بعد مرور يومين علي ما حدث لقافلة الحرية, ما زالت مندهشاً لردة الفعل العربية و الاسلامية للحدث اكثر من الحدث نفسه, الجميع من قادة لساسة لمواطنين يعبرون عن صدمتهم و دهشتهم لما حدث, و كأن ما حدث كان خارج توقعاتهم تماماً, بل و كأنهم توقعوا ان يقوم الصهاينة بفرش البحر رملاً استقبالاً للقافلة التي أتت لكسر الحصار.
أسئلة تستفزني و تؤرقني, ألم يتوقع أردوغان او أي من الساسة إمكانية حدوث ما حدث أثناء تصاعد موجة التحذيرات من ناحية الجانب الاسرائيلي او العناد من جانب أصحاب القافلة ؟ عن نفسي و مجموعة من الأصدقاء المصريين قابلتهم بالأمس, كنا جميعاً متوقعين لما حدث, بل توقعنا الاسوأ, و لكن علي مستوي الساسة, ألم يتوقعوا و لو للحظة ان الصهاينة قد يستخدموا العنف ضد المبحرين تجاه غزة ؟ ما يستفزني اكثر, إن كانوا توقعوا ذلك يكونوا عرضوا حياة المدنيين لخطر جسيم لصالح ألعابهم السياسية, و إن لم يتوقعوه, فقل علي القضية الفلسطينية السلام, فإذا كان القادة و الساسة غير قادرين علي استنتاج و توقع أفعال و ردود أفعال العدو فهي كارثة في حد ذاتها.
هل كان الغرض إحراج اسرائيل سياسياً ؟ كيف و لم نحصل علي إدانة دولية واحدة تدين اسرائيل ؟
هل كان الغرض كسر الحصار ؟ لكن أهكذا يكسر حصار ؟ العالم عرف حصار المدن منذ فجر التاريخ, و لم يكسر حصار إلا بثلاث, إما القتال و الحرب, أو السلام و المعاهدات, أو الأستسلام و الخضوع, انما لما نري ابدأ علي مر التاريخ كسراً لحصار ما عن طريق قوافل الاغاثة.
لماذا تم اختيار منظمة سبق و ان خضعت للتحقيق بتهمة تمويل تنظيم القاعدة وتم اتهامها مباشرة بتمويل أحمد رسام الجزائري المحكوم عليه بالسجن مدي الحياة لمحاولة تفجير مطار لوس أنجلوس عام 1999, لتنظيم تلك القافلة ؟ أكانوا يريدون تقديم مبرر لضرب السفن علي طبق من ذهب للصهاينة ؟
مئات من الاسئلة تتزاحم في رأسي, و لكن نعود للسؤال الرئيسي, ماذا توقع الناس أن يحدث عند وصول السفن إلي/أو قرب المياة الأقليمية لغزة ؟
بعيداً عن الأمنيات او مسألة الانتهاك الاسرائيلي للقانون الدولي أو التنديد بما حدث, أحب ان أعرف من الأخوة الأعضاء المتابعين للمسألة, قبل وصول القافلة بيوم, ما هو السيناريو الذي تخيلتموه أن يحدث عند وصول القافلة للمياه الأقليمية الفلسطينية, و ما هي الفائدة المتوقعة من هذا السناريو.......
.
المفضلات