الموضوع: حادث تصادم

قصة قصيرة من مجموعة قصصية بعنوان ( قصر فى الجنة) قام بتأليفها لواء طيار أركان حرب متقاعد/ محمد زكى عكاشة .. كان قائداً لسرب طائرات ميج 17 فى حرب يونيو 1967 وحرب الإستنزاف ، ثما قائداً لسرب ميراج فى حرب أكتوبر 1973 وإشتهر بتدميره لقواعد صواريخ الهوك الاسرائيلية
حصل على نوط الجمهورية مرتين وترقية إستثنائية خلال الحرب .
من مؤلفاته : صراع فى السماء ( مرجع تاريخى) .
جند من السماء (مرجع تاريخى).
قصر فى الجنة ( مجموعة قصصية).
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــ

حادث تصادم
خرج من منزله بالمعادي قاصدا القاهرة، متهاديا علي طريق الكورنيش بعربته.اليوم أجازة بمناسبة ٦ أكتوبر، راديو السيارة ينبعث منه أغاني النصر، تتداعي ذكرياته عن تلك الفترة. يعود إليها وفي نفسه شجن وحسره علي ما آل إليه الحال في مصر. قدم جيلي كل ما يملك، ساهمت في هذا النصر.
- دكتور محمود. الفريق محمود فهمي قائد الدفاع الجوي يطلبك علي التليفون.
-أيوة.. لماذا؟.. سأكون عندك في الموعد المحدد.
الفريق فهمي: نحن في مأزق كبير، وقود صواريخ الدفاع الجوي التي تحمي مصر قارب علي النفاذ لقرب أنتهاء فترة صلاحيته. روسيا تمتنع عن توريد وقود لنا ردا علي طرد خبرائها، هذا يعني أن الحرب غير ممكنة..............
دكتور محمود:أقدر يا سيدي خطورة ما تقول، وأعد بأني سأبذل كل طاقتي أنا والمركز القومي لحل هذة المشكلة. أريد فقط عينة من هذا الوقود سليمة وأخري منتهية الصلاحية.
الفريق فهمي: نحن في سباق مع الزمن، لو لم يتم إنتاج الوقود هنا........
خرج الدكتور محمود من المقابلة وفوق كتفيه حمل ثقيل، الحرب غير ممكنة بدون هذا الوقود.
اتجه فور دخوله المركز الي المكتبة، أخرج كل المراجع التي تبحث في وقود الصواريخ، وفي مكتبه لم يشعر بالوقت إلا حين دق التليفون.
-تأخر الوقت ولم تحضر أقلقتني.
نامي أنت والأولاد، سأبيت أنا في المكتب.
أخذته سنة من النوم بعد أن صلي الفجر، أستيقظ منها علي رسول من الفريق فهمي يحمل صندوق به زجاجات مليئة بالعينات.
أستدعي أربعة من مساعديه علي الفور.
- سأكلف كل منكم بجزء بحثي علي قدر كبير من الأهمية، ثقتي فيكم كبيرة سننجز المطلوب في أقصر وقت ممكن.مطلوب .........
-سنبذل كل جهدنا لكن ما تطلبه يا دكتور يحتاج إلي شهور.
-سأمنحكم ثلاثة أسابيع فقط.الوقت حيوي جدا في إنهاء هذا البحث.
أندفع المساعدين الأربعة يلهثون تحت أشرافه لإنهاء البحث في الوقت الضيق المحدد لهم، واصلوا الليل بالنهار إلا من ساعات راحة محدودة، كانوا يلهثون بين المعمل والمكتبة وعرض المشكلات، والنقاش حول الحلول المقترحة.
في اليوم العشرين تجمعت نتائج البحث، بدأ الفريق في تصنيع العينة الأولي من الوقود. نجحت أخيرا وأصبح أمامهم أول زجاجة من عينة الوقود المطلوبة. لم ينتطر الدكتور محمود، أتجه علي الفور ليبشر الفريق فهمي.
-نجحنا في الجزء الأول، نريد خامات لتصنيع كميات كبيرة تكفيكم في الحرب
-أريد بيان بالمطلوب، الرئيس مهتم بهذا المشروع، المخابرات ستتولي توفير الخامات.
-كلها مواد كيماوية، من السهل الحصول عليها من الخارج تحت ستار أنها تدخل في صناعات عديدة.........
بعد عشرة أيام وصلت الشحنة الأولي من الخامات، أنقلب المركز القومي للبحوث إلي خلية نحل، تحول الجميع إلي جنود تقتاتل في سبيل إنجاح المشروع، الكل يتسابق ويتفاني دون أوامر، خرجت أول سيارة محملة بالوقود من المركز متجهة نحو كتيبة دفاع جوي لإجراء تجربة عملية علي الضاروخ. كان علي رأس الحاضرين الفريق فهمي والدكتور محمود وعدد من القادة
نجحت التجربة وأنطلق الصاروخ بكفاءة تامة بالوقود المصنع علي أرض مصر وبأيد أبناء مصر.
أنفجر الجميع تهليلا وهتافا لمصر، أندفع مجموعة من ضباط الكتيبة يحملون الدكتور محمود علي أكتافهم دون سابق معرفة يهتفون له تقديرا وإكبارا لما قام به. في المساء أقام الفرق فهمي حفل شاي بسيط تكريما له.
- ما قمت به سيجعل مصر قادرة غلي القيام بحرب
- سنبدأ فورا في أنتاج الكمية المطلوبة، تقديري إنها ستستغرق شهرين.
كانت ملحمة دون شك. أين ذهبت تلك الروح المصرية العظيمة ؟ ولماذا ضاع المصري في تلك الحالة الغريبة؟....... أفاق من ذكرياته علي تصادم لعربته من الخلف، توقف ونزل من العربة، فوجد من صدمه شاب يافع بادره بالصياح.
- أنت المخطئ لا تعرف القيادة. أمثالك لا يغادرون منازلهم أفضل.
-مهلا يا بني أنا الدكتور محمود سعادة وإن شاء الله بسيطة ومن يصدم الآخر من الخلف هو المسئول دون عذر.
تفحص خسائرة الناجمة، في دقائق كان يلتفه حولهما عشرات من المارة وسائقي السيارات.أدخلوا أنفسهم في الموضوع دون دعوة.
- ألا تعرفه يا باشا إنه الكابتن حسام الخضري.
- أنه من أسعدنا بكأس الأمم في كرة القدم
- لكنه المخطئ..............
- نقول لك هذا هو من قاتل من أجل مصر كي تحصل علي البطولة، ثم تقول أنه مخطئ.
لقد صد ضربة جزاء ومنع هدف فأسعد ٧٠ مليون مصري.
-والله لقد رفع رأسنا هو وزملاؤه تماما كما أكتوبر ٧٣.
صكت الكلمات أدنيه، فار الدم في رأسه لا يدري بماذا يجيب، فأستدار صامتا منسحبا إلي عربته وهو يتمتم بالأستغفار، تاركا المحتشدين يهللون حول الكابتن



منقول من جروب الشهيد ابراهيم الرفاعي
وده لينك الجروب للي يحب يعرف ابطال مصر بجد
ط§ظ„ط´ظ‡ظٹط¯ ط¥ط¨ط±ط§ظ‡ظٹظ… ط§ظ„ط±ظپط§ط¹ظٹ | Facebook