : Cairo

    الحالة : Abu Aly غير متواجد حالياً

    Smile -

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sab3aawy مشاهدة المشاركة
    استاذ ابو على
    ربما انا لو كنت عرضت الموضوع كنت هستخدم نهج لغوى مختلف عنك قليلا ، لكن اللى انا عايز اقوله لك : تاكد تماما انك لست الوحيد صاحب هذا الرأى الذى قد يتنافى الى حد كبير مع الإتجاه السائد، فقط انت كنت اشجع من الآخرين باعلانك موقفك السابح عكس التجاه الريح وهى شجاعة احسدك عليها

    شكر و لو متأخر شوية يا استاذ سبعاوى على كلامك ربنا يخليك ....فى بلدنا اى موضوع يتصل بالدين بيقى شائك و حساسية غير مفهومة
    و الواحد كأنه ماشى على الاشواك و لازم يحاسب فى كل كلمة وكل حرف و الا حيلاقى اتهامات قاسية فى انتظاره ..و هو شئ طفولى
    ان الناس مش عاوزة تسمع الا الكلام اللى على هواها رغم ان الواحد ممكن يكون اكثر حرصا على الدين من الذين يهاجمونه لكن .. !
    ربنا يصلح الحال و يهدينا جميعا و نخش KG 2 نضج و حرية !


  8. #48

    الصورة الرمزية مدحت منيب

    رقم العضوية : 2248

    تاريخ التسجيل : 20Sep2007

    المشاركات : 643

    النوع : ذكر

    الاقامة : CAIRO-EGYPT

    السيارة: mercedes

    السيارة[2]: v w

    الحالة : مدحت منيب غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    الوفد، 17 إبريل 2007
    أفكار ذات نتائج: عن الحضارة الإسلامية ومنافسيها
    د. معتز بالله عبد الفتاح
    كلية الاقتصاد، جامعة القاهرة
    www.aladl.net

    هل للأفكار الكبرى نتائج ملموسة على أرض الواقع؟
    الإجابة عند دارسي تاريخ الأفكار دائما بالإيجاب، ولكن الصعوبة الحقيقية تكمن في كيفية رصد الأفكار الكبرى وفي كيفية تفاعلها مع واقع المجتمعات التي خرجت منها لتعالج قضاياها. هذه المقالة محاولة في هذا الاتجاه. فلو أردنا، بتبسيط مخل، أن نرصد مسار الأفكار في تطور المجتمعات المسلمة في علاقتها بالمجتمعات الأوروبية والأمريكية لنعرف لماذا حدث صعود وهبوط في مكانة المسلمين وتمكنهم من أدوات عصرهم مقارنة بغيرهم، فإنني يمكن أن أشير إلى ثلاث أفكار كبرى عرفها المسملون الأوائل فجعلتهم يتفوقون على غيرهم، ثم طور الأوروبيون والأمريكيون أفكارا مناظرة لها ومتطورة عليها فدفعتهم إلى الأمام دفعا. وهذه الأفكار الثلاث الكبرى هي الشورى في مقابل الديمقراطية، والتسامح الديني في مقابل الليبرالية، وقواعد العدالة غير المدونة في مواجهة العدالة القانونية المنضبطة. أحسب أن هذه الأفكار الثلاثة وتطبيقاتها كانت سببا مباشرا في ازدهار الحضارة الإسلامية لمدة سبعة قرون سمان ثم تراجعها اللاحق في قرون سبعة عجاف. وفيما يلي شيء من التفصيل.

    أولا الشورى والتي يستعين فيها المستشير بآراء الآخرين على ضعف رأيه وقصور فهمه. وقد جعلها الإسلام جزءا من أوامره ومن صفات المؤمنين الذين يقيمون الصلاة وأمرهم شورى بينهم ويأتون الزكاة. بيد أن هذه الشورى ظلت مبدأ كريما وفرضا على كل ذي مسؤولية حتى وإن كانت أقرب إلى تسجيل الموقف. ومن أسف، فقد جعلها الفقهاء واجبة، حتى وإن لم تكن ملزمة. وهذا المعنى يحتاج إلى إيضاح، فجمهور الفقهاء ذهبوا إلى وجوب أن يستشير الحاكم أهل الرأي والعلم، إلا أن قرار أهل الشورى ليس ملزما بمعنى أنه من حق ولي الأمر أن يأخذ برأي من أشاروا عليه أو أن يتجاهله، فالقرار معلم (بضم الميم) وليس ملزما. ويستدلون بالعديد من الحوادث على رأسها أن سيدنا أبا بكر شاور أصحاب الرسول (ص) في أهل الردة، وخالفهم ومضى للحرب، وقرار سيدنا عمر بتطبيق آيات سورة الحشر على ما فتح الله على المسلمين من أراضي العراق وألا يلتزم بقاعدة تسليم خمس الأنفال والأراضي المفتوحة لبيت المال على نحو ما فصلت كتب الفقه. ويخرج بعض فقهائنا المعاصرين باجتهادات جديدة تجعل الشورى واجبة وملزمة في نفس الوقت. ولجدة المسألة على حياتنا الفقهية يحاول الكثير من الفقهاء المجددين أن يبحثوا في كتب الأقدمين على نصوص تعينهم على إثبات الزاميتها. والطريف أن عالما جليلا بحجم الشيخ القرضاوي، بما هو معروف عنه من الإسهاب في سرد الأدلة من المذاهب الفقهية المختلفة، حينما عاد إلى الماضي بحثا عما يدلل به على إلزامية الشورى عاد إلى فقيه حنفي مشهور يعود إلى القرن التاسع عشر وهو ابن عابدين وكأن تراثنا الفكري والفقهي والفلسفي قبل القرن التاسع عشر وقف من الشورى موقف القبول بالوجوب دون التشريع بالإلزام.

    وكان هذا الوجوب، دون الإلزام، كافيا لأن يكون المسلمون أفضل حالا من معاصريهم من أبناء القرون الوسطى في الغرب الذين كانوا في حكم جاهلية ما قبل الإسلام بلا شورى أو أي قواعد مستقرة في اتخاذ القرار. لكن دوام الحال كان من المحال في الغرب، فبدءا من ميكافيللي (القرن السادس عشر) في كتابه الشهير "المحاورات"، وهو بالمناسبة أعظم مئات المرات من كتابه "الأمير" المشهور بيننا، التفت الغرب لأهمية وجود مستشارين بل ومشرعين في مجالات الحياة العامة المختلفة على نحو ما كان مجلس الشيوخ في عهد الإمبراطورية الرومانية. وتباعا تفوق الغرب على المسلمين بأن ابتدعوا منظومة الديمقراطية النيابية والتي تفوقت ولا شك على الشورى "المعلمة" بأن قامت على آليات مستقرة لتعدد مراكز صنع القرار من خلال انتخابات حرة نزيهة ودورية ومراقبة لصيقة على صانع القرار السياسي. وهو ما جعل الغرب يقفز قفزات هائلة في وضع قيود على استبداد المستبد وتسلط المتسلط. ففي الوقت الذي كان يقطع البرلمانيون الإنجليز رقبة تشارلز الأول المتغطرس في القرن السابع عشر، كان الولاة العثمانيون يقطعون رقبة من يرفع صوته بالمعارضة. وفي الوقت الذي كانت البرلمانات الغربية تحصل على حقوق أكثر، كان أعظم ما يستطيعه أصحاب الحرف وعلماء الدين وغيرهم أن يستعطفوا الخليفة وولاته. وهكذا غلبت الديمقراطية تامة الصنع بمؤسساتها وإجراءاتها الشورى التي لم يطورها الفقه والفكر المسلم إلى أن تصبح قواعد مستقرة ومؤسسات دائمة.

    بيد أن الأمريكان انتقلوا بالديمقراطية نقلة أخرى، فبدلا من كونها صراعات تخضع لموازين القوى بين الفاعلين السياسيين المختلفين وأخذ ورد بين الملكيات المستبدة والبرلمانات المكافحة فقد وضعوها في بنائها الدستوري الجمهوري المحكم فأصبح استقرار الديمقراطية مرتبطا بإطار دستوري يحميها ومؤسسات تقوم بإدارة وتخصيص موارد المجتمع. وعليه فقد انتقلت البشرية خطوة أبعد من الشورى المعلمة إلى الديمقراطية الدستورية المكتوبة والمحمية بتوازن دقيق بين السلطات الثلاث، وبدأت أوروبا تتعلم من الولايات المتحدة الأمريكية الديمقراطية المستقرة بدءا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، في الوقت الذي ظلت الشورى المعلمة مع طاعة ولي الأمر عنواني الحياة السياسية في المجتمعات المسلمة.

    ولأن الشورى غير ملزمة فليس من المهم أن يطور المسلمون نظرية في المعارضة، لأن رأي المعارضة، إن وجد، ليس ملزما. بل إن المعارضة في الأصل فتنة لا يمكن أن تقابل إلا بالقمع. ولم يطور الفقهاء والمفكرون المسلمون نظرية في التمثيل السياسي (كالانتخابات والأحزاب) لأن تمثيل المسلمين لن يغير من عدم إلزامية الشورى في شيء، وهكذا ظل الفكر السياسي، أغلبه، يدور إجمالا حول الشروط الواجب توافرها في الخليفة ومدى شرعية الخروج عليه إن انتفت بعض هذه الشروط.

    ولنأخذ فكرة كبرى أخرى أسهمت كثيرا في تفوق المسلمين لمدة سبعة قرون على غيرهم ثم أدى عدم تطورها أو تطويرها لأن تكون السبب في تراجعهم وتقدم غيرهم عليهم. وهذه الفكرة هي فكرة التسامح الديني والتي عبر عنها مصطلح "أهل الذمة" والذي سمح بخلق مساحة من التعايش والتسامح بين المسلمين وغيرهم.

    فغير المسلم في المجتمع المسلم يحيا حياة يجمع فيها بين عدد من الحقوق التي ما كان لأي مخالف في الدين أن يتمتع بها في ذلك الوقت. فقبل الإسلام، ما عرفت البشرية قط، فكرة أن يحيا امرؤ جهارا على دين يخالف دين من يحكمه. فالدين كان جزءا من الولاء للنظام السياسي. أما الإسلام فقد جاء للبشرية بحرية الدين (ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) وكذا في أكثر من مائة آية من آي القرءان العظيم. وهو ما عبر عنه علي رضي الله عنه حينما وصى الأشتر حاكمه المشهور على مصر بقوله: "ولا تكونن سبعا ضاريا، فهم إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق". وهكذا ضمن هذا التسامح أن تتسع دائرة الـ"نحن" التي تشمل المسلمين وغير المسلمين في إطار الحضارة الإسلامية في مواجهة دائرة الـ"هم" من أتباع الحضارات الأخرى. ومع ذلك ظل غير المسلمين، في كثير من العهود الإسلامية، يعلمون أنهم ليسوا على قدم المساواة القانونية مع نظرائهم من المسلمين فهم في النهاية أهل الذمة وليسوا مواطنين كاملي المواطنة بالذات فيما يتعلق بحقوقهم السياسية حتى وإن عاشوا أحيانا عصورا ذهبية يذكرونها بكل الخير.

    وقد تفوق الأوروبيون والأمريكيون على المسلمين في سؤال التسامح تدريجيا بدءا من منتصف القرن السابع عشر. فإذا كانت هناك مساواة عامة عند المسلمين إلا فيما يتعلق بالحقوق السياسية، فقد وصل الغربيون إلى ما هو أكثر تسامحا من ذلك بأن تبنوا الليبرالية التي لا تهتم بأن تسأل الإنسان عن دينه من الأصل إمعانا في المساواة القانونية والتسامح السياسي. ورغما عن أن الغرب يحتاج إلى سنوات كي يتراجع عما أحدثه شرخ 11 ستبمبر في المجتمعات الغربية، إلا ان جذور التسامح الديني في المجتمعات الغربية لم تزل في عنفوانها، وهو ما يقول به الكثير من المسلمين رغما عما تعرضوا له من مضايقات. ومن هنا فإن عددا من الفقهاء والمفكرين المسلمين المعاصرين يحاولون أن يمدوا خط التطور الفكري على استقامته رافعين شعار: "مواطنين لا ذميين".

    وقد تفوق الأمريكيون على الأوروبيين مرة أخرى فيما يتعلق بمساحة التسامح الديني والسياسي. فقد نص التعديل الأول للدستور الأمريكي فضلا عن عشرات الأحكام القضائية سواء من المحكمة الدستورية أو غيرها من المحاكم الفيدرالية على مبدأين هامين أصبحا بمرور الوقت الأساس الذي تقوم عليه الليبرالية: فأولا لا تتدخل الدولة لتدعم دينا على حساب دين آخر، وثانيا لا تمنع الدولة أيا من مواطنيها ممارسة شعائر دينهم فرادى أو جماعات. وهكذا اتسعت دائرة الـ"نحن" لتشمل مبدعين مسحيين، ويهودا، ومسلمين، ولا دينين، على قدم المساواة في مجتمع واحد. وهذه ليست دعوة لتبني النمط الأمريكي ولكنها ملاحظة تستحق التأمل بأنك لن تكون أكثر تقدما وأنت أقل تسامحا.

    وثالثا، تأتي فكرة العدالة بمعنييها القانوني والاجتماعي. فقد تفوق الإسلام على كافة الأديان والنظم السابقة عليه بأن جعل شريعته الشريفة فوق الجميع حاكمين ومحكومين كما أعطى لسلطة القضاء الكثير من المكانة والهيبة اللتين جعلتا منها أداة هامة لإقرار الحقوق والواجبات في المجتمع. وهو ما جعل القاضي سيف الشرع المسلط على الجميع، بيد أن مدى قدرة القاضي على أن يقوم بوظيفته تلك كانت محفوفة بعدة مخاطر. فأولا وجود مذاهب فقهية متعددة جعل الجريمة الواحدة يمكن أن يكون لها عدة عقوبات وفقا للمذهب الفقهي، وثانيا غياب القانون المكتوب جعل بعض الخلفاء والولاة الذين في قلوبهم مرض يطمعون في أن يلووا أعناق الأقوال والاجتهادات الفقهية كي تخدم مصالحهم، فيضيق النص ويتسع مع موازين القوى في المجتمع. وهناك ثالثا فكرة القاضي الفرد الذي يقضي بلا مشورة أو استئناف أو نقض. فهو قاض واحد يسمع من المدعي والمدعى عليه، فيقضي بينهما ولا مجال للنقض أو الاستئناف.

    وكان هذا النظام، رغما عما يبدو فيه من عيوب، أفضل كثيرا من محاكم القرون الوسطى في أوروبا حيث نظير كل هذه العيوب ومعها ما هو أكثر من ذلك من سيطرة باباوات الكنيسة وأمراء الإقطاع على المحاكم.

    ولكن عصر النهضة شهد تطورا ضخما في مفهوم القضاء بأن انفصل ابتداء عن القضاء الكهنوتي وأصبح مكتوبا في نصوص يقوم بتشريعها ممثلو الشعب بل وأصبحت المحكمة، في القضايا الهامة، تتكون من ثلاثة قضاة على الأقل حتى يتشاوروا ويذكر بعضهم بعضا. بل وأصبح حتما لكل متقاض أن يكون له محام لأن بعض الناس ألحن من بعض، كما يقول رسولنا الكريم (ص)، فضلا عن أن التفاوت الطبقي يمكن بعضهم من أن يوكل محاميا والبعض الأخر يظلون على جهلم بالقانون. وهو ما جعل رفاعة الطهطاوي يقول إن النظام القضائي الفرنسي أكثر عدلا، وبالتالي أكثر التزاما بروح الإسلام، من نظام المحاكم الشرعية، حيث القاضي المنفرد والمذاهب الفقهية المتعددة، الذي كان سائدا في المجتمعات الإسلامية. بل إن الآباء المؤسسين للولايات المتحدة ذهبوا إلى ما هو أكثر من ذلك، فقد جعلوا لكل ولاية قانونها المكتوب والذي يتناسب، من وجهة نظرهم، مع ظروف كل مجتمع ومدى تطوره الفكري والاجتماعي والسياسي.

    والأمر لم يكن بعيدا عن العدالة الاجتماعية أيضا، فالإسلام أعطى للفقراء حقوقهم بغض النظر عن دياناتهم طالما أنهم يعيشون متكافلين. وقد أخذ الغرب فترات طويلة من الصراع الطبقي والكساد الرأسمالي حتى يدرك أهمية أن تتخلى الدولة عن سلبيتها تجاه معاناة الفئات الأفقر والأضعف. وهو جوهر ما نسميه دولة الرفاه التي تبنتها العديد من الدول الغربية وعلى رأسها الدول الاسكندنافية وكندا وفرنسا وبقية دول الغرب على تفاوت واضح في مدى التزامها بمباديء التكافل الاجتماعي.

    ما الهدف من كل ما سبق؟

    أنا لا أدعو لتعطيل أي نص مقدس، بل على العكس أنا أعتقد أننا شديدو الحاجة للعودة إلى أصول النصوص الدينية كي نفهم الحكمة من ورائها وأن نتعرف على نتائج ما نستنتجه منه. فالنص الواحد، الذي هو حمال أوجه، قد يفهم على نحو يؤدي إلى الازدهار والتقدم، أو يفهم على نحو يؤدي إلى الاندحار والتخلف. والقرار لنا إما أن نحلق في السماء أو أن نعيش أبد الدهر بين الحفر.
    رد مع اقتباس
    Ahmad Foaad
    مشاهدة ملفه الشخصي
    إرسال رسالة خاصة إلى Ahmad Foaad
    البحث عن جميع مشاركات Ahmad Foaad
    أضف Ahmad Foaad إلى قائمة الأصدقاء
    #2
    قديم 09-12-2007, 08:16 AM
    مدحت غير متواجد حالياً
    نسيجي نشط
    تاريخ التسجيل: Oct 2007
    المشاركات: 296

    الاخ احمد سلام الله عليك، اشكر لك هذه الهديه الثمينه التى احضرتها لنا هنا و حسن انتقاؤك
    و اسجل اعجابى الكبير بالباحث المستنير بنور الدين السليم فى نظره الثاقب و العادل لخريطة التطور الثقافى للبشريه ككل
    و هى معضله فكريه تهت فيها طويلا بين غابات الاديان و الايديولوجيات و المصالح و ما تحويه من
    وحوش التعصب الاعمى و الكسل العقلى و تراب الارث الثقافى المهمل .
    اشكر لك عثورك على هذه الماسه المسماه المعتز بالله و سكب بريقها علينا
    سوف اخرج ورقة و قلما و اعاود قرائتها ..
    احمد انا سعيد بك و تسلم اناملك
    ارجوك كلما عثرت على مثل هذه الكنوز الثقافيه شاركنا ثرائها
    خالص دعواتى لك بالسعاده
    __________________
    توقيع مدحت
    **
    رد مع اقتباس
    مدحت
    مشاهدة ملفه الشخصي
    إرسال رسالة خاصة إلى مدحت
    البحث عن جميع مشاركات مدحت
    أضف مدحت إلى قائمة الأصدقاء
    #3
    قديم 10-12-2007, 11:45 AM
    Ahmad Foaad غير متواجد حالياً
    نسيجي جديد
    تاريخ التسجيل: Dec 2007
    المشاركات: 12

    شكرا لك :)
    الأخ مدحت أشكر لك تعليقك الرائع على المقال وأشاركك الرأي تماما وأرجو منك أيضا قراءة باقي المقالات وسوف أداوم على المشاركة بالمزيد إن شاء الله.
    رد مع اقتباس
    Ahmad Foaad
    مشاهدة ملفه الشخصي
    إرسال رسالة خاصة إلى Ahmad Foaad
    البحث عن جميع مشاركات Ahmad Foaad
    أضف Ahmad Foaad إلى قائمة الأصدقاء
    #4
    قديم 25-12-2007, 11:30 AM
    سماعيل الحارة غير متواجد حالياً
    نسيجي متابع
    تاريخ التسجيل: Nov 2007
    المشاركات: 43

    تحية وشكر على المقال الذي كشفت به الغطاء عن بعض العوائق الحضارية في طريق المسلمين,فالسابقون من العلماء الفقهاء اجتهدوا في حدود قدراتهم وظروفهم المحيطة بهم,نحن في زمان آخر وظروف أخرى فلا بدمن اجتهاد يناسب عصرنا دون تعطيل للنص المقدس,بل قراءته بواقعنا العلمي الإجتماعي الحضاري.
    قرات فكرة الفعالية والصدق لدى المفكر الجزائري مالك بن نبي ,الإسلام يحمل أفكارا صادقة فعاليتها غائبة في الحاضر,والغرب حمل أفكار نسبية الصدق فعاليتها بارزة,القضية في العنصر البشري المعتمد على الله وعلى نفسه ماضيا وعنصر بشري يعتمد على غيره حاضراتراثا أوغربا.
    رد مع اقتباس


  9. #49

    الصورة الرمزية Meedo

    رقم العضوية : 2561

    تاريخ التسجيل : 11Oct2007

    المشاركات : 153

    النوع : ذكر

    الاقامة : Cairo

    السيارة: Nissan Sunny 2011

    السيارة[2]: Idea 1-2008

    الحالة : Meedo غير متواجد حالياً

    افتراضي -

    hasad">

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.أحمد سمير مشاهدة المشاركة
    يهالني دائماً أن نتحدث مع بعضنا البعض ونحن أمة واحدة بنفس التكتيكات التي يتعامل الغرب على أساسها معنا ، ونحن دوماً في غضب وحسرة لهذا الفهم الخاطئ للآخر عنا .
    فلا زلنا للأسف نحكم على الشيء بفعل المنتمين إليه دون أن ننظر إلى الجوهر أو نقيمه تقييماً عقلانياً وإيمانياً .
    فنحن نرى في كل شخص يدعو الناس إلى ما يقربهم من الله شخصاً متطرفاً .. وأنا أحترم أي شخص يتشدد فيما أسميتموه القشور إذا كان ملتزماً فيما أسميتموه الأصول . فهذا يدل على أنه شخص ملتزم ، أما المتنطع الذي يأتي المعصية بل وأحياناً الكبائر ويحدثك في صغائر الأمور فلا أقبل منه كلام لأنه يكون بدافع غير سليم .
    هذه هي القاعدة حيث الدين المعاملة .. ولكن ما نلبث أن نرى واحداً من هؤلاء المتنطعين إلا ونعتبره مثلاً وقدوة في الاستهانة بكل من هم في ظاهرهم على شاكلته ، فنوقل أنا لا أصدق الملتحين فكلهم كذابون ، واحد سني قال كذا قلت له عندك انت هتقللي قال الله وقال الرسول ... وكل هذه الترهات الفارغة والكلام السافل الذي يصم طائفة بأكملها دون تحقق أو تروي أو رؤية موضوعية .
    لذا فإن التنميط والقولبة هي الداء الذي تجرعنا مرارته حين اعتبر الآخر سلوك قلة منا دليلاً على فساد معتقدنا وديننا ، فنراهم يصمون الإسلام بالإرهاب والتخلف والبربرية وانتهاك حقوق الإنسان والمرأة ، ويجعلون بن لادن والظواهري قادة لي ولك ولكل مسلم لذا فإنه يتوجب علينا أن نقيم الناس دون تعميم ولا تنميط ولا مبالغة ولا قولبة ، وأن نحتسب باطن من اختلفنا مع ظاهره على الله تعالى ، فدين الله أسمى وأعلى من سلوكيات المسلمين الصالح منهم والطالح سواء بسواء .
    تقبلوا خالص مودتي وتقديري
    للمره الثانيه يبهرنى هذا الرجل بارائه المتزنه وتحليلاته العميقه وبعده عن السطحيه والضحاله الفكريه. أخى أحمد زادك الله علما وفهما.



 
صفحة 5 من 5 الأولىالأولى 1 2 3 4 5

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  

Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2