الموضوع: كلمة ونص- 12 مارس 2008

الشرطة فى البلد دى فاكرة نفسها فوق كل القوانين حتى قوانين الطبيعة
وخصوصا الى معلقين نجمتن تلاتة بس

دا ان دل علي شئ يدل علي التخلف و النقص للشخصيه دي اللي فاكره نفسها فعلا تقدر تتحدي اي حاجه بسلطتها

حضرني موقف مع واحد من اياهم أيضا الذين يتعاملون مع المواطنين العاديين علي أنهم حثالة المجتمع.
في صباح أحد الأيام وصلت لمقر عملي في مدينة نصر, و لكم أن تتخيلوا حجم المعاناة التي أتكبدها للفوز بالجائزة (الركنة).
و بعد محاولات مضنية لم أجد سبيلا الا أن أركن في طريق مسدود فرعي بجانب أحد البنايات.
و من هنا بدأ الموقف, بعد أن اتخذت المكان المناسب علي جانب الطريق, خرجت من سيارتي و هممت باغلاقها. فجأه سمعت صوتا أجشا يقول بهدوء شديد: "أنت بتركن هنا ليه؟؟"
نظرت تجاه مصدر الصوت, فوجدت رجلا في العقد الرابع من العمر و يرتدي زيا عسكريا غربيا فتكهنت أنه يتبع القوات الخاصة مثلا أو الحرس الجمهوري, و كان مستندا علي سيارته داخل ذلك الطريق الفرعي
فرددت عليه بابتسامة ودودة: "معلش والله مش لاقي مكان في المنطقة كلها و اتأخرت علي الشغل. "
هو(برزالة): "دة مش جراج علشان تركن فيه. الأماكن هنا علشان الناس اللي ساكنة في العمارة دي."
أنا(بصبر و أدب): "انا اسف . بس لو فيه أماكن بره كنت ركنت فيها طبعا. أنا مش بركن هنا دايما بس مضطر معلش."
هو(مهددا): "شيل العربية دي من هنا. و لو شفت العربية دي هنا تاني مش هيحصل كويس. "

صراحة أنا فوجئت بالرد بهذا الأسلوب, خاصة أني تعمدت الحديث بحرص و أدب شديدين كي لا يصل كلامي بصورة خاطئة أو يتصيد هو الأخطاء فيه. وشعرت وقتها باحتقار شديد تجاه هذا الرجل الذي يحتمي بمنصبه و زيه, و صراحة شعرت أيضا بقلق شديد ازاء هذا التهديد.

و بين احتقاري للرجل و قلقي من التهديد كان لابد أن اتخذ قرارا عقلانيا يرد لي جزء من كرامتي و في نفس الوقت يجنبني أي قرار طائش قد يتخذه هذا المتعال.
كل هذه الأفكار دارت في رأسي في أجزاء من الثانية, و توصلت لقرار ثم رددت عليه قائلا:
"مفيش مكان بره الحقيقة دلوقتي, ان شاء الله لما انزل أصلي الظهر هبقي أنقلها لو لقيت مكان"
وأعطيته ظهري وغادرت المكان و سمعته يقول "أنا حذرتك" , فلم ألتفت اليه و استمريت في السير و خرجت من هذا الطريق الفرعي و أنا في قمة غضبي و اندهاشي من هذا الأسلوب المستفز.
و قبل وصولي لمقر عملي وجدت مكان يصلح لركن السيارة بجانبه, فكرت للحظات في أن أترك سيارتي في مكانها لبعض الوقت, و لكن صوت العقل أخذ يلح علي كي أنقلها و أن "أقصر الشر" كما يقول المثل.
و فعلا عدت للسيارة و نقلتها, و لكني لم أجد هذا الشخص موجودا لحسن الحظ لأني لم أكن أضمن رد فعلي لو كان تحدث معي ثانية.

هذا الموقف مر علي حوالي عامين. ولكنه محفور في ذاكرتي بكل التفاصيل, و كلما رأيت أو سمعت موقفا مشابها, يزداد اشمئزازي و غضبي من تلك الفئة من المجتمع التي تتعامل مع المواطن العادي علي أنه مجرم و يستحق الموت حرقا.