رسميا: تحقيقات nhtsa تثبت براءة تويوتا
رسميا: تحقيقات NHTSA تثبت براءة تويوتا
أكدت تحقيقات أمريكية رسمية خلو سيارات تويوتا من أي خلل إلكتروني يمكن أن يؤدي إلى مشكلة التسارع الغير مقصود. وبعد استدعائها قرابة 9.5 مليون سيارة حول العالم منذ نوفمبر 2009، منها 7.5 مليون سيارة في الولايات المتحدة وحدها، أنحت الإدارة الوطنية لحماية المرور على الطرقات السريعة NHTSA باللائمة على السائقين الذين ادعوا بأن سيارات تويوتا تسارعت بدون قصد منهم، وأكدت بأن تحقيقاتها أثبتت عدم استخدامهم للفرامل كما ينبغي قبل وقوع حوادث التصادم التي ارتكبوها.
وجاءت نتائج NHTSA ضمن جلسة موجزة لإطلاع أعضاء في الكونغرس الأمريكي على نتائج تحقيقاتها التي دلت على عدم استخدام السائقين لنظام الفرامل كليا في 35 حادثة من أصل 58 حادثة لسيارات من تويوتا مزودة بصندوق أسود وخضعت لتحقيقات مكثفة من NHTSA، ما يعني أنهم كانوا يضغطون بالكامل على دواسة البنزين في خطأ غير مقصود منهم.
وفي 14 حادثة أخرى ضغط السائقون على دواسة الفرامل جزئيا وليس كليا قبل وقوع الحوادث، وفي 9 حوادث أخرى تم الضغط على الفرامل خلال اللحظات الأخيرة قبل وقوع الحوادث مباشرة، وهذا يعني التأخر التام عن استخدام الفرامل لاحتمال عدم الانتباه، وفي 3 حوادث استخدمت الفرامل في أوقات مبكرة ولكن ليس قبل وقوع الحوادث، وفي حادثين آخرين تبين استخدام الفرامل بعد وقوع الحوادث.
وفي حادثة واحدة فقط تبين أن سبب التسارع الغير مقصود يعود إلى انحباس دواسة البنزين في غطاء السجاد. وقد استدعت تويوتا الملايين من السيارات لمعالجة المشكلة.
وفي حادثة أخرى لم تكن النتائج حاسمة، وفي 5 حوادث أخرى لم تتوفر بيانات إلكترونية ذلك لأن سيارات تويوتا قبل 2007 لم تحمل صندوق أسود مهمته تسجيل القراءات قبل وقوع الحوادث.
وأكدت NHTSA بأن أكثر من نصف الذين ادعوا على سيارات تويوتا ثبت بما لا يقطع مجالا للشك بأنهم لم يستخدموا الفرامل كليا، بل على العكس تماما كانوا يضغطون بالكامل على دواسة البنزين.
وأوضحت NHTSA بأن تحقيقاتها في حوادث أخرى أظهرت بأن المشكلة يمكن أن تعود إلى انحباس دواسة البنزين في غطاء السجاد، أو عدم ارتداد دواسة البنزين بعد الضغط عليها. وكانت تويوتا قد عملت على معالجة هاتين المشكلتين في عمليات استدعاءها الواسعة.
وقبل ظهور هذه النتائج، أصرت تويوتا على أن مشكلة التسارع الغير مقصود والتي يعاني منها كل صانعو السيارات لم تكن في أي حالة من الحالات لخلل إلكتروني في نظام التحكم الإلكتروني بدواسة البنزين، وبأن معظم البلاغات التي وردتها حول التسارع الغير مقصود كانت بسبب انحباس دواسة البنزين في غطاء السجاد، أو لعدم ارتداد دواسة البنزين، وقد عالجت هذين العيبين عبر عمليات الاستدعاء الواسعة.
وقال أوليفر ألير المتحدث بإسم NHTSA بأن التحقيقات في عينة من الحوادث التي أنحى فيها السائقون باللائمة على تسارع غير مقصود من سيارات تويوتا أثبتت عدم وجود أي خلل فني باستثناء إمكانية انحباس دواسة البنزين في غطاء السجاد أو لعدم ارتداد دواسة البنزين لعيب في ميكانيكيتها. وبأن معظم الحوادث جاءت بسبب ضغط السائق على دواسة البنزين بدلا من الفرامل.
وعلى الرغم من ظهور هذه النتائج، أكدت NHTSA استمرار تحقيقاتها وبمساعدة علماء من وكالة الفضاء الأمريكية NASA في محاولة للبحث عن أي مؤثرات يمكن أن تؤدي إلى اضطراب عمل النظام الإلكتروني للتحكم بالخانق.
وفي بيان رسمي من تويوتا للتعليق على نتائج NHTSA، أكدت الشركة اليابانية بأنها تتوافق مع نتائج تحقيقاتها الداخلية. وقالت «أكدت تحقيقاتنا فاعلية الحلول التي وفرناها لمعالجة مشكلتي عدم ارتداد دواسة البنزين وإمكانية انحباس الدواسة في غطاء السجاد».
وأكدت تويوتا بأنها وبعد أن أجرت عمليات فحص مكثفة على أكثر من 4,000 سيارة، لم تتمكن من البحث عن مشكلة واحدة محتملة في نظام التحكم الإلكتروني بالخانق ويمكن أن تؤدي إلى تسارع غير مقصود.
وقدم نتائج تحقيقات NHTSA إلى أعضاء لجنة الطاقة والتجارة في الكونغرس الأمريكي وزير النقل رييه لحود، ورئيس NHTSA ديفيد ستريكلاند. وكانت صحيفة الوول ستريت جورنال قد أكدت عبر لقاء مع مسؤول في NHTSA أحيل للتقاعد مؤخرا بأن وزير النقل طلب من NHTSA عدم نشر نتائج التحقيقات.
ويساهم أكثر من 20 عالم ومهندس من وكالة الفضاء الأمريكية NASA في أعمال التحقيق، وقد اتخذوا من مركز اختبارات مجموعة كرايسلر في آبورن هيلز بولاية ميشيغان مقرا لهم. وتنحصر تحقيقاتهم في البحث عن أي احتمالات يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في عمل النظام الإلكتروني للتحكم بالخانق، مثل التعرض لمجالات إلكترو-مغناطيسية.
وفي كاليفورنيا، يقوم علماء آخرون من NASA بفحص برمجيات نظام التحكم الإلكتروني بالخانق لسيارات تويوتا بحثا عن أي احتمالات يمكن أن تسبب التسارع الغير مقصود.
وكانت تويوتا قد سبقت كل تلك التحقيقات باللجوء إلى شركة إكسبوننت Exponent والتي تعتبر من أهم الشركات الرائدة في استشارات الهندسة والعلوم لكي تجري اختبارات مستقلة، وقد أكدت تلك الشركة بأن نظام التحكم الإلكتروني بالخانق عمل بكفاءة عالية وبدون أي اضطرابات خلال تعريضه لمجالات إلكترونية ومغناطيسية مكثفة تعرض لها في نفس الوقت.
حتى تويوتا نفسها، أكدت وفي أكثر من مناسبة بأن نظام الخانق يحمل تقنية وقائية الهدف منها إيقاف الخانق عن العمل عند وجود خلل أو اضطرابات غير طبيعية.
وعلى نحو منفصل، أسست NHTSA هيئة خاصة أطلقت عليها «الأكاديمية الوطنية للعلوم» ومهمتها البحث عن الأعطال الفنية المحتملة في سائر أنظمة التحكم الإلكترونية للسيارات. ومن مهام هذه الهيئة دراسة مشكلة التسارع الغير مقصود ليس في سيارات تويوتا وحدها، بل في كل صناعة السيارات بلا استثناء حيث أكد وفي أكثر من مناسبة مسؤولون في NHTSA بأن مشكلة التسارع الغير مقصود ليست محصورة في سيارات تويوتا، بل هناك بلاغات حول هذه المشكلة ضد كافة صانعي السيارات.
ونشير هنا بأن نتائج تحقيقات NHTSA لم تعتمد فقط على السيارات التي تعرضت للحوادث بفحوى التسارع الغير مقصود، بل وعلى تحقيقات أجرتها على سيارات من تويوتا في مركز أبحاثها واختباراتها بولاية أوهايو، حيث سعت إلى استجلاء الحقائق حول فاعلية نظام الصندوق الأسود في تسجيل القراءات الخاصة بأنظمة التحكم الإلكتروني.
وقالت رابطة جرى تكوينها للترافع قضائيا ضد تويوتا جراء حوادث تسارع غير مقصود بأن سيارات تويوتا قبل 2007 لم تحمل الصندوق الأسود. وعلى الرغم من ذلك فإن ظهور النتائج الرسمية من NHTSA وبمشاركة NASAيؤكد ويعزز مصداقية تويوتا وسرعة علاجها للمكامن الحقيقة لاحتمالات الخلل، كما وسيعزز قوتها في السوق الأمريكية وباقي الأسواق العالمية.