فاكــــر البطــــة ؟؟!! (وائل عطية)
فاكر البطة
كان هناك ولد صغير يدعى ميدو يزور مزرعة جده .. وهناك أعطوه نبله ليلعب بها وسمحوا له ان يقوم بالنيشان على بعض الأخشاب الموجودة هناك .. كان الولد يتدرب باجتهاد ولكنه لم يكن يُصب هدفه .. بعد العديد من المحاولات الفاشلة قرر التوقف وبينما كان يسير في الطريق إلى المنزل ليتناول عشاءه رأى إمامه بطة جدته وبدون اي لحظة تفكير جعلها هدفا لنيشانه .. ومن المرة الأولى أصاب بدقه رأسها فوقعت ميتة .. أصابت الطفل صدمه وبذعر قام بإخفاء البطة الميتة في كومه من الأخشاب ..
لكن كانت هناك أخته سالي تراقب بصمت
بعد تناولهم الغذاء في اليوم التالي قالت جدته لسالي : هيا لنغسل الصحون سويا
ولكن سالي أجابت : جدتي .. ميدو أخبرني أنه يريد ان يُساعد في المطبخ بدلا مني
ثم اقتربت من ميدو .. وهمست في إذنه : فاكر البطة ؟!!
ولهذا قام ميدو لغسل الأطباق لجدته
وفي نفس اليوم طلب الجد من الأولاد ان يستعدوا للذهاب لصيد الأسماك معا
ولكن الجدة قالت : من فضلك اترك لي سالي لأني بحاجه إليها لتعد معي العشاء
ابتسمت سالي وقالت : حسناً لا توجد مشكله .. فان ميدو قال لي انه يريد ان يساعدك بدلاً مني
وذهبت لميدو وهمست ثانيه في إذنه : فاكر البطة ؟!!
وهكذا ذهبت سالي لصيد السمك وظل ميدو في المنزل لمساعدة جدته
وفي اليوم التالي قال الجد للأولاد ..سوف نذهب إلى الملاهي فلتستعدوا..وأيضاً طلبت الجدة أن تبقى معها سالي لمساعدتها..ولكنها توجهت إلى أخيها ميدو قائلة : طبعاً تعرف ماعليك عمله!! فاكر البطة؟؟!!
وبعد عدة أيام قام فيها ميدو بكل الأعمال المفروضة عليه وعلى أخته أيضاً
لم يعد يحتمل المزيد .. ذهب إلى جدته واعترف أنه قتل البطة
نزلت الجدة على ركبتها واحتضنته طويلا وقالت :
صغيري الحبيب .. أنا اعرف كل شيء .. فقد رأيت كل شيء من النافذة
ولكن لأني احبك كثيراً .. فقد سامحتك على الفور .. ولكنني كنت أتسأل!!
إلى متى تترك سالي تستعبدك دون ان تأتي وتعترف لي بكل شيء؟؟ !!
فكر دائما مهما كان ماضيك مهما كان ما فعلته .. واياً كانت الثمار الفاسدة التي يلقيها إبليس في وجهك من كذب وشك وخوف وكراهية وغضب وعدم تسامح ومرارة .. الخ مهما كان ما تواجه .. عليك ان تعرف أن الله كان واقفا في النافذة بل وأقرب من هذا بكثير جداً .. ورأى كل شيء !!
رأى كل حياتك .. وهو يريدك اأن تعلم انه يحبك وأنه قد سامحك بالفعل .. ولكنه يتساءل:
إلى متى؟!!!! ستترك إبليس يستعبدك؟؟ !!
ـــــــــــــــ
بتصرف