روق أعصابك ، واقرا بالراحة .....وحاول تضحك شوية ( أيوة الكلام موجه ليك انت )
.
.
.
.
.
رمضان كريم.....وكل عام وانتم بخير...فى جميع العصور........شهر رمضان هو شهر المعارك والانتصارات ....وقاربت معركة( الياميش والمكسرات وقمرالدين ) العظيمة على الانتهاء...وتركت خسائر فادحة فى جيوبى المسكينة ....فتركتها خاوية مهجورة من أى أموال ....
واقتربت معركة (كحك العيد) المجيدة....وفى هذه الاثناء اسارع بمحاولات مستميتة للقيام بعملية انعاش واعادة شحن لتلك الجيوب المقهورة ، المظلومة....التى لاتلبث النقود ان تدخلها حتى تخرج منها بسرعة الصاروخ ...وكأنها اخذت على نفسها أشد العهود والمواثيق بألا تقضى ليلة واحدة بداخلها.
وكثيرا ما أجلس متأملا فى فئات النقود ، باحثا فيها عن تلك الاجنحة الخفية التى تطير بها بكل خفة ورشاقة.....فلا أجد لها أثرا....
لا أطيل عليك ياصديقى العزيز ولكن كان لابد من تلك المقدمة المأسوية ........
أنا وجى جى نقضى وقتا ممتعا فى الذهاب والاياب ، نحمل معا متطلبات الشهر الكريم ، وبالطبع فكل مواردى مسخرة لتلك المتطلبات المقدسة
وأذكر أننى قبل يوم أو يومين كنت قد ملأت التأنك بنزينا استعدادا لعمليات المسح الشامل للسوق وحمل ماخف وزنه وغلى ثمنه من فزدق وعين جمل ولوز الى اخره من قطع المجوهرات....عفوا....المكسرات الثمينة.
أخذ مؤشر البنزين ينخفض بعنف وسرعة...وقلبى يهبط معه مرتجفا ، وما كنت أخاف منه قد حدث ، أضاءت لمبة البيان مشيرة الى خلو البنزين من التانك ، ومبشرة اياى بمبلغ أخر لابد أن يدفع
ولكى أكون صريحا معك .....لقد تجاهلتها تماما وأخذت أنظر من الشباك واصفر وكأنى أبحث عن شئ ما
جى جى : هاتفضل مطنش كده كتير؟؟
أنا (بكل براءة) : مين ؟؟!!!؟؟؟!!!؟؟ ....أنا؟
جى جى : أيوة انت...هو فى غيرك انت
أنا : اه ....قصدك على البنزين.....لا متقلقيش...هايكفى ان شاء الله...والشهر اللى جاى...لما اقبض....هاحطلك بنزين.....و95 كمان ياستى
جى جى : ياسلام.....على أساس ان البنزين هايكفى نروح....وانك مش هاتسوقنى شهر....
أنا (وكللى حرج) : طيب طيب....هو خلاص مفيش رحمة....طيب أيه رأيك أحطلك شوية زبيب على فزدق ....وتمشى حالك بيهم
جى جى : خفه أوى.....ناقص تقوللى انتى مش صايمة والا ايه.......بقولك ايه....الجو حر والدنيا زحمة وانا مش ناقصة ظرفك....ياتطلع على أول بنزينة....ياإما تركن على جنب وتاخدلك تاكس
أنا : خلاص خلاص.....متزعليش....هو انا معرفش اهزر معاكى شوية...مال خلقك ضيق كده....انا هاصالحك ياستى
واخرجت مافى جيبى فوجدت ورقة واحدة....فئة المائة لحلوح....ونظرت اليها مودعا اياها بكل اسى وحزن....وقلت لها (لجى جى طبعا مش المائة لحلوح )
مش أنا كنت وعدتك انى فى يوم من الايام هاعزمك على بنزين 95 ....اهو جه اليوم ده....وهافول التانك با أحلى بنزين لأحلى جى جى
ودخلت البنزينة ....وقلت للعامل بكل فخر وعزة نفس وبروح المغامر الذى لايهاب الافلاس....وعملا بمبدأ ....ضربوا الاعور على عينه......
أنا : فول يابنى 95....
العامل (بكل أدب وذوق) : تأمر ياباشا.....
جى جى : ......هههههههه.....اما انك مسخرة صحيح......قال يعنى بقى مبتحطش غيره
أنا : بس بقى وطى صوتك ....مبسوطة ياستى.....بنزين فاخر أهوة....علشان مبقاش حارمك من حاجة
جى جى : ماشى ياسيدى....متشكرة.....مع ان المفروض يبقى كده على طول.....بس علشان انا بقدر وعارفة انك دايما مفلس وحالتك كرب ساكته ومستحمله....اياك يتمر
أنا : حتى أنت يابروتس...........جى جى : مين بروتس ده.....؟؟؟ .....
أنا : ده واحد صاحبى ماتعرفيهوش.....المهم تبقى مبسوطة
جى جى : مبسوطة على الاخر.....
وانطلقت جى جى ....بأداء مختلف....ومعنويات مرتفعة....وأحسست فعلا انها مظلومة معى....وانها تطير من أقل ضغطة على دواسة البنزين
أنا : ده انتى مبسوطة بصحيح بقى
جى جى : أيوة ....انت فاكرنى ايه.....أنا بنت ناس يا أخى
وترقرقت الدموع فى عينى.....واحتبست أنفاسى....
أنا (بصوت متحشرج) : خلاص ياحياتى...من النهاردة مفيش غير بنزين 95
وماهى الا أيام قليلة وقارب الحلم ....اقصد التانك ....على الانتهاء .....واضاءت لمبة البيان مرة أخرى....ونظرت فى جيبى مرة أخرى.....فلم أجد هذه المرة الا ورقة واحدة...فئة العشرين لحلوحا....فنظرت اليها متحسرا والدموع تتساقط عليها ....(دموع الوداع).....وقبلتها قبلة..... (قبلة الوداع) ....واعطيتها للعامل فى البنزينة....وقلت له بكل اسى وحسرة
أنا : 5 لتر بنزين 80 لو سمحت.......
العامل (بكل صفاقة) : مبنجبش هنا 80 يا أستاذ......شوف بنزينة تانية
أنا : طيب.....تاخد شوية فزدق وبندق.....وتحطلى 5 لتر 95.....
.
.
.
.
كل عام وأنت بخير....ورمضان كريم
.
.
.
