نظام Star Safety من تويوتا



شهدت السوق الأمريكية حملة إعلانية تكاد تكون الأكبر من نوعها في لصناعة السيارات في الولايات المتحدة،
وصاحبة هذه الحملة هي شركة تويوتا التي حظيت باهتمام عالمي غير مسبوق بسبب عمليات الاستدعاء الواسعة التي أجرتها في الآونة الأخيرة والتي طالت أكثر من 10 ملايين سيارة حول العالم.
فقد بدأت تويوتا بالترويج لمنظومة الأمان الجديدة Safety Star System، وأينما ولى الأمريكيون أعينهم سواء نحو التلفاز أو الملاعب الرياضية أو الانترنت سيجدون حملة تويوتا.

وبينما تطلق تويوتا على تجهيزها الجديد «نظام»، نفضل أن نطلق عليها «منظومة» ذلك لأنها ليست سوى حزمة من 5 أنظمة أمان شهيرة لم يكن لتويوتا دور في ابتكارها.

وهي أنظمة توفرها كل مصانع السيارات تقريبا لسياراتها وتشمل: نظام التحكم بالثبات VSC، نظام التحكم بالجر TRAC، نظام منع انغلاق المكابح ABS، نظام التوزيع الإلكتروني لجهد الفرملة EBD، ونظام مساعد الفرامل BA.

وإذا كانت هذه الأنظمة متوفرة أصلا لصناعة السيارات ككل، وبعض منها لأكثر من عقدين من الزمان، فما هو المميز فيها في سيارات تويوتا؟

وهل تهدف تويوتا من وراء هذه الحملة إلى تذكير العملاء بأنها سياراتها آمنة لتبديد أي انطباعات سلبية تولدت لديهم بسبب الاستدعاءات الواسعة؟

الحملة بمادتها الترويجية تركز على لقطات مثيرة للعاطفة، مثل أمهات مع أطفالهن الرضع، شباب بنظرات تدل على المسؤولية والاهتمام، وعائلات تقدم شهادات إيجابية عبر صور صامتة، مع التركيز على عبارة «الكل يستحق الأمان» Everyone deserves to be safe، وعبارة «راحة البال» Peace of mind. وفي الخلف تظهر رسومات لمكونات أنظمة الأمان المذكورة وهي تتطاير لتتجمع في النهاية في وحدة واحدة.

الأنظمة المذكورة توفرها مرسيدس-بنز وفولفو منذ سنوات لسياراتهما في السوق الأمريكية، وليس أي منها غائب عن تشكيلة سياراتهما.

إذا ما هو المهم في إعلان تويوتا؟ هذا السؤال الذي أثارته الشركة اليابانية عبر إعلاناتها التي كانت قوية بمؤثراتها المرئية ولكن إلى حد ما ضعيفة برسالتها الحقيقية. ويبدو أن تويوتا تريد الحملة بهذا الشكل لكي تثير التساؤل.

بالفعل الأنظمة الخمسة لا تتوفر فقط في سيارات مرسيدس-بنز وفولفو،
بل وتتوفر أيضا لسيارات هوندا ونيسان وفورد وجنرال موتورز ولربما كافة المصانع التي تبيع سياراتها في السوق الأمريكية.

ولكن ليس أي صانع غير تويوتا يوفرها مجتمعة لكل السيارات التي يبيعها في السوق الأمريكية،
وبتقديم تويوتا لمنظومتها الجديدة تؤكد بأنها الصانع الوحيد الذي يوفر الأنظمة الخمسة مجتمعة لكل السيارات التي تبيعها بغض النظر عن مستويات التجهيز،
وفي هذا المجال تحقق تويوتا إنجازا سبقت به غيرها.

وفي إعلاناتها تؤكد تويوتا على تلك الحقيقة إذ تقول «تويوتا هي أول صانع يقدم مجموعة متكاملة من السيارات ولكل الفئات جميعها مجهزة قياسيا بنظام Star Safety».
وتكمن أهمية المنظومة في أنها توفر أنظمة الأمان التي تركز على درء وقوع الحوادث.

ويقول بوب زينسترا رئيس إعلانات تويوتا ومخططاتها الإستراتيجية في الولايات المتحدة «شركة مبيعات تويوتا لم ينم إلى علمها أن شركة تويوتا لديها براءة اختراع لأي من الأنظمة الخمسة،
ولكننا كنا مبدعين بجمع هذه الأنظمة كاملة في سيارات اقتصادية لا تنتمي لفئة السيارات الفاخرة».

ومؤكدا تحتاج تويوتا لحملات إعلانية من هذا النوع حاليا لتبديد الانفعالات السلبية نحوها بسبب الاستدعاءات،
ولمواجهة ديمقراطيو الكونغرس الذين مازالوا يسعون إلى ضرب الشركة وبشكل بات أوضح من أي وقت مضى لتبرير مساعداتهم المالية الكبيرة للمصانع الأمريكية المتعثرة ولمنح جنرال موتورز فرص أقوى للتنافس خاصة وأنها تقترب من إعادة طرح أسهمها للتداول.

ولكن زينسترا يقول بأن منظومة الحماية لم تطور بالأصل للغايات السابق ذكرها، بل قرار تقديمها اتخذ في 2008 وقبل أن تبرز مشكلة الاستدعاءات،
وحسب تعليقاته كان يفترض أن تحملها كل سيارات تويوتا نهاية 2009، ولكن حملة الاستدعاءات أخرت التقديم للتركز على مجابهة الحملات الإعلامية السلبية ضد الشركة.

وبالفعل لو بحثت في مواقع الشركات المنافسة، ستجد أن سيارة مثل تويوتا يارس ستحمل منظومة Star Safety الكاملة، بدون زيادة بالسعر، وبالمقابل فإن سيارة منافسة مثل هوندا فت Fit توفر نظام للتحكم بالثبات تطلق عليه VSA اختياريا ضمن حزمة تجهيزات يجب أن تشمل نظاما ملاحيا باهظ الثمن.

ولا يأتي موقع فورد على ذكر نظام مساعد الفرامل أو التحكم بالجر أو التوزيع الإلكتروني لجهد الفرملة في سيارة مثل فوكاس،
وهي أنظمة توفرها كورولا المنافسة قياسيا. أما شفروليه أفيو فبالكاد توفر نظام منع انغلاق المكابح ABS لبعض من مستويات التجهيز ولكنه لا يتوفر حتى اختياريا لطراز القاعدة منها.

ونشير هنا بأن تويوتا ستكون الصانع الوحيد الذي يوفر نظام الفرملة المهيمنة Brake Override كتجهيز أساسي لكل سياراته بغض نظر سواء كانت فاخرة أو اقتصادية منخفضة الثمن.
وبهذه التوليفة ستضع الشركة اليابانية المصانع المنافسة أمام تحديات صعبة تلزمها بضرورة الرد بالمثل إن لم يكن بشكل أفضل، وهذا أمر قد يتكلف الشركات مبالغ باهظة جدا.