«الكورتجية»

بقلم حمدى رزق 10/ 5/ 2010
طلب رئيس الاتحاد الجزائرى محمد روراوة الإقامة بمقر السفارة الجزائرية بالقاهرة خلال فترة زيارته إلى مصر، حفاظا على حياته، وكشف سمير زاهر، رئيس الاتحاد المصرى، أنه تلقى تهديدا بالقتل فى أوروبا من متهوس جزائرى أطلق على نفسه «ابن الشهيد».

فضوها سيرة، لا زاهر مهدد بالقتل ولا روراوة خشى على حياته، ليس هناك من يتربص بزاهر فى أوروبا، أو بروراوة فى مصر. كلاهما (زاهر وروراوة) يتبرص بالآخر، كلاهما على رأسه بطحة يتحسسها، كلاهما متهم بتخريب العلاقات المصرية الجزائرية الأزلية، يتخفيان من العار التاريخى بادعاءات ممجوجة لا تصدر إلا عن صغار، الصغائر الكروية من الكبائر العربية لو تعلمون.

ولتجدن أشد الناس مودة للمصريين الجزائريون ذلك بأن منهم شعراء ومفكرين وروائيين ومخرجين، زاهر سادر فى غيه، يردد فى عبثيته الكروية «لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم»، يذكرك بعبدالفتاح القصرى مهددا إسماعيل ياسين بسيف خشبى فى فيلم «ابن الشهيد» أقصد «ابن حميدو»، وروراوة متقمص دور بطل حرب التحرير من الاستعمار المصرى، يجلس معتمراً قبعة جيفارا ولكن الروح روح «آرثر الأمين» فى فيلم «الناصر صلاح الدين».

عار أن تعلق مصائر الشعوب على مشجب «الكورتجية»، روراوة أخذته العزة بالإثم وتخيل فى وهم البطولة أنه سيذل المصريين فيخرون له ساجدين، وزاهر يتخيل أنه حامل لواء الكرامة المصرية المهدرة فى شوارع الخرطوم، يحمل ألوان العلم المصرى فوق كتفيه، صاعدا جبل التيه الكروى، نعم الرجل كان مقدما وانسحب من انتخابات الاتحاد العربى أمام روراوة، خشية الهزيمة.

كلاهما يبحث عن مكسبه الشخصى، روراوة أمم (من التأميم) الكرة الجزائرية وصار سيدها المطاع، قائد موقعة الخرطوم لاسترداد الأرض الكروية الجزائرية التى احتلتها الكرة المصرية ردحا من الزمن، وزاهر قائد عملية غانا للإطاحة بالمنتخب الجزائرى من أمم أفريقيا، كلاهما متجبر وغير مكترث لستة مليارات دولار استثمارات مصرية فى الجزائر، ولآلاف العمال والموظفين الشقيانين، والغريب أن يكتفى السياسيون والكتاب والمفكرون على الجانبين بالفرجة على تلك المباراة القذرة، بئس الرجلين يسيحان فى عراء العلاقات المصرية الجزائرية.

يا سيد روراوة جئت إلى القاهرة تطلب نارا أم ترى جئت تشعل البيت نارا، كلما نسينا أو تناسينا الفصل الأليم الذى تترت فيه العلاقات المصرية الجزائرية بسبب مباراة كرة مشؤومة.. أوقدتها نارا، وانساق زاهر بلا عقل، روراوة بـ«يمرمط» زاهر فى العواصم العربية فى غلٍ وتشفٍ، يقتات على ردود فعل زاهر الحمقاء وبياناته الخرقاء، كيف يؤتمن هذان العابثان على مصائر شعبين؟ ما ينفع الشعبين يمكث فى الأرض، أما زبدهما الذى يرغيان به فيذهب جفاء!

إبعادهما عن الملف المصرى - الجزائرى بات ضرورة ملحة، إقصاؤهما أول الطريق الصحيح لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها السعيد، فليتركا قسرا أو طوعا أمر العلاقات إلى عقلاء راشدين، إلى من يفكرون بالعقول لا يركلون بالأقدام، الكرة مكسب وخسارة، لكن مكسبنا فى غانا ومكسبهم فى الخرطوم صار بطعم الخسارة، خسرنا «الجلد والسقط»، السقوط صار عنوانا للموقعة الكروية المصرية الجزائرية.

روراوة قال لهانى أبوريدة : «لقد جعلتمونى بطلا فى الجزائر»، ونحن للأسف أدمنا صناعة أبطال من ورق فى الداخل والخارج، نعم روراوة بطل لكن من ورق، ومثله زاهر شريكه اللدود فى التجارة والخسارة، أبطال الورق مثل أولاد الكوتشينة، أحيانا تحرق فى الأرض..!
===========
المصدر
ط§ظ„ظ…طµط±ظ‰ ط§ظ„ظٹظˆظ…