السباق العجيب لأهل المنتدى - زود السرعة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على حبيب الله
أعزتي أهل منتدى نايل موتورز
اعلموا يا رفاق المنتدى الكرام، يعني اللي هم في الفهم والعلم تمام، إني استيقظت صباحاً واليوم أجازة عندي، فقلت أتفسح شوية، فركبت سيارتي (الإتش بي) ذات الموتور (بينتيام فور) ووصلتها باستخدام الـ(دي إس إل) مسافراً بها في طريق الإنترنت السريع بسرعة تصفح 128 كيلو.
ولما مسكت الطريق وأردت أن أركن فيه إلى بعض المنتديات وأتحدث أوقفني أمين شرطة المرور، بوجه مسرور، منبهاً علي أن أعطي الطريق حقها، قلت له: وهل للطريق حق؟ هذا كلام غريب وعجيب.. فما حق الطريق؟ قال: ما جاء عن خير الآنام ومصباح الظلام سيدنا محمد في الحديث الذي رواه البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(("إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ عَلَى الطُّرُقَاتِ" فَقَالُوا: مَا لَنَا بُدٌّ إِنَّمَا هِيَ مَجَالِسُنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا قَالَ: "فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلَّا الْمَجَالِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهَا" قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ قَالَ: "غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الْأَذَى وَرَدُّ السَّلَامِ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ" )). قلت سمعاً وطاعة يا وجيه، وشكراً على التنبيه.
وفي الطريق مررت على تقاطع شارع (الدنيا) مع شارع (الغفلة)، فأحسست بوجع في قلبي، فانتبهت منه على إشارة خضراء عليها الحديث النبوي الصحيح عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"، فعرفت أن الوجع اللي في قلبي كان من مروري على غافلين، وأنه لا بد من تدارك ذلك بأقراص الحياة للقلب ألا وهي الذِكر، فاستغفرت وصليت على بدر التمام وخير الأنام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
واستأنفت طريقي وأثناء مروري استوقفني منتداكم الموقر، فقلت أهدي وأنزل على مصر وأنا معدي، وأمسي ع الجماعة دول، وأمر على طول، فرأيت علامة من علامات الطريق ألا وهي هذا الحديث القدسي المتفق عليه وهو ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة، رضي الله عنه، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: يقول الله تعالى: "أنا عند ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأٍ، ذكرته في ملأٍ خيرٍ منهم" متفقٌ عليه، فقلت أذكر الله في ملأ هذا المنتدى الكرام حتى يذكرني الله في ملأ خير منهم مصداقاً للحديث القدسي المؤيد بقوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ) [سورة البقرة آية152].
فقلت:
استغفر الله العظيم وأتوب إليه
وأسأله التوبة والمغفرة إنه هو التواب الرحيم.
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
ثم قلت ما في الحديث الصحيح الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ عَلِّمْنِي كَلَامًا أَقُولُهُ قَالَ قُلْ:
"لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ.
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا.
سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.
لا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ"
قَالَ (الأعرابي): فَهَؤُلاءِ لِرَبِّي فَمَا لِي قَالَ (صلى الله عليه وسلم) قُلْ:
"اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي"
ثم استأنفت طريقي فاسترعتني يافطة على الطريق (تشير إلى طريق المغفرة) تلاها إعلان حثني على زيادة السرعة وذلك بكثرة الإنفاق وحسن الأخلاق واستغفار الملك الخلاق حيث جاء به الآيات من قوله تعالى:
((وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) ))[آل عمران/133-136]
ثم وصلت إلى منطقة خاصة بسباق السيارات وأهل منتداكم الكرام أولى الناس بأن يسارعوا إلى هذا السباق وإعلان السباق يبدأ بلفظة (سابقوا) وبقية الإعلان قوله تعالى:
((سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)) [سورة الحديد آية 21].
فأدليت بدلوي في السباق وكلما مررت على أحد المتسابقين ورآني قد سبقته أو كدت، أخذته الهمة إلى الفوز بالقمة، وزود الأكسلريشن وسرع سيره مستدلاً بإرشادات السرعة السابق ذكرها في آيات (وَسَارِعُوا...) أعلاه.
ثم ركبت سيارتي ورحلت عائداً للبيت فشدني الحديث الذي في صحيح مسلم - عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "مَثَلُ الْبَيْتِ الَّذِي يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لا يُذْكَرُ اللَّهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ" فذكرت الله في بيتي وعلمت أن الذكر لا بد أن يصاحبني في سفري وحضري في حلي وترحالي وأن يكون رفيقي في الطريق، وكيف لا والله تعالى يقول في محكم آياته:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) [الأحزاب/41-43]
ويقول عز وجل:
إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآَيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (191) رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ (192) رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آَمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآَمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآَتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) [آل عمران/190-194]
وهذا أوان الختام فلكم مني التحية والسلام والصلاة والسلام على خير الأنام والحمد لله رب العالمين.