بسم الله الرحمن الرحيم
(اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا)
(قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقا)
(ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)
كانت أزمة حرق مصاحف من المرات النادرة التي يتعامل المسلمون فيها بحكمة وعقل مع أزماتهم الدينية والحضارية مع الغرب، فكسبوا إحتراما وتعاطفا وتأييدا وفوق ذلك تيارا قويا يتحول إلى الإسلام.
وبالمناسبة.. الصحيح هو حرق مصاحف وليس كما دأبت وسائل الإعلام (حرق القرآن الكريم) فالقرآن كلام الله المنزل وليس مخلوقا حتى يحرق.
في هذه الأزمة لم ينطلق المسلمون من رد الفعل المتشنج والغاضب وإنما تركوا العقل يتصرف بحكمة وعلوا بحضارتهم فوق حضارة الغرب، فكانت النتيجة أن النخب والرأي العام من غير المسلمين هم الذين تحركوا وتظاهروا ورفعوا المصاحف وقرأوا في معانيها واستنبطوا كم هو عظيم ذلك الدين الذي يدعو للسلام وليس الحرب.. للحياة وليس القتل والدمار.
لم يفجروا سفارات ومباني ويقتلوا أبرياء. لم يرسلوا تهديدا ووعيدا ولم يوقظوا خلايا نائمة ولم يبثوا بيانات عبر مواقع الانترنت لتعلن أن 11 سبتمبر جديدا على الأبواب.
في عالم اليوم كم تكسب من الحكمة والموعظة الحسنة ومن قدراتك على تقديم دينك العظيم للآخرين كما هو وليس كما يشنع عليه الخصوم.
خلال أزمة حرق مصاحف التي تراجع عنها القس الأحمق المغمور تيري جونز، اعتنق 180 رجلا وإمرأة الإسلام في منطقة واشنطن الكبرى التي تضم مناطق ميرلاند وفيرجينيا والعاصمة وواشنطن. أي أن هذا العدد الكبير أصبحوا مسلمين في الذكرى التاسعة لـ11 سبتمبر بدلا من اللعنات والغضب التي أراد جونز أن يصبها فوق نار عائلات الضحايا والتي لخصها في تصريح التراجع بقوله "كلا لن نعمد أبدا، اليوم أو غدا إلى حرق المصحف.. لكننا أردنا إظهار أن الدين الإسلامي هو عنصر بالغ الخطورة ومتطرف جدا"!
ويقول محمد ناصر مدير المركز الإسلامي في هذه المنطقة إن الأزمة دفعت الأمريكيين إلى القراءة عن الإسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة والفتوحات الإسلامية. قرأوا من مشارب متعددة، ما هو معاد وما هو منصف، وفي النهاية انحازوا للحق.
والواقع أن الإسلام ينمو سريعا في الولايات المتحدة. في ظل الحريات والعدالة والديمقراطية ترتفع راية الحق، فما دام هناك رأي ورأي آخر لا يجب أن نخشى شيئا.
في 12 سنة تم بناء أكثر من 1200 مسجد في الولايات المتحدة، أي بمعدل 100 مسجد سنويا، وهو معدل يتفوق على أي دولة عربية دينها الرسمي الإسلام!
روبرت سبنسر مواطن أمريكي أعلن إسلامه في خضم أزمة حرق مصاحف وتسمى باسم (عبدالرحمن) يقول: معظم الذين يعتنقون الإسلام من الأمريكيين يلتزمون به بشكل مذهل، بل يتحولون إلى دعاة له.
ويقول جمال الغموس مدير مركز دار الهدى في مدينة مناسس بولاية فيرجينيا: نحن نحاورهم بعد طلب منهم وهم يرتادون المساجد بصورة يومية وبأعداد متزايدة. من يأتي ليحاور يعود وقد تغيرت لديه قناعات عديدة. http://www.almesryoon.com/news.aspx?id=39392