سيبك بقى شوية من المشاكل والاعطال والتوكيل والضمان.....وحاول تضحك شوية

-------------------------

المكان : محطة الاوتوبيس


الزمان : السابعة صباحا


الزحام شديد ، والبشر كثير وكأنهم يبيتون فى المحطة منذ أيام...وطال انتظار الفرج ، أقصد الاوتوبيس ، فهو فى هذه الحالة هو الفرج بعينيه


وفى المحطة ياعزيزى ، تسمع كل ماتتمناه ، فمن الناس من يذكر الله كثير بقول ..استغفر الله العظيم....متبوعة بكلمة ....أووووف


والبعض الأخر يقول....لاحول ولا قوة الا بالله....وهذا الذكر الجميل غالبا ماتأتى بعده كلمة....مفيش فايدة


وهنا فى المحطة تشعر بجو لطيف من الروحانيات ودفء المشاعر والتحام الارواح....لأن الاوقات العصيبة دائما ما تجمع الناس وتوحدهم ...وماذا أصعب من إنتظار الفرج الذى لا يأتى أبدا...


ولعلك تسأل نفسك الآن....لماذا ينتظر هذا المعتوه الاوتوبيس وهو يملك سيارة ؟؟


لا ياسيدى....لست معتوها (وماكنش فى داعى تشتم على فكرة )....وإجابة هذا السؤال يمكنك أن تعرفها اذا أكملت قراءة تلك االسطور


الان....وبعد طول انتظار .....جاء الفرج...وياليته ماجاء، فليس لى مكان فيه....ولكن هيهات أن أتركه ، فما أدرانى متى سيأتى الفرج الذى يليه ( ده اذا جه من الاساس...هو أنا أهبل)


وقفت أمام الأوتوبيس متأملا إياه على أمل أن أجد ثغرة يمكن الدخول منها ، إنه أشبه بقلعة حصينة لايمكن اقتحامها


وفجأة وانا فى قمة التركيز وجدت يدا تمتد لى ، ولم تنتظر هذه اليد أن امد لها يدى...ولكنها توجهت مباشرة الى المنطقة تحت القفا ( عارفه طبعا ) وأمسكت بالقميص...ورفعتنى بقوة لأضع أطراف أصابع قدمى على حافة الباب


حمدت الله كثيرا وهممت أن أشكر صاحب تلك اليد الكريمة التى شملتنى برعايتها وجعلتنى من ضمن الصفوة ، ونظرت الى وجهه بصعوبة شديدة ، ليس لألم فى رقبتى الحمدلله، ولكنه من الصعب جدا ان تستدير وانت واقف على طراطيف صوابع أرجلك ، ولكن احساسى الشديد بالامتنان لهذا الشخص النبيل جعلنى مصمما أن أقوم بتلك الحركة شديدة الخطورة


وكانت المفاجأة .....انه صديقى ....نعم هو صديقى ...وقلت له


أنا : ايه ده ...بتعمل ايه هنا يابنى


هو : انت اللى بتعمل ايه


أنا : انت مش عندك بيرسونا؟


هو :وانت مش عندك جين تو؟


وفى هذا المكان ، وتلك الاجواء الرائعة ، على باب الاوتوبيس ، مستمتعين أنا وصديقى بلفحات الهواء النقى دار هذا الحوار بينى وبين صديقى العزيز...


أنا : انت ايه اللى مركبك الاوتوبيس...العربية فيها حاجة


هو : لا أبدا العربية كويسة....


أنا : أمال ايه....راكب الاوتوبيس ليه


هو : هاحكيلك.....بس متضحكش عليا


وهنا تدخل فى الحوار زميل لنا ...أقصد راكب فى الاوتوبيس ، كان يستقل الدرجة التاليه لنا على سلم الاوتوبيس


الراكب : انتو عندكو عربيات...وراكبين الاوتوبيس... أما مجانين صحيح


صديقى : خليك فحالك يا أخ...


أنا : سيبك منه و قول ماتخفش مش هاضحك


صديقى : بص ياسيدى....الموضوع بدأ من ساعة ماجبت العربية ، كل ما أمشى فحته...الناس تقعد تبص عليها....قلت جايز علشان لسة جديدة ....فات شهر والتانى والتالت....ولسة برده مش سايبينى فحالى


لدرجة ان الناس تبقى ماشية جنبى....وتهدى وتتفرج على العربية بكل وقاحة...ولا كأن فى بأف سايقها ، لغاية ماجه يوم.....وكنت واقف....وجه واحد وسألنى....لو سمحت يا أستاذ ، قلتله أأمر ، قالى العربية دى حلوة أوى....هى اسمها ايه


وساعتها بقى مادرتش بنفسى ، قلتله أخرس ، أما انك قليل الادب صحيح ، هو خلاص مبقاش فى أخلاق ، ولا أدب ، مفيش شهامة ولا رجولة ، أنا مش عارف الناس حصلها ايه


هى وصلت تيجى وتسألنى أسمها ايه ، يا خسارة الاخلاق......بس ياسيدى...وعقبال ماخلصت الكلمتين دول ، لقيت الناس بتصلى باندهاش ، كأنى مجنون.....قلت لا بقى....هو انا معنديش كرامة ، وحيات أبويا ماهى خارجة من الجراج...ومن يومها وهى واقفة فى الجراج


وهنا تدخل زميلنا الراكب الحبوب مرة أخرى قائلا


أما مجنون صحيح.....


أنا : عيب يا افندى كده......خليك فحالك .....وبعدين وبعدين كمل


صديقى : وياريتهم سابونى فحالى وهى واقفة فى الجراج....الا كل اللى رايح وجاى لعربيته يقعد يتفرج عليها من فوق لتحت......قمت مغطيها بغطى مقطع ومتبهدل.........ومن يومها وانا بركب الاوتوبيس


ولم يستطع أخونا الراكب أن يظل كثيرا فى حاله وقال


يا عااااالم ياهووووو......حد ينزل المجنون ده من هنا


أنا : معلش معلش سيبك منه....بس انت مالكش حق خالص...ازاى تعمل كده....أهى برده عربية وماشية ولازم الناس تتفرج عليها.....هى صحيح حلوة شوية ...بس عادى يعنى


صديقى :خلاص بقى.....أنا اتعودت على الاوتوبيسات ....وبقيت محترف زى مانت شايف...انما انت فين عربيتك صحيح؟


أنا : أنا بقى ياسيدى العربية بقت توحشنى ومقدرش تبات بعيد عنى.....فجبت ونش ....وطلعتها ....وبركنها دلوقتى فأوضة الصالون.....وكله تمام وميت فل واربعتاشر


وهنا سيدى ...تأكد للزميل الراكب أنه أمام اثنان شديدى الخطورة و هاربان من مستشفى الامراض العقليه ....فما كان منه الا أن صرخ فى الاوتوبيس.....مجانين ....مجانين....دول هربانين من مشتشفى المجانين.....وتوقف الاوتوبيس....
ونظرا لى صديقى قائلا


أجرى يادرش......اجرى... أحسن يمسكونا ويرجعونا المستشفى تانى


وعدونا أنا وصديقى...ووراءنا الاوتوبيس بسائقه وركابه يحاولون بكل وطنية وانتماء خدمة العدالة وتسليمنا لمستشفى الامراض العقلية


.