الحلقة الثالثة
أدلة تحريم الغناء
1 – قال تعالى :
(( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ )) .لقمان 6
-فسر الإمام مجاهد - رحمه الله – لهو الحديث : بأنه الإستماع إلى الغناء وإلى مثله من الباطل .
-وقال ابن مسعود – رضي الله عنه – عن لهو الحديث الذي في الآية : والله الذي لا إله الا هو ، والله الذي لا إله الا هو ، والله الذي لا إله الا هو إنه الغناء .
-وقال الحسن – رحمه الله - : لهو الحديث هو المعازف والغناء .
2 – قال تعالى :
(( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ.... )) . الإسراء 64
-قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : صوت الشيطان : هو الغناء .
3 – قال تعالى : (( أَفَمِنْ هَٰذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ (59) وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ (60) وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ (61) )) . النجم
-قال ابن عباس – رضي الله عنهما - : السمود : هو الغناء .
-قال عكرمة – رحمه الله - : كانوا إذا سمعوا القرآن تغنوا ليصدوا الناس عن القرآن بالغناء .
أدلة تحريم الموسيقى
1 – أخرج البخاري في صحيحه عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : (( ليكونن من امتي أقوام يستحلون الحر ، والحرير ، والخمر والمعازف ))
-ومعنى يستحلون : أي أنها كانت محرمة .
-وهنا وضع النبي صلى الله عليه وسلم المعازف مع الأشياء المقطوع بحرمتها فإنه وضعها مع ( الزنا والخمر والحرير للرجال )
2 – وصح عن الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين صوت عند نعمة ولهو ولعب ومزامير شيطان وصوت عند مصيبة لطم وجوه وشق جيوب )) .
ومن عظم خطر الغناء والموسيقى توعد النبي صلى الله عليه وسلم سماع الغناء والمعازف بالمسخ والقذف وروى الترمذي بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( يكون في أمتي خسف وقذف ومسخ .. قيل يل رسول الله متى ؟ . قال : إذا ظهرت القينات والمعازف واستحلت الخمر )) .
وقال صلى الله عليه وسلم : (( ليكونن من أمتي أقوام يشربون الخمر ويعزفون على رؤوسهم بالقيان يمسخهم الله قردة وخنازير )) .
-القيان : جمع قينة وهي المرأة المغنية .
فتخيلي أختي المسلمة وتخيل أخي المسلم
كيف يكون حال مرتكبي هذه المعصية إذا أمر الله بنزول العذاب – هذا في الدنيا – وعذاب الآخرة أشد وأبقى .
أقوال السلف في تحريم الغناء
1 – يقول شيخ الاسلام بن تيمية – عليه رحمة الله - : ( اتفق الأئمة الأربعة على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو كالعود ونحوه ) .
2 – يقول عثمان بن عفان – رضي الله عنه - : ( ما تغنيت قط ) .
-فتبرأ من الغناء وافتخر بتركه
3 – يقول ابن مسعود – رضي الله عنه - : ( الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل ) .
4 – وعندما سأل محمد بن القاسم – رحمه الله – شيخه الإمام مالك – عليه رحمة الله – عن الغناء . فأجاب الإمام بقوله : ألم يقل الله تبارك وتعالى : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ) ؟؟
والغناء ليس بحق إذن فهو من الضلال .
5 – وسئل عمن يرخص في الغناء . فقال : إنما يفعله الفساق .
6 – وسأل – رحمه الله - عن رجل اشترى جارية وتبين له أنها مغنية . قال : من حقه أن يردها لبائعها بالعيب الذي ظهر فيها .
7 – وسئل الفضيل بن عياض – رحمه الله – عن الغناء فقال : الغناء رقية الزنا .
8 – يقول الإمام أبو حنيفة عن الغناء : الغناء معصية توجب فسق صاحبها ورد شهادته .
9 – وسئل الإمام أحمد بن حنبل عن الغناء فقال : الغناء ينبت النفاق في القلب ويفعله الفساق عندنا .
وبعد أن تبين لكِ أخى المسلم... أختي المسلمة قول الله عز وجل وقول نبيه صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه رضي الله عنهم وقول السلف الأئمة عليهم رحمة الله في تحريم الغناء والموسيقى ( المعازف ) .....
سارع بأن تلحق بركب من قالوا :
( سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون ) .
فلن ينفعك إلا سيرك معهم فنهاية طريقهم رضا مولاهم وجنة ربهم .....
ختاما
أخى المسلم ....أختى المسلمة
أذكرك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه النعمان بن بشير رضي الله عنهما :-
(( إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه ....... )) .
رواه البخاري ومسلم .
* فتأمل قوله صلى الله عليه وسلم :
" لا يعلمهن كثير من الناس " أي القلة هم الذين يعلمونها ولذلك مدح الله سبحانه القلة في اكثر من موضع في كتابه عز وجل .....
- فقال تعالى : (( وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ))
سبأ 13
- وقال تعالى : (( إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ.... )) ص 24
فالحق بركب القلة لتمدحي معهم وتكوني ممن قال عنهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( طوبى للغرباء )
ولا تغتر بالكثرة وتقول
( كل الناس خطأ وأنتم أيها القلة المتشددون الصواب ؟؟ )
فنقول لكِ : أن الكثرة ما ذكرت إلا مذمومة
وأخيرا
إعلم أن الدنيا زائلة ... زائلة لا محالة وإن طالت وقد تزول الآن ... وقد تزول اليوم .. وقد تزول غدا ... الله أعلم متى الزوال ؟؟ المهم انها ستزول إما عاجلا ... وإما آجلا .. فمهما تمتعت بأمور قد لا أقول أنها محرمة ولكن اختلف العلماء في تحريمها فهي إلى زوال .
فاحرص على ما يدوم وآثره على ما يزول وإن كان مباحا .
واعلم أيضا أنك في حاجة لرحمات الله عز وجل في الدارين وبقدر ورعك تنال تلك الرحمات من رب الأرض والسماوات .
واحذر أن يلتبس عليكِ هذا المعنى مع قول الصحابي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ما خير بين أمرين إلا إختار ايسرهما . فإن ذلك كان في مباحات الأمور لا في الأمور الشرعية لأنه صلى الله عليه وسلم الذي قال :-
( فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ) .
أسأل الله عز وجل أن يحيينا على أتم ما يرضيه .
و يقبضنا على أتم ما يرضيه .
و يبعثنا على أتم ما يرضيه .
... إنه نعم المجيبون ...
كلنا شوفنا الأدله على تحريم الأغانى
ولكن دعنى أهمس فى أذنك همسات
ولكن بعد الفاصل
.
.
.
فتابعـــونا
المفضلات