سماح !! لا تسامحـــــــــينا !! (وائل عطية)
قرأت مقالاً للأستاذ حمدين صباحي عضو مجلس الشعب ورئيس تحرير جريدة الكرامة..
كان لهذا المقال أثراً بالغاً في نفسي وكان حول استشهاد الطفلة المصرية سماح برصاص اليهود لعنهم الله ..وهذا المقال موجه لمن كانوا يتغنون بالأمن القومي والسيادة المهلبية !!
أسوق لكم مقتطفات من هذا المقال :
لا تسامحينا يا سماح، لا تغفري لنا، لا تمدي يدك الصغيرة الرقيقة لتمسحي دمك المعلق في رقابنا، لا تسامحي الرئيس مبارك، دعي دمك يسيل علي شعره الفاحم وقميصه الناصع وربطة عنقه الحرير، دعي دمك يؤنبه حين يتحدث عن الأمن القومي المصري ويذكره بأنه لم يتمكن من ضمان الأمن لطفلة مصرية!
لا تسامحي ماما سوزان، دعي دمك وردة غضب تتفتح فوق فستانها وهي تترأس اجتماعات رعاية الطفولة!
لا تسامحي أحمد نظيف لأنه لا يستطيع أن يكون نظيفا بينما دمك يلطخ بياض رأسه.
ولا تسامحي مجلس الشعب، دعي دمك ينغص سروره ويمتد من اليمين الي اليسار ليوحد الأغلبية والأقلية بنفس العار ويجمع الموالاة والمعارضة بخيط الدم، خيط العجز، لا تسامحي أحمد أبو الغيط، خلي دمك المهدر يغطي رجليه المرتجفتين لعله يخجل من نفسه ومن فمه الذي كان يصخب ضد الفلسطينيين: من يعتدي علي حدودنا هنكسر رجليه، ها هو يغلق فمه أمام إسرائيل التي اخترق رصاصها حدودنا وصدرك البريء.
لا تسامحي اللوبي الأحول الذي انبري بصخب المأجورين يدافع عن السيادة الوطنية أمام غزو الفلسطينيين!
أين هؤلاء الساسة والبرلمانيون والإعلاميون خاصة الكتبة الصحافيين الذين اصطفوا فجأة دفاعا عن سيادة مصر وأرض مصر وجنود مصر وحدود مصر وشعب مصر، وكل واحد منهم يتباري في زرع الكراهية لفلسطين في قلوب القراء، وكل واحد ينافس زميله في نفس اللوبي الأحول ليثبت انه أحول منه.
لماذا خرست ألسنتهم وقصفت أقلامهم ولم يزركشوا أعمدتهم المنخورة بكلمة عن السيادة الوطنية؟
حين كان دمك يهرق علي رمل مصر، كان دم أطفال غزة يراق علي أرض فلسطين، دم عربي واحد، عار عربي واحد، ثأر عربي واحد، وقاتل صهيوني واحد .