الهند تخطط للتحول إلى خلايا الوقود كطاقة بديلة للبترول وتتوقع اعتمادها في وسائل النقل المشترك بحلول عام 2010

فيما تطرح «تاتا موتورز» السيارة الأرخص في معرض نيودلهي


السيارة الرخيصة «تاتا نانو».. كما بدت في معرض نيودلهي («الشرق الأوسط»)




نيودلهي: بركريتي غوبتا
في وقت يشهد فيه العالم ارتفاعا حادا في أسعار النفط الخام، وتطرح فيه شركة تاتا موتورز الهندية في معرض نيودلهي السيارة الأرخص في العالم، تسعى شركات السيارات الهندية لصنع محركات منخفضة التلويث وتعمل على تصميم سيارات تسير بأنظف مصدر للطاقة (الهيدروجين).
وكانت كل من شركات «بجاج اوتو» و«اشوك ليلاند ماهندرا وماهيندرا» و«ايشر موتورز» قد تضافرت في مساعيها لتطوير سيارات تعمل بالهيدروجين والغاز المضغوط. وتجري هذه الشركات في الوقت الراهن تجارب على سيارات بثلاث عجلات وشاحنات وحافلات تعمل بالهيدروجين في مشروع مشترك مع وزارة الطاقة المتجددة الهندية ومؤسسة النفط الهندية (سيام) وجمعية شركات صناعة السيارات.

ومن المتوقع بعد انتهاء التجارب المزمع استكمالها في منتصف العام الحالي، أن يبدأ إنتاج سيارات تعمل بالغاز المضغوط والهيدروجين.

وقال ديلب تنوي، المدير العام لسيام: «سنحدد المزيج المطلوب لتحقيق الحد الأقصى من الطاقة والانبعاث. وسيكون هناك ما يقرب من نصف دستة من المحركات من سعة 250 حتى 2000 سنتيمتر مكعب (cc)، وهو ما سيسمح لنا بمعرفة المزيج الأنسب لإنتاج الطاقة الأجدى».

وما إن يتم التوصل إلى المزيج الأمثل من الوقود، سيجري تسيير كل محرك من هذه المحركات لمسافة 50 ألف كيلومتر لتقويم كمية انبعاث الغاز منها. وكشفت وزارة الطاقة المتجددة عن خطة بلغت كلفتها 250 مليار روبية هندية لترويج استخدام الهيدروجين بهدف تشغيل مليون سيارة بحلول عام 2020.

والهيدروجين لا يأتي كمصدر قائم للطاقة مثل الوقود الاحفوري، لكن كناقل، مثل البطاريات. ويمكن تصنيعه من مصادر الطاقة المتجددة وغير المتجددة. وميزة الهيدروجين انه يمكن إنتاجه واستهلاكه بطريقة مستمرة مثل الطاقة الشمسية والماء والرياح والطاقة النووية.

وفي الوقت نفسه تعمل شركة تاتا موتورز على إنتاج أول حافلة تعمل بالهيدروجين. وطبقا لخطط الشركة، سيتنقل الضيوف الذين سيشاركون في دورة اولمبياد الكومنولث التي ستعقد في 2010 في حافلات تعمل بالهيدروجين. وسيبدأ إجراء تجارب ميدانية في شهر أغسطس (آب) من العام المقبل. ولن يجري تشغيل الحافلات بمحرك، لكن عبر الطاقة الكهربائية المنتجة من مزيج من الهيدروجين والاوكسيجين. وستستخدم الحافلات تكنولوجيا خلايا وقود هيدروجيني بدلا من المحركات العادية التي تستخدم الغازولين. والعادم المنبعث من تلك السيارات ليس أكثر من بخار ماء.

وكانت شركة تاتا موتورز قد استعانت بمنظمة بحوث الفضاء الهندية للتزود بالهيدروجين المسيل الذي تستعمله مع الاوكسيجين المسيل كمصدر للطاقة للصواريخ الفضائية الثقيلة.

إلا أن خلايا الوقود التي ستستخدم لتشغيل الحافلات، ستكون مستوردة من شركة كندية، حسبما ذكرت منظمة أبحاث الفضاء الهندية. ولم تكشف المنظمة عن اسم الشركة الكندية، لكنها قالت إنها تستورد خلايا الوقود نيابة عن تاتا موتورز. وأول حافلة من هذا النوع سوف تتسع لـ 60 راكبا وتصل كلفتها إلى ثمانية ملايين روبية، فيما ستبلغ كلفة تشغيلها بالغاز والهيدروجين الـ 120 روبية للكيلوغرام. وسيسمح سيلندر وزنه 40 كيلوغراما بتسيير الحافلة مسافة 560 كيلومترا.

ويقول رئيس منظمة أبحاث الفضاء الهندية مادهافان نير: «لقد نجحنا في تطبيق هذا النظام على محرك حافلة أو سيارة، ونضع الآن اللمسات الأخيرة عليه. وستصبح الحافلة جاهزة خلال عامين. وسينبعث من عادمها بخار ماء فقط».

وقال الخبراء إن اختيار محركات ذات انبعاث حراري منخفض للنقل البري يلبي عدة تحديات أبرزها السلامة، فالهيدروجين غاز صعب التحكم فيه لأنه لا لون لاشتعاله، كما أن هناك أيضا تحدي تخزين مادة الهيدروجين وتنظيم توزيعها بوجود الضغط العالي والحرارة المنخفضة في السيارات.

وقال نير: «لقد حققنا ذلك وسننضم قريبا إلى دول مثل ألمانيا التي بدأت بإنتاج سيارات خالية من الانبعاث الحراري».

يمكن الحصول على الهيدروجين السائل من مصانع الأسمدة ومصافي النفط. وفي الوقت ذاته يعتقد ان سيارة تاتا التي تسير بالهيدروجين والمتوقع تشغيلها في العام الحالي، ستعمل، على العكس من الحافلة، بمحرك منفصل يعمل بالكهرباء، وسيمزج الهيدروجين والاوكسيجين في خلايا الوقود لإنتاج كهرباء لتشغيل المحرك، وسوف تزود السيارة بنظام لتخزين الهيدروجين وآخر للتحكم. كما أعلنت ماهيندرا اند ماهيندرا، أنها أنجزت بنجاح المرحلة الأولى من مشروع «الدراسة المشتركة الأولية للنقل المعتمد على الهيدروجين في الهند»، بالتعاون مع شركة شل. وتعمل شل مع عديد من شركات السيارات في الهند في مجال طاقة الهيدروجين، فيما تعمل مع ماهيندرا اند ماهيندرا لتطوير فهم مشترك لسيناريوهات الوقود الجديدة.

كما أعلنت شركة كبرى لتصنيع الجرارات هي شركة سوناليكا، أنها تستعد لتصنيع سيارات بثلاث وأربع عجلات مخصصة للسوق الهندية. كما تجري الشركة اختبارات على سيارة بثلاث عجلات تعمل بالهيدروجين منذ أكثر من عام.

وتركز عدة شركات سيارات عالمية على الهيدروجين كطاقة بديلة في إطار الحاجة إلى مناخ أكثر نظافة. فشركات السيارات اليابانية مثل هوندا أنتجت سيارات ذات تقنية نظيفة وتجري العديد من الأبحاث على استخدامها. وسياراتها التي تعمل بالهيدروجين المعروفة باسم «اف سي اكس»، حصلت على ترخيص للاستخدام اليومي لصالح أسرة أميركية لتصبح أول شركة تنجح تجاريا في طرح سيارة تعمل بالهيدروجين.

تجدر الإشارة إلى أن عدد السيارات العاملة بالهيدروجين في الولايات المتحدة وصلت، بحلول شهر ابريل (نيسان) الماضي إلى 200 سيارة، ومعظمها في ولاية كاليفورنيا. وحد السرعة الأقصى لسيارة تعمل بالهيدروجين هو 207.279 ميلا في الساعة، وهو الحد الذي حققته سيارة FORD FUSION HYDROGEN (999) ريس كار في بونفيل، في سولت فلاتس في وندوفر بولاية اوتاه، في 16 أغسطس (آب) من العام الماضي. وقد صمم السيارة وصنعها مجموعة من المهندسين في فورد بالتعاون مع جامعة ولاية اوهايو. الجدير بالذكر أيضا ان السيارات العالية السرعة والحافلات والغواصات والطائرات والصواريخ تعمل بالهيدروجين بأشكال متعددة، لكن بتكلفة عالية. وتستخدم وكالة الفضاء الأميركية «ناسا» الهيدروجين لإطلاق مكوك الفضاء إلى الفضاء الخارجي. وهناك «سيارة لعبة» نموذجية تعمل بالطاقة الشمسية وتستخدم خلايا وقود منعكسة لتخزين الطاقة على شكل غازي الهيدروجين والاوكسيجين.

منقول

من هذا اللينك

http://www.asharqalawsat.com/details...88&issue=10641