ضعف مبيعات يوليو 2010



خابت توقعات الخبراء والمحللين حول أداء مبيعات السيارات للسوق الأمريكية في شهر يوليو الماضي، وكانوا قد توقعوا أن يكون الأفضل منذ أغسطس العام الماضي، ولكن الأرقام كشفت عن تقدم بالمبيعات بمقدار 5 بالمائة، وهي أقل زيادة شهرية منذ يناير الماضي. كما وكشفت الأرقام عن تحقيق كل من جنرال موتورز وفورد أقل زيادة شهرية لهذا العام، فيما تراجعت مبيعات كل من تويوتا وهوندا. وبلغ إجمالي مبيعات السيارات لشهر يوليو 1,050,180 وحدة، وبه يصل معدل المبيعات على أساس سنوي إلى 11.55 مليون وحدة، وهو ثالث أفضل رقم منذ بداية العام.

وكان الخبراء قد توقعوا أن يشهد يوليو أقوى اندفاعة في المبيعات منذ أغسطس 2009 الذي شهد تقديم برامج الحفز الحكومية، واستند الخبراء في توقعاتهم على أساس أن صانعي السيارات يسعون خلال هذا الشهر من كل عام إلى تصفية أكبر قدر من مخزون سيارات 2010 ورغبتهم الجامحة في تقديم المزيد من العروض التي تستهدف رفع المبيعات.

وقالت مؤسسة j.d باور بأن النصف الأول من يوليو الماضي شهد ارتفاعا حادا في مبيعات التجزئة، ولكن سرعان ما بردت تلك الحركة وتراجع الطلب.

وقال جيف شوتر المدير التنفيذي لقسم التكهنات العالمية للمبيعات بأن برود المبيعات في شهر يوليو يؤكد على هشاشة الأسواق والتي يبدوا بأنها انتعشت لبعض من الوقت بفعل الحوافز الكبيرة التي قدمها صانعو السيارات.

وسجلت جنرال موتورز ارتفاعا بلغ 6.4 بالمائة إلى 199,602 سيارة، ورفعت شفروليه مبيعاتها 12 بالمائة مقابل ارتفاع بلغ 32 بالمائة لـgmc.

ولكن الأداء الأقوى جاء من كاديلاك التي سجلت زيادة فلكية اقتربت من 142 بالمائة وذلك بفضل الإقبال الكبير على الكروس أوفر srx، كما وحققت بيويك ارتفاعا فلكيا اقترب من 137 بالمائة بسبب الإقبال الكبير على الصالون الفاخرة لاكروس.

وقالت جنرال موتورز بأن مبيعات الأسطول بلغت 50,048 سيارة، وأكدت بأن الحوافز التي قدمتها خلال يوليو كانت في حدود المتوسط العام لصناعة السيارات. وأبقت الشركة على توقعاتها فيما يخص إجمالي مبيعات السيارات للسوق الأمريكية وفي نطاق يقع بين 11.3 و11.8 مليون وحدة.

وحققت فورد أقل ارتفاع لها منذ نوفمبر 2009، وبلغ 3.3 بالمائة. وقد شملت النتائج مبيعات فولفو التي انتقلت ملكيتها هذا الأسبوع إلى شركة غيلي الصينية. وارتفعت المبيعات الإجمالية للماركات الرئيسية الثلاثة (فورد، لينكون وميركوري) بمقدار 5 بالمائة.

وبرز النجاح الأكبر لفورد في بيعها لـ50,449 وحدة من البيك أب الفئة-f، وهو أول شهر منذ مارس 2008 تتخطى فيه مبيعات هذه المركبة حاجز الـ50 ألفا.

وتراجعت مبيعات ميركوري 31 بالمائة، وكان يوليو الماضي أول شهر كامل تباع فيه سيارات الماركة التي قررت فورد في يونيو الماضي قتلها كليا والتوقف عن إنتاجها ابتداء من سبتمبر القادم.

وتراجعت مبيعات تويوتا 3.2 بالمائة، وقالت الشركة اليابانية بأنها عانت من تراجع بلغ 10 بالمائة لمبيعات قطاع سيارات الركاب لماركة تويوتا بالمقارنة مع يوليو 2009 الذي شهد دخول برنامج الحفز الحكومي في أيامه الأخيرة وساهم في تحقيق كل من كورولا ويارس زيادات فلكية في ذلك الوقت.

أما هوندا فتضررت بتراجع كبير في مبيعات سيفيك فانخفضت مبيعاتها الإجمالية 2 بالمائة.

وعلى النقيض، سجلت نيسان ارتفاعا بلغ 14.6 بالمائة، وقال مايكل كيربس المحلل في موقع إدموندز الشهير بأن تلك النتائج هي انعكاس لتقديم نيسان لحوافز قياسية مع اعتمادها في ثلث مبيعاتها على المبيعات عبر التأجير طويل الأمد، وهي نسبة عالية جدا لم يسبق وأن شهدتها مبيعاتها من قبل.

وارتفعت مبيعات كرايسلر 5 بالمائة، ومجموعة هيونداي (هيونداي وكيا) 20 بالمائة، ومجموعة فولكسفاجن 17.1 بالمائة، وسوبارو 9.8 بالمائة.



وكانت السوق الأمريكية قد شهدت في أواخر يوليو 2009 تدشين برنامج الحفز الحكومي بميزانية بلغت بليون دولار، وساهم البرنامج في رفع مبيعات كل صانعي السيارات إبان ذروة الأزمة الاقتصادية العالمية. كما وساهم البرنامج في ذلك الوقت في دفع مبيعات السيارات الصغيرة والغير باهظة الثمن.

وكنتيجة لتك الظروف التي تغيرت كليا خلال يوليو 2010، اتجه العملاء نحو السيارات الأكبر حجما والأغلى ثمنا.

وعلى سبيل المثال تراجعت مبيعات هوندا أكورد 17.9 بالمائة، ومبيعات سيفيك 25.5 بالمائة، مقابل ارتفاع مبيعات أوديسي 37.8 بالمائة ومبيعات بايلوت 45.4 بالمائة.

ومثال آخر نجده في فورد بتراجعمبيعات فوكاس 29.4 بالمائة في يوليو الماضي بينما ارتفعت مبيعات إدج 18.9 بالمائة ومبيعات إكسبلورر 53.2 بالمائة.

وفي جنرال موتورز، سجلت الماركات الرئيسية الأربعة المتبقية (شفروليه، كاديلاك، gmc وبيويك) ارتفاعا إجماليا بلغ 24.6 بالمائة. ولكن التراجع في مبيعات السيارات الصغيرة كان أقل، حيث تراجعت مبيعات افيو 14.6 بالمائة، ومبيعات كوبالت 22.2 بالمائة، فيما ارتفعت مبيعات ترافيرس 49.1 بالمائة.

وبهذا النمط في الشراء، يتأكد إقبال المزيد من العائلات على شراء السيارات الأكبر حجما والأغلى سعرا، وهذا يعني ظهور بعض من علامات الاستقرار المالي خلال هذا الصيف على شريحة العملاء من ذوي الدخل المتوسط.