تجربة صديقنا الدكتور احمد سمير مع جهاز الرنين المغناطيسى
بالأمس اجرى صديقنا الدكتور احمد سمير تصويرا بالرنين المغناطيسى للكشف على فقرات ظهره
وبعد ان اتم التجربة كان خارج من غرفة الرنين مذهولا اشبه ما يكون بأهل الكهف الذين استفاقوا من سباتهم ليجدوا ان العالم قد تقدم 300 سنة للأمام
فسألته لماذا تبدو عليه هذة الحالة من الذهول فحكى لى ما كان من امره مع اختراع الرنين المغناطيسى
جهاز الرنين المغناطيسى لمن لا يعرف-وانا منهم بالمناسبة-هو عبارة عن ساندويتش معدنى يوضع فيه الإنسان نائما بشكل افقى لينغلق عليه الجهاز ، ولا يبقى إلا اضافة بعض المايونيز والكاتشب ليكون الساندوتش البشرى جاهزا لأحد وحوش ما قبل التاريخ ليلتهمه، ويعتمد التصوير فيه كما هو واضح من الإسم على تكوين موجات مغناطيسة بترددات معينة تصل لتردد الرنين منعكسة عن اجزاء الجسم وهكذا يتم تصوير العظام والفقرات الخ
المشكلة فى هذا الجهاز ان عملية التصوير تستغرق وقتا طويلا جدا كما ان الرنين يصدر اصوات طرقعة اشبه ما تكون بصوت تخبيط عجلات مترو الانفاق فى القضبان وهو ينطلق بسرعته القصوى
يحكى لنا صديقنا الدكتور احمد انه ، وبعد ان تلقى التعليمات بعدم الحركة وعدم الكلام نهائيا داخل الجهاز، وانغلق عليه الجهاز اصابته فوبيا الأماكن المغلقة، وكاد يدخل فى مرحلة هيسترية ، لكنه بدأ يحاول التركيز مع ايقاع الرنين الذى يصدره الجهاز، ويحاول تاليف اى لحن موسيقى يتماشى مع ايقاع النبضات، وكان احيانا ينجح فى خلق الإيقاع المذكور ويسرح فى سماء الأحلام، إلا انه وفى لحظة يستفيق لحاله ويتذكر انه محبوس فى علبة تكاد تطبق على انفاسه، لا ادرى لماذا جعلنى حديثه اتخيل التجربة التى تمر بها اسماك السالمون فى عبوه الحفظ، المهم ، كان الطبيب قد وعده ان العملية سوف تستغرق 17 دقيقة، وبعد ان مرت الدقائق السبعة عشر-ولا ادرى كيف حسبها دكتور احمد حيث انه لم يخبرنى بتلك الجزئية-قال له الطبيب ، يبدوا انك ستنتظر معنا عشرة دقائق اخرى، وهنا يحاول دكتور احمد من داخل بيته الممغنط ان يحلق ثانية فى سماء الاحلام المغناطيسة، ويستمر الأمر بين تحليق مع الحان الرنين وعودة الى الواقع الضيق الكاتم للأنفاس ، حتى مرت الدقائق العشر، وهنا يخبره الطبيب انه ما زال له فى ذمتهم ثلاثة دقائق اخرى لكى يحصل على حقه كاملا، ضاغطا على اعصابه وبدلا من ان ينفجر يبدأ دكتور احمد فى العد من 1 وحتى 180 لكى يستهلك الثوانى الباقية فى اى عمل يمنعه من الإنفجار، واخيرا يصدر الطبيب صك الإفراج عن دكتور احمد الذى يخرج من بطن الجهاز شاعرا بنفس شعور من اختطفتهم الكائنات الفضائية ثم اعادتهم للأرض، او ربما بشعور مماثل لشعور سيدنا يونس عليه السلام حين خرج من بطن الحوت
بعد ان حكى لى دكتور احمد قصته مع الجهاز العجيب انا نصحته بالنصيحة اللى قدرنى ربنا عليها: عموما انا انصحك انك لحد ما نتيجة التصوير تطلع ، حاول متقربش من اى مسامير او رايش او اى اسياخ حديد تسليح علشان مافيش حاجة تلزق فيك ....:)
الحمد لله صحة دكتور احمد فى تحسن بفضل المسكنات، وان كنا لانزال فى انتظار نتائج التصوير لكى يتم تحديد العلاج النهائى
(تم استئذان دكتور احمد سمير قبل كتابة هذا الموضوع )