رحلتي الاخيرة الي الاسكندرية و نجاتي من ثلاث حوادث في العودة
الاخوة و الاخوات الكرام .....
أسعد الله أيامكم كلها بكل الخير ووقانا ووقاكم من كل شر ....
يوم الاحد الماضي تقرر ان أسافر الي مدينة الاسكندرية في مهمة عمل تستغرق يومين و فعلا تحركت من بيتي بالرحاب في حوالي الساعة الثامنة و النصف صباحا و اخذت الطريق المعتاد (الدائري - وصلة المريوطية - طريق الواحات - فطريق الاسكندرية الصحراوي)
و كنت قد قررت أن ألتزم بالسرعة المقررة خاصة و ان الطريق أصبح مغري جدا لهواة السرعة و الشد بعد انتهاء اعمال التطوير به و رفع كل التحويلات و لذا أخترت ان أسير وراء سيارة أخري يكون قائدها متزنا كي أظل انا أيضا ملتزما بنفس سرعته و قد كان ووقع أختياري علي سيارة بي أم سوداء يقودها رجل كبير كان يسير بسرعة من 90 الي 100 طوال الطريق و بالفعل وصلت الي مكتب الشركة بالاسكندرية في حوالي الساعة الحادية عشرة و النصف (أي في ثلاث ساعات بالتمام و الكمال) و أنا في قمة الهدوء و راحة الاعصاب
المهم قضيت عملي بالاسكندرية يومي الاحد و الاثنين و كنت قد تركت سيارتي اما الفندق الذي نزلت به و كان أحد الزملاء هو الذي يصطحبني من الفندق الي الميناء بسيارته و لم أستخدم سيارتي مطلقا بالاسكندرية نظرا لأن أهلها ادري بدروبها
و بالامس بعد ان أنهيت عملي بالمكتب مساءا أنطلقت في رحلة العودة في حوالي الساعة التاسعة الا ربع و كان الموعد المتوقع لوصولي الي البيت هو الثانية عشر مساء وفق ما فعلت في رحلة الذهاب و لكن تأتي الرياح بما تشتهي السفن
أولا .. بعد ان غادرت من بوابة الاسكندرية غيرت رأيي وقررت أن أزيد من السرعة الي مابين (120 - 140) كم/ساعة حسب حالة الطريق التي كانت بالفعل تسمح نظرا لتحسن الطريق تماما و لكني كنت أضطر أحيانا لتخفيض السرعة في حالة ازدياد الكثافات المرورية - يعني كنت بأجري كالعادة بحساب و بدون تهور و لكن ...
ثانيا.. فجأة أذا بي و أثناء تغيير الحارة التي كنت أسير بها الي الحارة اليسري لتخطي أحدي السيارات أجد نور قادم من خلفي مباشرة و يمر بالجانب الايسر مني و يكاد ان يصطدم بي مما أضطرني للانحراف مرة أخري و بأقصي سرعة الي اليمين لتفاديه و فعلا مرت من يساري سيارة بي أم حمراء باقصي سرعة (تقديري لها مافوق ال 200 كم/ساعة)
ثم وجدت هذه البي أم تكاد ان تصطدم بسارة نقل امامي و لكن قائدها (الذي لم يستخدم الفرامل) انحرق الي اليسار متخطيا النقل
جاء الدور علي لتخطي النقل و كانت سرعتي لحظتها 140 كم/ ساعة و أثناء ذلك فؤجئت بمؤخرة شاحنة أخري تقطع نصف الحارة التي أسير بها لذا قررت تخفيض السرعة فورا و عدم اكمال التخطي و العودة الي الحارة اليمين خلف النقل و فعلا هذا ماتم و عند محاولتي التخطي مرة أخري فؤجئت بغبار و دخان كثيف متصاعد من الامام و الجانب الايمن و بدات مرة اخري في الضغط علي الفرامل بأقصي قوة و تشغيل أشارات الانتظار كما سمعت صوت فرامل النقل الذي عن يميني لنري بعد ذلك البي أم علي الجانب الايمن من الطريق و قد تهشمت مقدمتها تماما و مصطدمة باحد الجسور الصغيرة علي جانب الطريق
لم ادر بالثواني التالية لأجد نفسي متوقفا علي بعد امتار من البي أم و لم أعرف كيف و متي توقفت و امامي أيضا علي بعد امتار قليلة السيارة النقل متوقفة و سائقها يفحص الاطارت
فقررت أن أنزل لأري سيارتي و هل حدث لها أي شئ و لكني وجدتها سليمة و لم تصب بخدش واحد و الحمد لله و قررت الذهاب للأطمئنان علي سائق و ركاب البي أم ووجدتهم كلهم بخير و لكنهم في حالة عدم وعي أو تصديق و أحسست بعد ذلك من الكلام معهم بانهم كالسكاري أو من تناول مخدرا
فقررت الانصراف بعد ان جاء اليهم أحد الخفراء بالمنطقة و بدأ في الحديث معهم
المهم أكملت طريقي و قبلمدخل القاهرة بحوالي 60 كم كدت أن اتعرض لحادث أخر بسبب تهور سائق سيارة ياريس أخري علي يميني و سيارة لادا علي يساري كادا ان يطبقا علي أثناء سباقهما و لولا العناية الالهية لحدث مالا يحمد عقباه لنا نحن الثلاثة و من خلفنا من بقية السيارات
و بعد أن وصلت القاهرة و أثناء سيري علي الطريق الدائري قبل منزل طريق السويس بينما كنت أهدئ من سرعتي و أخذ يميني أذا بي أجد شخص متوقف امامي مباشرة كن يعبر الطريق و حجبته السيارة التي أمامي عني و لولا ستر ربنا كان بقي علي كبوت العربية و لكني مررت من جانبه مباشرة و انا في حالة ذهول
فعلا ..... القيادة في مصر أصبحت من أخطر مايمكن و ماتعرفش تلاقيها منين و لا منين
- الطرق السيئة و المطبات و عد الاضائة ؟؟
- و لا النقل اللي بيتصرف كما يحلو له دون اعتبار للسيارات الاخري حوله ؟؟
- و لا سائقي الملاكي المتمتعين بالجهل بأبسط أصول و قواعد القيادة و المتهورين من الشباب ؟؟
- و لا من المشاة الغير مباليين بأرواحهم ؟؟
يارب أسترها معانا
معلش طولت عليكم و لكن كنت عاوز أنقل لكم هذه التجربة المخيفة علي أحدي طرق الموت المصرية الجديدة .... طريق القاهرة / الاسكندرية الصحراوي
مع خالص تحياتي
م/ سمير الشهاوي