الموضوع: قصة من تأليف أعضاء المنتدى

إستيقظ شريف مبكرا فى هذا اليوم على رنات تليفونه المحمول الذى لا يفارقه ، أرسل شريف يده لتبحث عن المحمول وهو مغمض العينين وأخرسه ، لكن المتصل مالبث أن عاود الإتصال فرفع شريف الهاتف أمام عينيه ليرى رقم المتصل وما أن رآه حتى انتفض واقفا قائلا لنفسه :

"يا نهار اسود زعبوله القوله رجع تاني !!؟ ويا تري عايز ايه دلوقتي علي الصبح " وبشكل لاارادي اسرع شريف بكتم الصوت بكلتا يديه لكن دون ان يغلق الخط وبينما شريف واقف محتاس مش عارف يعمل ايه اذا بالتليفون بطل رن مما جعله يتنفس الصعداء لهروبه ولو مؤقتا من المواجه ومن ثم ارسل شريف ناظريه لزوجتة المستلقيه بجانبة ليطمئن من انها لم تستيقظ علي صوت التليفون..

كان الامر كالكابوس ولم يكن يظن ابدا ان يعود هذا الكابوس لحياتة مره اخري الا ان صوت التليفون ايقظه مره اخري من سرحانة ليجد نفس الرقم مره اخري نعم نفس الرقم الذي لم يكن يظن ابدا انه سيراه مره اخري الا ان صوت رنه التليفون بدا له كانه يزداد اصراراً وعلوا كمان ان طبق الرز اللي غرقانة فيه مراتة يكاد ينتهي وتصحي من النوم اذن لابد من الموجهة وليكن اذن ضغط علي زر الاتصال وببطء شديد رفع شريف الهاتف لاذنيه قائلاً :

...ايوة يا زعبولة فيه حاجة .. فأجابه زعبولة : المعلم بيقولك انت مطلوب!. فبدأ على الشريف الضيق من سؤال زعبولة ومش عارف يرد على زعبولة وبعد فترة من الصمت رد شريف : طيب قول للمعلم أنى انا هاقبله بكرة بس أخلص كام مشوار وهعدى عليه بكرة .. فرد عليه زعبولة وكل صوته يملآه حزم وقوة :المعلم بيقولك الساعه 11 تكون عنده و الا مش هايحصل طيب و انت عارف المعلم لما يقول كلمه تمشى عالكل .
رد عليه شريف قائلا : طيب طيب خلاص هاكون عنده الساعه حداشر زى ما امر ... سلام بقى دلوقتى يا زعبوله .
و من غير مايرد زعبله كان قفل السكه.

اطمأن شريف ان مراته لسه نايمه و راح قايم من جنبها مولع سيجاره و ذهب الى البلكونه لكى يفكر فيما فعل فى ماضيه و كيف لهذا الماضى ان ينغص عليه حاضره و مستقبله ........ و فجأه و هو فى وسط تفكيره اذ بمراته تدخل عليه البلكونة وتقوله انت لسة صاحى يا شريف؟؟؟ ومين الى كان بيتصل بيك دلوقتى دة
زاغت عيناه من الخوف فربما تكون زوجته قد سمعت المكالمة الملعونة بينه وبين زعبولة ودارت عيناه فى محجريهما وعقله يكاد يحترق من التفكير الى ان اهتدى الى كذبة جديدة ورد عليها قائلا...
شريف : مفيش حاجة يا حبيبتى, بعيد عنك واحد صاحبى ابوه مات وكانوا بيبلغونى.
الزوجة : ان لله وانا اليه راجعون, طيب وهوا مين صاحبك دة؟؟؟؟
شريف : لا دة واحد صاحبى من ايام الجامعة , متهيالى مشفيهوش قبل كدة...
الزوجة : طيب يا حبيبى انا هدخل الحمام وارجع تحب اعملك كباية نعناع تهديك ؟؟؟؟
شريف : لا مرسى يا حبيبتى انا هخلص السيجارة وانام.

وخرجت الزوجة تتهادى الى الحمام وانتهز شريف فرصة خلو الحجرة ورفع سماعة الهاتف ليتصل بـ بالسائق الخاص بة ليخبرة ان يحضر لة نصف ساعة قبل الميعاد المعتاد علية لانة يريد ان يذهب الى العمل مبكرا--ولن يمكنة النوم بعد المكالمة الغامضة مع زعبولا القلا--وبالفعل حضر السائق فى الميعاد وذهب شريف الى عملة شارد الفكر زائغ العينان-حتى انة لم يرد التحية الى زملائة فى الشركة الذى يعمل بها--وهى شركة تعمل فى مجال الشحن ووسط سقوط شريف فى تفكير عميق قاطعه صوت جرس تليفون المكتب ترررن تررن

شريف فى ترقب: الو
الزوجة: ايوه يا شريف اخبارك ايه دلوقتى ؟ شكلك مكانش يطمن امبارح. هتعمل ايه فى موضوع صاحبك؟
شريف : مفيش هنعدى عليه كلنا بعد الشغل
الزوجة: طيب ربنا معاك يا حبيبى
الزوجة: شريف .... ما تنساش تيجيبلى معاك زيتون كالاماتا
شريف: حاضررر
يفتح شريف درج المكتب ويخرج منه المسدس الذى كان يستخدمه فى رحلات الصيد ويقوم بحشو المسدس وهو يبتسم قائلا فى هدوء : كده بقى الواحد يبقى جاهزلك يا زعبولا
وبنظرة سريعة على المكتب يلمح شريف ظرف مغلق ويقوم بفتحه ليجد .ليجد فيه رساله مكتوبه بخط ركيك، وبعيون زائغة قرأ شريف الرسالة بسرعة "اذهب إلى الكيلو 28 طريق مصر الأسماعيليه الصحراوى" الامضاء زعبوله. سرح شريف بخياله فى مضمون الرساله هل يضمر له زعبولا الشر ولماذا اختار هذا المكان بالذات للمقابله،ومن الذى احضر هذه الرساله إلى مكتبه. نظر شريف الى الظرف الذى كانت به الرساله وتمعنه بشده لا توجد عليه اى اختام او طوابع بريدية. ازداد ارتباك شريف وبصوت عالى نادى على سكرتيرته يا نادية كررها مرتين بصوت عالى، وفى لمح البصر كانت هيام تقف امام مكتب شريف
شريف: مين اللى جاب الجواب ده هنا
نادية: تنظر الى الظرف الملقى على المكتب، ده جه مع الجوابات اللى جت النهارده الصبح.
شريف: بس ده ما فيش عليه طوابع ولا اختام يعنى اتسلم باليد ياهيام.
نادية: (وقد تغير صوتها وبدا عليها الاضطراب) مش عارفه والله ياستاذ شريف بس انا لقيته مع باقى الجوابات بتاعه حضرتك.
شريف: طيب طيب انا حعرف مين اللى جابه اتفضلى انتى.
خرجت هيام مسرعة من المكتب وهى تهمس بكلمات فى سرها ....أه لو استاذ شريف عرف ان انا اللى بنقل كل معلوماته الى زعبوللا والمعلم، ماعلينا يعنى هيعرف منين يعنى

سرح شريف بخياله عدة سنوات الى الوراء، عندما كان احد صبيان تلك المجموعة التى يسمى زعيمها نفسه باسم"المعلم" وتذكر ايام الشقاوة قبل ان يستقر به الحال فى وظيفة محترمة ويتزوج، والأن ها هو الماضى يطل عليه علية بوجهه القبيح ويهدد حياتة المستقرة...."صحيح دخول الحمام مش زى خروجه"قالها شريف لنفسه بصوت مسموع ، وأجفل عندما سمع ذلك الصوت الأنثوى يقول له:"حمام إيه يا استاذ شريف" ، ونظر ليجد زوجته واقفة امامه تتفرس فى ملامحة، فنظر لها متسائلا، خيرفيه حاجة، فردت قائلة: أيه حكاية الكيلو 28 إللي في طريق مصر الأسماعيليه الصحراوي دي؟؟؟؟

قال لها :- هوه في أيه يا حبيبتي بس ؟

قالت له:- جالك جواب على البيت مكتوب فيه((( أنا في أنتظارك في الكيلو 28 طريق مصر الأسماعيليه الصحراوي))) !!! مين بقى يا سي "شريف" إللي متستنيك في الكيلو ماعرفش ايه ده ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

قال لها:- يا عبيطه أنتي مش عارفه إن "بايوو" ساكن في مدينة العبور ومدينة العبور موجوده عند الكيلو 28 وأنت عارفه "بايوو" بقى وحركاته .... ههههه (ضحكه صفره)
قالت له:- الكيلو ده في إدارة التجنيد (الهايكستب) وسوق العبور ومدخل مدينة العبور يعني كذا حاجه يا حبيبي و"بايوو" مابيهزرش الهزار الرخم ده
قالها:- يعني تفتكري يعني إدارة التجنيد هيه إللي بعتالي يا شيخه ؟ وللا يعني واحد من معلمين السوق باعتللي أستلم قفص جوافه؟؟؟؟ قالت له :-قالت له: براحتك ، وهى تشم بفطرتها الأنثوية أن شيئا ما يدور..

حدّث شريف نفسه قائلا: ماذا لو لم أذهب؟ ماذا لو تجاهلت هذه الرسالة كأن لم تكن؟؟ وبسرعة تذكر أن "المعلم" لا يرحم وأنه لا ريب لن يتركه وشأنه وسيجبره على استغلال موهبته الفريده فى فتح الخزائن فى الشر مرة أخرى..

وعزم شريف أمره : سأذهب وأتوسل إليه ان يتركنى وأدعى أنى أصبحت خيبة وأعمل إنى بقيت مرعوش ولا أستطيع فتح زراير القميص بسبب الروماتويد.. أيوه هى دى الخطة...
حاول أن يطمئن نفسه الملتاعة بهذه الفكرة التى لم تحبط خوفه، وركب سيارته الاسبرانزا السوداء إلى الكيلو 28.وهناك وجد زعبولا في إنتظاره بسيارته الفارهه والتي هي من نفس طراز سيارته السوداء ولكن حمراء ومعاه إتنين رجاله ما شاء الله عليهم لو حطوا منهم ميه جنب بعض ممكن يبنوا سور مصر العظيم وبدأ زعبولا الحديث

زعبولا : آيه الغيبه الطويله ده ياشريف ما كانشي عشرة عمر وأسفلت خد مننا رقات وإيدينا اللي كانت تتلف في حرير ( وخده أحضان وبوس ) وكأنه كان صاحبه وأنتيمه
شريف : إذيك يا زعبولا يجماعه ليه الحركات ده يعني تليفون وجوابات في الشغل وفي البيت هو فيه إيه لكل ده ممكن كان فيديو كال واحد يخلص الموضوع ده كله في ثانيه
زعبولا : ماعليشي بقى ياشريف ده أوامر المعلم الكبير وطريقته الجديده
شريف : طريقته الجديده ( ما شاء الله ) ده الراجل أتطور عن زمان أوي . طب ودلوقتي عايزين مني آيه ؟؟؟
زعبولا : المعلم هو اللي عايز يشوفك ضروري
شريف : خلاص أمشوا وأنا هامشي وراكوا
زعبولا : لأ ياحلو المعلم أوامره أننا نغضي راسك علشان المكان بتاعه الجديد سري
شريف: نعم
زعبولا أشار للرجاله بتوعه وهب راح كل واحد ماسك شريف ومكتفينه وهو راح مغضي راسه كلها وخدوه ومشيو

من بعيد مراته كانت ركبه عربيتها لأنها قالت لنفسيها أكيد الراجل ده بيلعب بديله من ورايا وأنا لازم أعرف وكانت متابعه كل حاجه

وجائت لحظة التكتيف ولم تدرك زوجتة ما يجب عليها فعلة وهى ترى ان زوجها فى موقف صعب -وفى الحال وجدت نفسها تتصل--بزوج اختها وهو يعمل بجهاز الشرطة بدرجة مقدم --وشرحت لة باللهجة متسرعة وعصبية مدى خطورة الموقف التى تعيشة-- وترى زوجها فية--وفجاة وفجأة .. وهي تحاول التفكير في متابعة سيرها خلف السيارة الملعونة التي ترى فيها زوجها معصوب العينين بلا حول ولا قوة له .. وقد سيطر الخوف عليها تماماً تنشق الأرض عن ضابط يقول لها رخصك يا مدام .. ارتبكت ارتباكاً شديداً وهي تقول رخص إيه ؟؟ بدأ الضابط يشعر بارتباكها ، وهي تشخص ببصرها إلى السيارة التي يقتادون فيها شريف لجهة غير معلومة ، وهنا لاحظ الضابط ارتباكها وقال لها بلهجة حازمة : الرخص يا مدام .. انتي واقفة قدام التجنيد وعلى طريق سريع ودي منطقة ممنوع فيها الانتظار .. زاد ارتباكها وهي تبحث عن الرخص ليباغتها الضابط فجأة ويقول لها :

ايه ده .. مش معقول انت هيام ؟؟ مش فاكرانى انا مصطفى .. مصطفى رشدى كنا معا بعض فى المدرسة
هيام: مــصطفى ياااا ازيك يا مصطفى عامل اية ؟ والله ليك وحشة
مصطفى: انا الحمد لله كله تمام . انت اخبارك ايه يا بنتى ؟ اتجوزتى ولا لسه؟
هيام: كله تمام الحمد لله .. اه اتجوزت
مصطفى : انت ايه الى جابك هنا اصلا؟
هيام : يووو نستنى صحيح .. شايف العربية الى هناك دى ؟ شكل فى حد بيخطف جوزى
مصطفى : ايه ده !؟ طب يلا بينا بسرعة .. انا هطلع قدامك بالبوكس
مصطفى فى الاسلكى : ............



............................................