رحيل المؤرخ الكبير:دكتور/ يونان لبيب رزق
رحل عن عالمنا بالأمس الدكتور يونان لبيب رزق احد ابرز مؤرخى التاريخ الحديث والمعاصر فى مصر
الدكتور يونان لبيب رزق عمل أستاذ متفرغ دكتور للتاريخ الحديث كلية البنات بجامعة عين شمس كما عمل أيضاً كرئيس مركز الأهرام للدراسات التاريخية , وكان عضو المجلس الأعلى للثقافة والمجلس الأعلى للصحافة ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية وهو متخصص فى التاريخ المصرى المعاصر والتاريخ العربى ومما يذكر أن مؤلفاته كانت غزيرة فقد نشر أكثر من أربعين كتاب عن تاريخ مصر وموضوعات أخرى .
وقد حصل د/ يونان على درجة الماجستير - جامعة عين شمس 1963 م ثم شهادة الدكتوراة - جامعة عين شمس 1967 م - وحصل د/ يونان لبيب على شهادة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية لعام 1995م
ومن كتبه المشهورة : الأهرام - ديوان الحياة المعاصرة - تاريخ الأحزاب المصرية -
راية عن التاريخ وكتابته جاء فى شفاف الشرق الأوسط بتاريخ 25/5/2004 م :
سؤال : ثار خلاف بين المؤرخين في تحديد تاريخ مصر سواء الحديث أو المعاصر؟ فمتى بدأ تاريخ مصر الحديث وتاريخ مصر المعاصر؟.
أجاب د/ يونان قائلاً : إن عملية تحقيب التاريخ المصري موضع اختلاف بين المؤرخين المصريين. فبينما يرى البعض أن تاريخ مصر الحديث يبدأ بالحملة العثمانية أو الفتح العثماني لمصر عام 1517، يرى البعض الأخر أن هذا التاريخ يبدأ بقدوم الحملة الفرنسية على مصر عام 1798. وطبعا لكل طرف من الطرفين حجته. فأولئك الذين يقولون بقدوم الفرنسيين يرون أن الفترة العثمانية كانت أقرب في كل معطياتها إلى العصور الوسطى، وبالتالي فلا ينطبق عليها التوصيف بأنها تاريخ حديث.
بينما الذين يرون أن الفتح العثمانى كان بداية لتاريخ مصر الحديث فهم يربطون ذلك بأوربا؛ لأنه في نفس التوقيت تقريبا، أي أوائل القرن السادس عشر، بدأت أوربا نهضتها الحديثة ودخلت العصور الحديثة. وكما أقول، فكلا الطرفين له حجته. وطبعا القول بأن التاريخ الحديث يبدأ بعصر محمد علي عام 1805 قول رصين ولكن لا يمكن الفصل بين الحملة الفرنسية وعصر محمد علي؛ لأن الفرق بينهما سبع سنوات. وإذا كان هناك ثمة خلاف، فأن الآخرين الذين يرون بأن تاريخ مصر الحديث يبدأ بتولية محمد علي عرش مصر وبناء مصر الحديثة عام 1805 لهم حجة وجيهة وهي انه " لا ينبغي أن نبدأ تاريخنا الحديث بحدث أجنبي وبقدوم حملة أجنبية على البلاد". أما القول بأن نشأة الأحزاب السياسية عام 1907 بداية لتاريخ مصر المعاصرة، أو ثورة 1919، فهو ليس صحيحا؛ لأن تاريخ مصر المعاصر له قضية مختلفة عن قضية تاريخ مصر الحديث.
لأن التاريخ المعاصر"الكونتمبرري" هو شيء مختلف عن الحديث"المودرن". والتاريخ المعاصر هو تاريخ المفترض أن يكون قد عايشته أجيال لا تزال قائمة على قيد الحياة. ونحن عندما كنا في مستهل دراستنا الجامعية في أوائل الخمسينيات كنا نعتقد أن ثورة 1919 بداية لتاريخ مصر المعاصر؛ لأن هناك من عايشوا هذا الحدث وعاصروه. وأظن أنه بعد مرور حوالي نصف قرن فإن سنة 1919 لم تعد نقطة بداية ملائمة لبداية تاريخ مصر المعاصر.
وأريد أن أقول إنه ليس هناك كلام نهائي كما قلت لك فهناك اختلافات حول هذا الموضوع.
*وهناك من يصنف التاريخ على أساس ديني!
**أنا لست من أنصار تقديم توصيفات دينية للتاريخ المصري، ممكن أقول الحقبة الفرعونية ولكن أن اسمي فترة بعينها بالحقبة القبطية وفترة أخرى بالحقبة الإسلامية فكأننا نحدث عملية صراع بين الحقب التاريخية المختلفة. وهو صراع لا محل له لأن التاريخ المصري كما قال الدكتور ميلاد حنا في كتابه "الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" عبارة عن رقائق متراكمة فوق بعضها البعض ولا يمكن الفصل بين الفترة التي تلت الفترة الفرعونية وبين تلك التي تلت العربية أو الفترة الحديثة، فكلها نتاج حركة تاريخية واحدة. لهذا فأنا لست من أنصار تصنيف التاريخ تصنيفا دينيا. حتى في أوربا، لم يصنفوا التاريخ على أساس ديني. فقد صنفوا التاريخ إلى الفترة القديمة والفترة الوسطى والفترة الحديثة. ورغم أنه في الفترة الوسطى كانت الكنيسة الكاثوليكية تتحكم أشد التحكم في مسار الأوربيين وكان يمكن أن يسموا هذه الفترة بالعصر المسيحي، ولكن سموا هذه الفترة بالفترة الوسطى؛ لأن الدين عنصر من عناصر صناعة التاريخ وليس التاريخ كله.
من اعمال الدكتور يونان لبيب
الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطانى - 1970.
حرية الصحافة في مصر من عام 1778 وحتى عام 1924 - 1973.
الأحزاب المصرية قبل الثورة - عام 1977.
مصر والحرب العالمية الثانية - عام 1977.
الوفد والكتاب الأسود - عام 1978.
الأصول التاريخية ومسألة طابا (دراسة وثائقية) - عام1983.
طابا قضية العمر - عام 1989.
قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج - عام 1991.
مذكرات فخرى عبد النور - عام 1992.
مذكرات عبد الرحمن فهمى - عام 1993.
الأهرام ديوان الحياة المعاصرة - عام 1995
اردت ان اكتب هذه الكلمات كلمسة وفاء للرجل الذى لم التقى به يوما ولكنى تعلمت كثيرا من كل ما كتب وقال، سواء كان كلمة منشورة على صفحات الأهرام التى كانت تنشر له اسبواعيا صفحات من كتايه(الأهرام-ديوان الحياه المعاصرة) او كان كلمة مسموعة من خلال احاديثة التليفزيونية الكثيرة التى كان يتسم فيها بالهدوء والثقة والعقلانية الى جانب الكاريزما العالية جدا التى تشد لسماعة كل المهتمين بالتاريخ المصرى