الموضوع: استقالة الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز

استقالة الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز



أعلنت جنرال موتورز على نحو مفاجيء ولكن متوقع عن استقالة إدوارد وايتيكر من منصبه كرئيسي تنفيذي للشركة، وسيتسلم بدلا منه وابتداء من 1 سبتمبر 2010 دانييل أيكرسن ليكون رابع رئيس تنفيذي لجنرال موتورز في 18 شهرا. ومن المحتمل أن تؤدي هذه الاستقالة إلى تأخير الطرح الأولي لأسهم الشركة التي تحاول أن تخفف من حصة الحكومة الأمريكية في أسهمها والتي تشكل 61 بالمائة من إجمالي أسهمها.

وكان وايتيكر (68 عام) قد انضم إلى جنرال موتورز قادما من شركة الاتصالات العملاقة AT&T في يوليو 2009 إبان ذروة ولادة جنرال موتورز الجديدة بعد الإفلاس. وفيما استقال من منصب الرئيس التنفيذي، فإنه سيبقى رئيسا لمجلس الإدارة حتى 31 ديسمبر 2010، وبعدها سيذهب المنصب إلى أيكرسن أيضا.

ويبلغ أيكرسن من العمر 61 عاما، وهو عضو ضمن مجلس أدارة جنرال موتورز منذ يوليو 2009، وترأس عمليات الاستحواذ العالمية لمجموعة كارلايل Carlyle المتخصصة في الاستثمارات الخاصة منذ يوليو 2009.

وتتضمن سيرته الذاتية منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي خلال الفترة من 1999 إلى 2003 لشركة XO للاتصالات، وقبل ذلك شغل منصب الرئيس التنفيذي لشركة نكستيل Nextel للاتصالات وذلك خلال الفترة من 1996 إلى 1999، كما وكان رئيسا لمجلس إدارة نفس الشركة خلال الفترة من 1996 إلى 2001.

وقال وايتيكر بأن مجلس إدارة جنرال موتورز كان على علم منذ أن أصبح رئيسا تنفيذيا للشركة بأنه لا يرغب بالبقاء يوما واحدا أكثر مما يتوجب عليه. وكان قد أعُلن عن تعيين وايتيكر رئيسا لمجلس إدارة جنرال موتورز في يونيو 2009 وأصبح رئيسا تنفيذيا للشركة في 1 ديسمبر 2009 بعد مغادرة فريتز هندرسون.

وقال وايتيكر بأنه هو وأعضاء مجلس إدارة جنرال موتورز لديهم كامل الثقة في أيكرسن. ومن جهته قال أيكرسن بأنه يشارك وايتيكر نفس الرؤية فيما يخص مستقبل جنرال موتورز، ورفض أن يوضح أولوياته أو التعليق على أي تغييرات إضافية سيجريها على إدارة الشركة، وفضل عوضا عن ذلك الثناء على وايتيكر وما قام به من تغيير شامل على عمل الشركة والتي تتسم بالثبات والقوة.

وقال وايتيكر «كان من الواضح جدا بأنني لن أبقى طويلا في جنرال موتورز ، لقد وضعنا أسسا متينة للشركة، وأشعر بالارتياح التام حول توقيت الاستقالة».

وتواجه جنرال موتور تحديات كبيرة في المستقبل القريب، ولعل أهمها هو محاولة إعادة دفع الأموال التي بلغت 50 بليون والتي قدمتها الحكومة الأمريكية لإنقاذ الشركة، واستحوذت بموجبها على 61 بالمائة من أسهم الشركة.

وكانت الشركة تأمل في جمع ما بين 12 و16 بليون دولار من خلال طرح أولي لأسهم الشركة غدا الجمعة، ولكن يبدو أن هذه الخطة قد تتغير في ظل التغير المفاجئ.

وكان من المتوقع أن يواصل وايتيكر مهام عمله خلال عملية الطرح الأولي للأسهم. وفي الأسبوع الماضي عرض خططا لإجراء مجموعة من اللقاءات مع مستثمرين كبار للترويج لطرح الأسهم.

وقال مصدر مطلع بأن التغير المفاجئ في إدارة الشركة يمكن أن يؤجل عملية الطرح لعدة أيام لمراجعة الوثائق ودقة التوقيت خاصة وأن استقالة وايتيكر على نحو مفاجئ يمكن أن تؤثر سلبا على الطرح.

وفيما يقول الخبراء أن توقيت الطرح الأولي مازال مبكرا، فإن مقربين من الحكومة الأمريكية يتوقعون أن تتمكن جنرال موتورز من تسديد مبالغ حزمة الإنقاذ التي وفرتها الحكومة خلال فترة وجيزة جدا، علما بأن الحكومة كانت قد توقعت سابقا أن تحتاج جنرال موتورز لقرابة الـ8 سنوات لتتمكن من سد الدين.

وفيما يعتقد بأن وزارة الخزانة الأمريكية قد تكون سببا في استعجال استقالة وايتيكر لأسباب غير واضحة، فقد أكدت الوزارة بأن القرار اتخذه مجلس إدارة جنرال موتورز، وهو قرار لا يتطلب موافقة الحكومة كونها المساهم الأكبر في الشركة.

وكانت جنرال موتورز قد أعلنت اليوم عن صافي دخل بلغ 1.3 بليون دولار وذلك عن الربع الثاني من العام الحالي بفضل الزيادة في المبيعات والإنتاج، وحققت خلال الربع الأول صافي دخل بلغ 865 مليون دولار. وارتفعت العائدات 44 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي لتصل إلى 33.2 بليون دولار. واستطاعت الشركة أن تحقق مبيعات كبيرة في السوق الصينية بفضل السيارة بيويك إكسيل، وفي الولايات المتحدة بفضل شفروليه إكوينوكس.

وقال وايتيكر «إن نتائج من هذا النوع تؤكد بأن جنرال موتورز الجديدة تسير في الاتجاه الصحيح وبزخم جيد يدفعها نحو مستقبل زاهر، كما وتمنحني هذه النتائج المزيد من الثقة لكي أبدأ بنقل مهام القيادة».

والطرح الأولي لأسهم جنرال موتورز سيكون ثاني أكبر طرح من نوعه في تاريخ الولايات المتحدة وذلك بعد طرح أولي لشركة فيزا Visa في مارس 2008 والذي بلغت عائداته 19.7 بليون دولار.

وترغب جنرال موتورز بطرح الخُمس من حصة الحكومة الأمريكية في الشركة لتحولها من مساهم بحصة رئيسية إلى مساهم بحصة أقلية.

وواحد من أهم التحديات التي تواجهها جنرال موتورز هي عدم توفر مصادر تمويل مالي لعمليات البيع. ولكن الشركة نجحت مؤخرا في الحصول على ضمانات ائتمانية للتمويل بقيمة 5 بليون دولار من مجموعة من المصارف الأمريكية الكبرى.

ووافقت الشركة الشهر الماضي على شراء شركة التمويل «أميري كرديت» AmeriCredit مقابل 3.5 بليون دولار لتتمكن من توفير الحلول لعملاء التصنيف الإئتماني المتوسط Subprimers والذين يشكلون العصب الرئيس لمبيعات التجزئة.

وكان وايتيكر قد صرح بأنه يرغب بأن تتوفر خيارات التمويل المناسبة ابتداء من الربع الرابع للعام خاصة وأن مبيعات الشركة في الفترة الماضية اعتمدت في قرابة ثلثها على مبيعات الأسطول وبشكل خاص شركات التأجير اليومي.

ويقول خبراء بأن أيكرسن كان مطلعا على كل قرارات الشركة، وأن التغير في الإدارة لن يعني الكثير.