بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و بعد :


إن الأخذ بالأسباب المشروعة لا ينافي التوكل على الله جل وعز نعم

لا ينافي تفويض الأمر إليه سبحانه .

فلا بد للصياد من شبكة يصيد بها .. وصدق من قال:


كل من في الوجود يطلب صيداً غير أن الشباك مختلفات
وبذل السبب منهج إيماني ، وهو لا يتنافى مع صدق الاعتماد على الله جل وعز في جلب المنافع ، ودفع المضار مع الثقة بالله سبحانه وتعالى.
وترك السبب سفه وجنون وعته ، فكيف يأتي اللبن بلا بقرة؟!! وكيف يأتي الضوء بلا شمس؟!!


إن اعتمادك كلياً على الأسباب ، والتعلق بها في جلب النفع أو دفع الضر فيه كفر بنعمة المنعم جل وعز ..، وقلة أدب معه سبحانه ، وتعلق بغيره …، بل هو الضلال والضياع عياذاً بالله { قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً} الجن:21 .


فمنهج المتميزة هو التوكل على الله جل في علاه مع بذل السبب المأذون فيه شرعاً ، واعتقاد أن جلب النفع ودفع الضر بيد الله جل وعز { ألا له الخلق والأمر } الأعراف:54 { قل أرءيتم إن أهلكني الله ومن معي أو رحمنا} الملك:28 ، { إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون * فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون} يس: 82 ، 83 .



و صلى الله على نبينا محمد و الحمد لله رب العالمين