و انتقل أبي الى رحمة الله
عن عمر 71 عاما أمضاها في العلم و الدعوة الى الله بالكلمة الطيبة و الابتسامة الجميلة و النكتة الظريفة ...
أمضاها في مساعدة كل محتاج , من كل مكان , في كل وقت , بكل قوته و مجهوده. حيث كان يرجع من الجامعة ظهرا و يستريح حتى صلاة العصر ثم يأخذ دفتر المحتاجين للعمل و يجري اتصالاته بمعارفه و أصدقاؤه ليبحث لهم عن عمل , ثم يمسك بكشكول من يريد الزواج و يبحث له أو لها عن شريك الحياة المناسب ...
كان له في الحرم المكي مكانا معروفا كل من جاء من مصر الى مكة يلتقي به هناك تحت الاذاعة طوال شهر رمضان ....
كان بيتنا في الرياض و بعد عودتنا الى مصر بيت المحتاجين و ملاذا لكل طالب حاجة ...
كان دائما عطوفا رحيما رقيقا ملتمسا العذر للناس , و دائما ما يطلب مني أن أكون رقيقا مع الناس حتى لو كنت أعلم انه كاذب فقد يكون تصرفي ذلك سببا في توبته ..
....
سافر الى أمريكا للقاء الدعاة الى الله هناك و كتب عنهم , و سافر الى باكستان أيام حرب أفغانستان و قابل الكثير من قادة الجهاد الأفغاني و كتب عنهم , و سافر في كل محافظات مصر و قراها و قابل الكثير من الدعاة و كتب عنهم ....
في يوم الوفاة كنت كمن يزف العريس الى عروسه ليقيني أن أبي يسعده ان أفرح له عند لقاؤه مع الله ..... أرجو ان يكون أبي شفيعا لي يوم القيامة لأنه مات شهيدا بالكبد , مات شهيدا لأنه كان يرجو من الله دائما في كل صلاة أن يكون شهيدا ..
في يوم الجنازة كان الجو حارا على غير العادة من شهر يناير و عند صلاة الجنازة أمطرت السماء كما لو كانت تبكيه ... و عند فتح القبر خرج علينا هواء بارد و رائحة مسك قبل أن ننزل أبي القبر ... و بعد الدفن و عند الدعاء له بالثبات و الرحمة أمطرت السماء مطرا غزيرا عن المرة الأولى و هذا من علامات القبول للدعاء و الرحمة للميت ..
و في النهاية أحب أن أشارككم بهذا العزاء للمرشد العام للاخوان المسلمين
[youtube]http://www.youtube.com/watch?v=fpUQiEVApk4[/youtube]
رحم الله أبي و تقبله في الفردوس الأعلى