رئيس NHTSA: مشكلة التسارع الغير مقصود تعاني منها كل المصانع الكبيرة



بينما حظيت تويوتا بملاحقة إعلامية واسعة في الشهور القليلة الماضية نتيجة استدعاءها لأكثر من 8 ملايين سيارة حول العالم لإصلاح مشكلة في دواسة البنزين
يمكن أن تؤدي إلى التسارع الغير مقصود، فإن هذه المشكلة ليست محصورة في تويوتا فقط وفقا لتأكيدات رئيس الإدارة الوطنية لسلامة المرور على الطرقات السريعة NHTSA
الذي قال بأن بلاغات على نفس المشكلة تناولت كل صانعي السيارات الكبار بلا استثناء، وأنها مشكلة عامة وليست خاصة.


وقال ديفيد ستريكلاند رئيس NHTSA بأن إدارته تعمل حاليا على جمع أكبر قدر من المعلومات لدراسة الظاهرة التي ضربت كل صانعي السيارات الكبار.
وأن المعلومات التي يتم جمعها تعود إلى أكثر من 10 سنوات مضت.

وكانت واحدة من الإجراءات الإيجابية التي نتجت عن لجان استماع الكونغرس الأمريكي لمشكلة تويوتا هي تشكيل هيئة علمية مستقلة لدراسة ظاهرة التسارع الغير مقصود.

وقد عقدت الهيئة التي أطلق عليها «الأكاديمية الوطنية للجنة علماء دراسة إلكترونيات التحكم بالمركبات والتسارع الغير مقصود» أول اجتماعاتها مؤخرا لإطلاع عامة الناس على توجهاتها.

وتتكون الهيئة التي منحتها NHTSA المسؤولية الكاملة لدراسة ظاهرة التسارع الغير مقصود
والمعروفة اختصارا بـUA من نخبة منتقاة من كبار المهندسين والعلماء والباحثين والذين سيعملون يوميا لدراسة فيزيائيات الحوادث وإعادة تركيبها للوقوف على مسبباتها الحقيقية.

وفي أول اجتماع للهيئة، أكد ستريكلاند أن أعمال وأبحاث ودراسات الهيئة لن تتناول سيارات تويوتا فقط،
بل منتجات كافة صانعي السيارات الكبار مؤكدا أن لدى NHTSA شكاوى حول التسارع الغير مقصود تتناول كل الصانعين وليس تويوتا فحسب.

وقال ستريكلاند بأن عمل الهيئة لن ينحصر في السببين المعروفين لمشكلة التسارع الغير مقصود وهما انحباس دواسات البنزين بالأغطية المضافة إلى الأرضيات،
وعدم ارتداد دواسة البنزين لخلل في ميكانيكياتها، بل ستشمل أبحاثها وتحقيقاتها احتمالات أنظمة التحكم الإلكتروني مع التركيز على جانب الخطأ البشري
خاصة وأن شكاوى أخيرة ضد تويوتا أثبتت قطعيا أن الخطأ ارتكبه العملاء إما للتكسب المادي أو لتجنب مشاكل مع شركات التأمين.

وكانت واحدة من النقاط التي طرحت خلال عمليات استجواب كبار مدراء تويوتا من قبل الكونغرس الأمريكي هو عدم توفر الإمكانيات الفنية لدى NHTSA لإجراء تحقيقات فنية معقدة لمعرفة أسباب التسارع الغير مقصود.
ومن هذا المنطلق جرى تشكيل الهيئة الجديدة التي مُنحت الصلاحيات والميزانيات الكافية لتعمل بصورة صحيحة ودقيقة.

وأكد ستريكلاند على ضرورة بذل كل ما هو ممكن لفهم احتمالات الخلل في أنظمة التحكم الإلكترونية،
موضحا بأن الهيئة لن ينحصر عملها في دراسة مشكلة التحكم الإلكتروني بدواسات البنزين فحسب،
بل كل الأجهزة التي تحملها السيارات والتي تخضع للتحكم الإلكتروني.

وأوضح بأن الهيئة ستدرس وبشكل مكثف الأخطاء البشرية التي تتسبب بالتسارع الغير مقصود،
والتي ثبت كثيرا أنها ربما تكون المسبب الأكبر للمشكلة، وهو ما دفع تويوتا إلى الإعلان عن تزويد كل سياراتها بنظام الفرملة المهيمنة Brake Override للتخفيف من احتمالات الخطأ البشري.

كما وأعلن ستريكلاند عن إشراك صناعات الفضاء في تقييم ودراسة مشاكل الأمان التي تتعلق بالسيارات
مع ضرورة البحث عن طرق لدراسة المشاكل اللحظية البسيطة والتي لا تترك آثارا واضحة حول وقوعها أو مسبباتها.

وترغب NHTSA بأن تتوصل الهيئة عبر أبحاثها ودراساتها عن أسباب علمية دقيقة لفهم مشكلة التسارع الغير مقصود مع تقديم التوصيات المطلوبة لمنع وقوعها مستقبلا.

وتواجه NHTSA تحديات واسعة، فهي يمكنها بالنهاية دراسة المشاكل الفنية،
ولكن سيكون من الصعب عليها التعامل مع مشاكل قد تتعلق بارتفاع أعداد سائقي السيارات من كبار السن والذين هم أكثر عرضة لارتكاب الخطأ.

كما ولاحظت الإحصائيات أن الحكومات التي يقودها الديمقراطيون دائما يصاحبها ارتفاع في عمليات الاستدعاء،
فخلال فترة رئاسة كارتر تم تسجيل أكثر من 300 استدعاء سنويا، مقابل أقل من 200 استدعاء سنويا خلال فترة رئاسة ريغان،
ثم ارتفعت عمليات الاستدعاء من جديد خلال فترة رئاسة كلينتون.