المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د.أحمد سمير
القضية يا إخواني لا تختزل في هذا الكلام وحسب ..
القضية أكبر من هذا .. واسمحوا لي أن أقول بعض الكلمات التي قد يراها البعض غير موافقة لرؤاهم من واقع تخصصي ودراستي وبعض العلم الذي منحني الله عز وجل إياه ..
أولاً : من استدل بحرمة الغناء استدل بدليل عقلي لا نصي .. حيث النص على تحريم المعازف ، والمعازف لا تعني الغناء .
ثانياً : هل الغناء هو الموسيقى كمقامات وأدوار وهارمونية وسلالم موسيقية أم هي آلات وحسب
إن كانت الأولى فهي مباحة قطعاً فما ترتيل القرآن الكريم ولا صوت الآذان ولا التواشيح الدينية والمدائح إلا موسيقى متناغمة تخضع بالكلية لعلم الموسيقى بأشكاله ..
أما إذا كانت هي استخدام آلات بعينها فلا بأس
ثالثاً : الاعتماد على النص دون فهم دقيق أو توجيه النص ليخدم فكرة معينة هو الخطأ بعينه
إذ لم يرد في القرآن الكريم ما يفهم منه تحريم الغناء أو المعازف .. في الوقت الذي جاء فيه في القرآن الكريم قوله تعالى :" والشُّعراءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ . ألَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ . وأَنَّهُمْ يَقولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) (سورة الشعراء : 224 ـ 226) وهو ما يفهم منه قطعاً تحريم قول الشعر وتحريم اتباع الشعراء ..
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم سمع الشعر ، بل وأهدى كعب بن زهير بردته الشريفة لما سمع شعره البادئ بالغزل العفيف "بانت سعاد فقلبي اليوم متبول ..الخ "
وكذلك سمع صلى الله عليه وسلم صوت فتيات بعاث
ومع ذلك لم نر من يحرم الشعر من أئمة السلف .. بل الأصل فيه أن حلاله حلال وحرامه حرام
وما الفارق الجوهري هنا بين الشعر والغناء اللهم إلا أن الشعر فيه نص قطعي يفيد التحريم والغناء لا ..
رابعاً : هل تعلمون إخوتي الكرام أن الرقص حلال شرعاً .. ومن المباحات ، وأن جماعة من الأحباش رقصوا في المسجد النبوي الشريف بين يدي أطهر الخلق وخرجت السيدة عائشة فوضعت ذقنها على كتف الرسول صلى الله عليه وسلم تنظر إليهم وهو صلى الله عليه وسلم يسترها بردائه .
وأهل الجزيرة العربية كلهم على إباحة رقص الرجال والضرب بالرماح واللعب بالسيوف وإنشاد الشعر البدوي
فكيف بالله عليكم يباح الرقص ويمنع الغناء ..
الخلاصة : الغناء لا علاقة له بالمعازف .. وأي غناء مباح حلاله حلال وحرامه حرام
وفقنا الله لما يحب ويرضى
تقبلوا خالص مودتي