قصه رائعه
شكراً
رقم العضوية : 3891
تاريخ التسجيل : 29Dec2007
المشاركات : 3,655
النوع : انثى
الاقامة : القاهرة
السيارة: لا يوجد
السيارة[2]: Daihatsu Sirion GLX 2008
الحالة :
قصة هزتني جدا من رسائل بريد الجمعة أيام عبد الوهاب مطاوع رحمه الله.
اكتب لك يا سيدي قصتي لعلي أساعد بها اي ام تتعرض لمثل ظروف امي او اي طالب يواجه ما واجته من مشاكل الحياة.
فأنا شاب مصري نشأت في أسرة غنية، و تفتحت للحياة فوجدت نفسي و اخوتي الصغار نتعلم في المدارس الأجنبية، و نقيم في شقة فاخرة على نيل القاهرة الجميل و لنا شقة اخري في الاسكندرية.. و نستمتع بكل أطايب الحياة.. ثم تعرضت اسرتي لعدة هزات مالية مدمرة لم أع تفاصيلها وقتها و انا طفل صغير و انما أدركت منها فقط اننا فقدنا خلال سنوات قليلة كل شئ.. و حاول ابي انقاذ و وقف التدهور فلم يستطع.. فمرض من جراء ذلك و مات بعد فترة قصيرة.. و وجدت امي الشابة وقتها نفسها مسئولة عن "كومة" من الأطفال الصغار بلا عائل و لا سند الا الله سبحانه و تعالى.
فبدأت تواجه مصيرها بعد انصراف الأقارب و الأصدقاء عنها و عنا، فقررت ان تترك شقة النيل بالرغم من ان ايجارها لم يكن يزيد على عشرين جنيها وقتها. و لو احتفظت بها لما قل ثمنها الآن عن ربع مليون جنيه، و انتقلت بأسرتها الى شقة صغيرة في أحد أحياء الجيزة ايجارها خمسة جنيهات.. و أصبح هدف حياتها هو ان تربي صغارها و تضمن لهم الاستمرار في التعليم، و بدأت ببيع ما لديها من مصوغات ذهبية و اجهزة منزلية شيئا فشيئا حتى أتت عليها كلها. فأجرت احدى غرف الشقة الضيقة لتستعين بما يدره عليها من ايجارها من جنيهات قليلة على نفقاتنا. ثم بدأت تتعلم الخياطة و تقوم بحياكة الملابس لبعض السيدات من الجيران الطيبين. و كانت قد أخرجتنا من المدارس الأجنبية منذ بداية المحنة فواصلنا التعليم في المدارس الحكومية. و خلت الدنيا من حولنا تماما. و مرت بنا ايام مريرة كثيرة كان هم امي الأول فيها هو كيف تدبر لنا طعام الغد، و من اين.. لكنها لم تيأس ابدا و لم تفقد ايمانها بربها و لم تستسلم لأحزانها. و أعتقد اننا قد ساعدناها ايضا على ذلك فقد تقبلنا أقدارنا بغير سخط و عشنا أياما كثيرة لم نكن نجد سوى الخبز فقط، و في بعض الأحيان لم نكن نجد سوى الخبز الذي أصابه العفن فتقوم امي بقليه في الزيت و تقدمه لنا فنأكله بشهية كأنه دجاج محمر و نحمد الله على ذلك.
و في غمار هذه الأيام العصيبة علمتنا امي شيئين ما زلت أعمل بهما حتى الآن.. فقد كانت تجمعنا حولها و نحن أطفال صغار ثم تقول لنا: قولوا ورائي: "حـــلال" فنردد ورائها الكلمة كما نفعل مع مدرس الفصل أكثر من مرة فتقول: أرأيتم كيف تفتح هذه الكلمة فم الانسان و هو ينطق بها الى آخر مدى، كذلك يفعل "الحلال" ببيت الانسان حين يدخله.. فيفتحه و لو كان رزقا قليلا. ثم تقول لنا: قولوا ورائي: "حــــرام" فنردد ورائها الكلمة، فتقول: أرأيتم كيف ان نطق هذه الكلمة يحتاج ممن ينطقها الى ان يغلق فمه لكي ينطق بها كذلك يفعل "الحرام" ببيت من يدخله فيغلقه، اما الشئ الآخر الذي علمته لنا فهو الا نستدين من أحد ابدا مهما كانت ظروفنا، و ان نكيف حياتنا بما بين أيدينا مهما كان شحيحا و قليلا.
و مضت الايام بنا و التحقنا بالجامعة – و أصبحت أتردد على كليتي كل يوم.. و أذهب اليها في كثير من الاحيان ماشيا على قدمي لأني لا أجد قرش مواصلات و كانت تذكرة الأتوبيس ايامها لا تتكلف غيره. و رغم ذلك فقد خفف التحاقي بالجامعة بعض عناء حياتي الصعبة، فقد تقدمت بطلب لاعفائي من الرسوم الاضافية التي كانت على ما أذكر حوالي ثلاثة جنيها، فتم اعفائي منها و تقررت لي اعانة سنوية من الادارة الاجتماعية بالجامعة.. و كانت مبلغا قدره تسعة جنيها كل سنة و ليس كل شهر!
و رغم انه لم يكن يكفيني الا انه كان بالنسبة لي ثروة هبطت عي من السماء بالاضافة الى الاعانة الشهرية التي تحصل عليها امي من الشئون الاجتماعية و هي ثلاثة جنيهات لكني لم اكن استطيع ان اشترى الكتب الجامعية، فكنت أذهب الى مكتبة الجامعة في بداية العام الدرساي كل يوم و أقوم بنسخ هذه الكتب و تلخيص بعضها بخط يدي، كما كنت أعتذر عن قبول دعوة من زملائي الى تناول الشاي على حسابهم في بوفيه الكلية لعدم ثقتي في اني سأستطيع ان أرد لاحدهم الدعوة في يوم من الأيام.
و من حين لآخر كانت حياتنا تتخفف من بعض جفافها بشئ قليل من اليسر فقد كنت اعمل احيانا بقسم الحفلات بأحد الفنادق الكبرى كعامل موسمي يستدعى حين تكون هناك افراح بالفندق.. و لم تكن تقام كثيرا بالفنادق كما هو الحال الآن، و كان يوم عملي في احدى هذه الحفلات عيدا في أسرتنا المكافحة فأذهب الى الفندق في الموعد المطلوب.. و أخلع القميص و البنطلون في غرفة العمال، و أرتدي ملابس الخدمة المملوكة للفندق، وكانت على ايامي قفطان أزرق و حزاما من القماش الأبيض و عمامة بيضاء كالاسة ثم أعمل بحماس في خدمة المدعوين و توزيع الشربات حتىساعة متأخرة.. و أعود لبيتي في النهاية و معي جنيه او جنيهان على الاكثر و انام قرير العين راضيا.
و في احد هذه الأفراح.. شاهدت زميلا لي بالكلية و عرفت ان الفرح لشقيقه الأكبر.. و رآني في ملابس الخدمة و انا احمل الصينية و أدور على المدعوين بأكواب الشربات فلم أخجل من وضعي لأني اعمل عملا شريفا، و لكنه هو الذي خجل مني للأسف.. و تجاهلني متقززا طوال الحفل. و مع ذلك فلقد مضت الحياة و كان لا بد لها ان تمضي.. و في هذه الأثناء تزوج شقيقي الأكبر و انفصل عنا و تركنا بلا سؤال، و أنهيت دراستي الجامعية بلا رسوب في اي سنة من سنواتها و عملت بمؤسسة صغيرة في مصر، ثم انتقلت منها الى مؤسسة كبيرة و بدأت اول نسمة رطبة تتسلل الى صحراء حياتنا الجرداء. و بدأنا نستغني بمرتبي عن ايجار الشقة المفروشة في شقتنا، و أحسسنا لأول مرة منذ سنوات طويلة ان لنا شقة مستقلة. و واصل اخوتي تعليمهم في المدارس و الجامعات.. الى ان جائني احد زملائي في العمل ذات يوم و أبلغني بوجود فرصة عمل لي باحدى الدول بغير سعي مني و لا تخطيط. و ذهبت معه و قابلنا المسئول عن التعاقد، و وقعت العقد معه خلا دقائق! و سافرت الى عملي الجديد بعد شهر، و فارقت امي و اخوتي لأول مرة.. و عملت بمؤسسة كبيرة يعمل بها مائتا موظف و عامل كان ترتيبي بحكم الأقدمية في الصف الأخير منهم، و أقبلت على عملي بحمسا و اخلاص.. وكان عملي المتعلق بالشئون المالية يتطلب الأمانة التامة، فتعرضت فيه لاغراءات كبيرة و مواقف كثيرة لا داعي لسردها لكن يكفي ان أقول لك انا كانت تحثني حثا على خيانة الامانة و الاستفادة بمال كثير يتعذر على احد كشفه، فلم استجب و الحمد لله لأي اغراء و لا لأي محاولة لأني كنت محصنا بكلمات امي القديمة عن الحرام الذي يغلق الأفواه و البيوت و الحلال الذي يفتحها و أردت ان يكون كل ما أرسله لأمي من نقودي مالا حلالا كما أطمعتني هي من مال حلال و انا صغير.
و مضى عام و انا في هذا العمل ثم فوجئت بصاحبه يستدعيني فجأة لمقابلته، فذهبت اليه و انا اتساءل عن سبب الاستدعاء. و كنت قد لاحظت انه لا يأتي الى هذه المؤسسة الا مرة واحدة كل شهر و لا يطول وجوده بها عن في دقائق كل مرة، ثم قابلته فذهلت حين وجدته على علم بكل تفاصيل عملي من أصغرها شأنا الى أكبرها و على علم ايضا بكل ما تعرضت له. و طال اجتماعه بي ثلاث ساعات ثم أصدر بعده عدة قرارت بترقيتي الى منصب الرجل الثالث بالمؤسسة و منحي سلطات لا حد لها و تفوق في بعضها سلطات المدير العام فيما يتعلق بالنواحي المالية، و بمضاعفة أجري و منحي بعض الامتيازات الأخرى.. و شكرت الله كثيرا و واصلت عملي بنفس الحماس و الاخلاص..
و بعد عامين من ذلك تخرج اخي الأصغر في كليته، فتحدثت مع صاحب العمل بشأن الحاقه باحدى شركاته فاستجاب لطلبي على الفور و أسرعت باستدعائه و تسلم العمل في احدى الشركات و تحسنت احوال اسرتي كثيرا و الحمد لله، و عدت الى مصر فاشتريت شقة واسعة و أثثتها بأثاث لائق و نقلت أسرتي اليها. و استقرت الأحوال بنا فاتفقت مع شقيقي على ان نقوم بأداء العمرة معا و نصطحب اليها امنا المكافحة الصابرة.. و رتبنا كل شئ و دخلنا مع امي الى الكعبة المشرفة و نحن بملابس الاحرام فتعمدت ان أرقبها خفية لأرى تأثير هذه اللحظة عليها فاذا بها تبتسم و هي تنظر الى الكعبة التي تراها لأول مرة ابتسامة فيها خشوع لله و شكر له.. فيها ايضا ثقة و اطمئنان عجيبان كأنها كانت واثقة تماما من ان هذه الزيارة سوف تتم.. و تعرف الموعد الذ ستتم فيه على وجه التحديد..! و جاش صدري بانفعالات عديدة فانهمرت دموعي التي تجمدت في عيني منذ سنوات الدراسة لأول مرة و لم أستطع كبحها فكانت مزيجا من دموع الفرح و الخشوع و الشكر لله رب العالمين. و احتفلنا بأمي في هذه البقعة الطاهرة و قبلنا يديها و أحسسنا كأن الله قد توج كفاحها بهذا المشهد المؤثر.. و انتهت قصتنا عند هذا الحد يا سيدي لعل يستفيد بها من واجه مثل ظروفنا.
رقم العضوية : 1432
تاريخ التسجيل : 14Jul2007
المشاركات : 1,444
النوع : ذكر
الاقامة : Egypt
السيارة: none
السيارة[2]: Renault Fuence
دراجة بخارية: none
الحالة :
قصه رائعه
شكراً
محمد سعيد
"No act of kindness is ever wasted"
رقم العضوية : 59278
تاريخ التسجيل : 18Jan2010
المشاركات : 532
النوع : ذكر
الاقامة : Alexandria
السيارة: لا يوجد
السيارة[2]: Scoda Octavia A5
الحالة :
بسم الله الرحمن الرحيم
(و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب)
صدق الله العظيم
رقم العضوية : 10184
تاريخ التسجيل : 06May2008
المشاركات : 117
النوع : ذكر
الاقامة : 6 October
السيارة: Toyota Corolla MMT
السيارة[2]: Hyundai Accent
دراجة بخارية: No
الحالة :
فعلا القصة هزتني ، قصة كفاح رائعة بالحلال. و العبر فيها كثيرة جدا.
شكرا على نشرها.
م/ شريف
رقم العضوية : 13633
تاريخ التسجيل : 26Jun2008
المشاركات : 5,636
النوع : ذكر
الاقامة : Cairo
السيارة: Optra 2007 AT
السيارة[2]: Pegeout 406 2004
دراجة بخارية: لا يوجد
الحالة :
اللهم اغننا بحلالك عن حرامك وبفضلك عمن سواك
اللهم امين امين
afrtow سابقاً
[B]
[gdwl] الإمام الشافعي
إني رأيت وقوف الماء يفسده * * * إن ساح طاب وإن لم يجرِ لم يطبِ
والأُسد لولا فراق الأرض ما افترست * * *والسهم لولا فراق القوس لم يصبِ
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة * * * لملّها الناس من عربٍ ومن عجمِ[[/gdwl]/B]
رقم العضوية : 1651
تاريخ التسجيل : 01Aug2007
المشاركات : 1,419
النوع : ذكر
الاقامة : الإسكندرية
السيارة: لا يوجد
السيارة[2]: Renault Fluence - 2011
دراجة بخارية: لا يوجد
الحالة :
قصة جميلة و معبرة جدآ
شكرآ ليكى على نقلها
و انا أول مرة أحس بمعنى كلمة الحلال و الحرام و إزاى الحلال بفتح الفم و كذلك البيوت و الحرام بغلق الفم و كذلك البيوت
عمرو مختار
رقم العضوية : 4959
تاريخ التسجيل : 27Jan2008
المشاركات : 3,051
النوع : ذكر
الاقامة : Zagazig
السيارة: Skoda Octavia A5 2007
السيارة[2]: Fiat Evo Punto 2011
الحالة :
قصه مؤثره و طبعالحلال اهم حاجه مفهاش كلام كفايه ان فيه الخير
رقم العضوية : 16312
تاريخ التسجيل : 13Aug2008
المشاركات : 504
النوع : ذكر
الاقامة : sharkeya
السيارة: لايوجد
السيارة[2]: هيونداي فيرنا
دراجة بخارية: NO
الحالة :
موضوع رائع واجمل ما فيه انه قصه واقعيه توضح مدي الالتزام و مصداقية اكل العيش الحلال بجد مش كده وكده
رقم العضوية : 4491
تاريخ التسجيل : 19Jan2008
المشاركات : 2,738
النوع : ذكر
الاقامة : Mansoura
السيارة: ----------
السيارة[2]: Excel 1300
دراجة بخارية: ------------
الحالة :
الصبر و الحلال و الرضا أغلى كنوز الدنيا
اللهم اجعل قلوبنا عامرة بالإيمان
رقم العضوية : 66978
تاريخ التسجيل : 04Apr2010
المشاركات : 1,266
النوع : ذكر
الاقامة : Nasr City
السيارة: None
السيارة[2]: None
الحالة :
فعلا قصة جميلة ومؤثرة جدا تسلم ايدك عليها.......
I don't know the key to success, but the key to failure is trying to please everybody
المفضلات